رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر باقية.. والوطن للجميع!!!

نعم.. هي فاجعة التي ألمت بالشعب المصري في ليلة رأس السنة »2011«. عندما أراد تدبير إجرامي القيام بحادث مفتعل صادماً.. ليعكس صورة من عدم الأمن والأمان، وكأننا دولة من الدول التي طالتها أيدي التخريب، ويغلفها ظلال من التطرف والإرهاب، وفي سبيلها لاهتزاز كيانها إن عاجلاً أو آجلاً!! وهيأ للقائمين علي التدبير الإجرامي أن أنسب الظروف لزرع الفرقة بين أبناء الوطن الواحد هو أن يختار لها مناسبة تسلط عليها الأضواء، كالعيد، أو رأس سنة جديد.. بحيث توجه كل الأنظار إليها في الداخل والخارج!!

والسؤال المطروح: لماذا تتعرض مصر لتلك الأحداث والآن؟؟؟

ومن الإجابات المطروحة.. أن المحرضين ومن في قلوبهم مرض وفي نفوسهم غل لسبب أو لآخر، يحسبون خطأ وغفلة أن لو ضعفت مصر، ودخلت في دائرة العنف، والعنف المعاكس أتاح ذلك الفرصة للتقليل من دورها الإقليمي، وإتاحة ظهور قوي أخري لم تكن لديها المقومات أن تظهر في ظل مصر القوية، ومكانتها المقدرة ليست في زمن من الأزمان، ولكنها عبر كل العصور.. فمصر بلد عاشت آلاف السنين تعرضت فيها لما لم تتعرض له دولة أخري، فلقد كانت مطمحاً ومطمعاً، لكل قوة تظهر في العالم.. فيكون أول ما تنظر إليه هو الوصول إلي مصر والاستيلاء عليها، ولكن الزمن أثبت دائماً أن »مصر.. باقية«، كما هي مصر.. ولكن تصهر الكل في بوتقتها.. وتسير وتستمر.. ويندمج فيها الآخرون أو يضيعون!!

وفي الكتب السماوية ما يحافظ علي مصر سورة يوسف »ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين«.

ولذلك أيضاً من أراد شراً بأبناء مصر في الحادث أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية تناسي الوعد الإلهي في الكتاب المقدس »مبارك شعبي مصر«.

ومن المؤكد إصابة المحرضين والقائمين علي تلك الفاجعة صدمة لم يتوقعوها فبمجرد وقوع الحادثة.. اهتزت أنحاء البلاد وخرج المصريون مسلمين ومسيحيين ملتفين حول بعضهم البعض، في صورة أعادت إلي الأذهان فترة ما قبل ثورة 1919 وأثناءها.. ورفع الشعار نفسه »الوحدة الوطنية« الهلال يحتضن الصليب.

هذا بالرغم من أن بذور التعصب ومحاولة البعض من الجهلاء نشرها في ربوع مصر.. وأراد الذين لا مكان لهم ولا شأناً.. أن يصير لهم قدر وقيمة فلم يجدوا أمامهم إلا أن يستوردوا أفكاراً ليس لها علاقة

بالدين الصحيح وغريبة عنا لعلهم يسيطرون بها علي عقول البسطاء.. ولكن الثقة التي يمتلكها المصريون في رسوخ قيمهم وعقائدهم.. كانت سداً مانعاً!! ولكن تفاقم المشكلة كان مرجعه أن النظام الحاكم لم يكن له موقف واضح وحاسم لإيقاف تيار الشر المقبل علينا.. ولم يقدر النظام وأصحاب القرار فيه نتائج التهاون في الوقوف أمام ذلك المد من التخلف الغريب عنا.. الذي أراد أن يزرع بذور الطائفية حتي ولو بالعنف غير الإنساني وغير المبرر.. فالإعلام أصبح مخترقاً.. والأهم من ذلك التعليم وخاصة في المراحل الأولي منه لم يراع في مناهجه التسامح وقبول الآخر ومحبته.. فوق ذلك فمعظم المعلمين في تلك المراحل غير مؤهلين.. لتولي هذه المهمة ويبثون في عقول الصغار صوراً مشوهة عن العلاقات مع الآخرين، والحكم علي الأمور بنظرة ضيقة مغلوطة.

وأما الحوادث المتفرقة التي كانت تقع بين مصريين مسلمين ومسيحيين مثل الزاوية الحمراء والخانكة والكشح ونجع حمادي، اتخذ النظام فيها سياسة تغطية النار بالرماد وهي مازالت مشتعلة.. ولذلك لم تطفئها ولم تعامل تلك الحوادث بما كان يجب أن يكون.. بتطبيق القانون الرادع.. وليس بمحاولة الاحتواء وتبادل القيادة بين الشيوخ والقساوسة.. وياحبذا لو مدت الموائد وانتهي الأمر بالعيش والملح!!

الكلمة الأخيرة..

لو منذ السبعينيات طُبقت العدالة الناجزة من خلال قانون رادع.. لم يكن نجد الآن من نشير إليه بأصابع الاتهام.. ولا أسر مكلومة لا ينطفئ نار قلوبها حزناً علي أبنائها.. ولبقيت مصر كما كانت دائماً وطناً للجميع!!