عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دليل المدير الذكي في إدارة الحوار الوطني

 

حوار يعني حوار، وليس معني آخر لو غيرنا حرفاً في الكلمة، ولكي يكتمل الحوار فمن البديهي أن يجمع كل أطياف المجتمع وفئاته وشرائحه من المثقفين والكتاب والفنانين والعمال والفلاحين وأساتذة وطلاب الجامعات، وكلهم كانوا ممثلين في ملايين المصريين الذين قاموا بثورة ٥٢ يناير وحققوا بتوفيق من الله وإصرارهم واستشهادهم ومساندة الجيش معجزة الإطاحة بنظام حكم فاسد تعفن بعد أن انتهت صلاحيته منذ عقود ولكن أصحابه من التجار الفاسدين أصروا علي أن ينحشر في حلوق المصريين يبتلعونه علي مضض قبل أن ينزل إلي أمعائهم مخلوطاً بالقليل من الطعام الملوث بالمبيدات السامة التي أجازها النظام لكي تمتلئ خزائنه العمولات التي يتقاضاها علي بيع كل موارد مصر وتخريب مالا يصلح للبيع.. السؤال هو: من يدير هذا الحوار ومن يحضره ممثلاً لكل الشرائح التي ذكرناها ومن الذي يختار هؤلاء لكي يمثلوا شعب مصر الثورة؟

بدأ الحوار حكومياً وفشل من أول جلسة، وتغيرت الوجوه لكي يبدأ من جديد بنفس الاسم مع استمرار الحوار الحكومي وتغيير اسمه إلي »الوفاق الوطني« حفظاً لماء الوجه.. أصبح لدينا حواران يتباريان علي استمرار العرض واستخلاص النتائج والخروج بها إلي الناس علي أنها إنجاز وطني كبير، لكي تزداد حيرة الناس في أي الحواريين يمثل آراءهم ومن الذي فوض من يتحدثون باسمه ويعبرون عن آماله ويعرضون مشاكله ورؤاه عن مستقبل البلد الذي ثار لكي يحققه؟ دخل الشباب قاعة الحوار التي دعوا إليها ليجدوا أن »خدام« النظام السابق يحتلون كراسي الحفل ويديرون حواراته ولجانه، ولم يكن لذلك أي معني سوي أن العرض سوف يستمر ولا أمل في إصلاح وأن من اشتركوا في التخريب والفساد بالأمس ولو بالسكوت عليه هم نفس الوجوه التي دعيت للمؤتمر لكي تضع خريطة مصر ما بعد الثورة.. رموز لم يكن لدي أحد منهم شجاعة الكلام ولا الاستقالة ولا حتي الانضمام إلي حزب قائم يفضح من خلاله ممارسات النظام إذا لا يستطيع أن ينشئ حزباً، ولكنهم يجلسون بكل جرأة لكي يحاوروا جيل الثورة في إصلاحات لم يكفهم ثلاثين عاماً كانوا فيها في مواقع السلطة ولم يتحقق منها شيء.. كيف نلوم الشباب علي رفضهم الحوار مع هؤلاء باعتبارهم أعداء الثورة بالضرورة، وكيف ترتفع الأصوات »العاقلة« الآن تنادي بالديمقراطية التي تفرض الرأي والرأي الآخر؟

قلت إن العرض مستمر حتي لو تغيرت الوجوه وإليكم دليل واحد لم ينتبه إليه أحد.. الحوار الحكومي الذي لم يستمر سوي جلسة واحدة لفشله بإجماع آراء من حضروه قام بتنظيمه وإدارته مركز المعلومات الذي لايزال تابعاً لمجلس الوزراء وشاركت إحدي مديرات المركز في إدارة الحوار.. نفس المديرة التي كانت الرموز المرفوضة الحاضرة للحوارات الدائرة حالياً بمسميات مختلفة ضيوفاً دائمين علي المؤتمرات التي تنظمها باسم المركز لمناقشة قضايا صرف عليها الملايين من أموال المعونات الأجنبية وميزانية الدولة علي السواء لكي تناقش قضايا »مستوردة« لا علاقة لها بالشعب المصري يساندها إعلام رسمي يظهرها علي أنها إنجازات رائعة ويتيح لمن حضروا تلميعاً إعلامياً يذكر قيادات الفساد بهم إذا

ما خلا كرسي حول طاولة المتآمرين علي مستقبل مصر.. نفس المركز الذي كان يديره أحمد عز من وراء ستار - والذي قادت »الوفد« حملة بالمستندات ولم يجرؤ أحد من قيادات المركز علي إرسال تكذيب واحد لما ورد بها من وقائع هي الآن محل تحقيق عدد من الجهات - هو الذي يساعد في إدارة الحوار الوطني بنفس المديرة التي شاركت في إدارة الحوار الحكومي من قبل.. هل هناك ضحك علي العقول أكثر من ذلك؟ وهل هناك نتيجة ترجي من حوارات يدعي إليها من نعرفهم في ظل النظام السابق بدلاً من أصحاب المصلحة الحقيقيين في إزالة آثار العدوان الذي وقع علي مصر بأيدي هؤلاء؟

مازلنا نحتاج إلي »الإفراج« علي مصير مصر من أيدي هؤلاء، ومازلنا نحتاج من حكومة شرف أن تنظف صفوفها من بقايا من كانوا أعضاء بارزين في مؤسسات النظام المخلوع حتي لا يلوثها ما علق بأيديهم من فساد ودماء لشهداء الثورة.. مؤسسات كان يديرها »طبال« نظام مبارك بإشارة من يده ويسخرها لخدمة الحزب، يسانده مهندس أقذر عملية »بغاء سياسي« في تاريخ مصر وجوقة من المنشدين تحايلت ثلاثين عاماً تبيع الوهم وتنشر الفساد وتحاول أن تجعل من الكباريه كعبة.. وإذا كان قضاء مصر العادل يثقل كاهله الآن حجم تلك المفاسد المتهم بها رؤوس النظام الموجودون الآن خلف القضبان، فإن ذيولهم وأتباعهم لايزالون طلقاء يمارسون أدوارهم القديمة بواجهات جديدة وصلت إلي دوائر الحوار الوطني لوضع خريطة مصر المستقبل وينبغي أن يشملهم الدور قبل أن يمكنوا من التغلغل في مؤسسات تحاول أن تتطهر والاشتراك في لعب أخطر الأدوار في تقرير مصير الوطن.. ولرئيس الحكومة نقول: كان النظام المخلوع »يعاند« الشعب فيبقي علي من يطالب الناس بإقالته أومحاسبته ويقصي الشرفاء - وأنت منهم - لذلك نثق أنك سوف تعيد النظر حولك بإمعان وتتخلص ممن سوف يسيء بقاءهم في حكومتك إلي ماضيك المشرف، ويأكل من رصيدك لدي ثوار التحرير الذين نصبوك نائباً عنهم في إدارة حكومة الثورة.