حزب مدي الحياة«.. وعاهات مصر المستديمة؟
حين تجعل أجهزة الإعلام الحكومية كل همها أن تروج لنزاهة وشفافية الانتخابات وتخصص الصفحات لسدنة النظام للحديث عن »إرادة« الناخبين التي أتت بنواب برلمان 2010 فلا رد لدينا سوي أنه: إذا كان ذلك صحيحاً فمصر تستحق ما هي فيه ما دام شعبها لا يرضي عن القهر والظلم والتخلف بديلا.
كل ما قالته المعارضة ورصدته أجهزة الإعلام المحايدة والمراقبون ومندوبو المرشحين وجمعيات حقوق الإنسان، بل والقضاة الأفاضل الذين تعرضوا للإرهاب والبلطجة حتي من قبل هؤلاء المفروض فيهم حفظ النظام وحماية وتأمين عملية الانتخاب.. كل ذلك محض افتراء ومحاولات لتلويث سمعة الحزب الوطني الذي حقق لمصر خلال الثلاثين عاما الماضية ما لم تكن تحلم به من نعيم مقيم ولشعبها الناكر للجميل من الإنجازات ما يجعله أسعد شعوب العالم وأكثرها رفاهية.. تعالوا نذكر الناس ببعض تلك الإنجازات لعلهم يعودون إلي رشدهم ويحقون الحق ويترقفون عن افتراءاتهم علي »حزب مدي الحياة« ومجلسه الموقر.
> أكثر من 40٪ من شعب مصر يعيش تحت خط الفقر بما يوازي دولاراً واحداً يوميا، ومثل تلك النسبة علي خط الفقر بدولارين في اليوم طبقا للمعدلات العالمية.. حكومة الحزب لا تعترف بذلك وتؤسس دراساتها علي أن من يحظي بدخل 136 جنيهاً في الشهر يخرج من تلك الدائرة الجهنمية ويعيش في اكتفاء ذاتي بغير حرمان هو وأسرته.. القائل بذلك هو الوزير المسئول عن التخطيط في مصر وذلك يعطينا بما لا يدع مجالا للشك فكرة عن نوعية التخطيط الذي تعتمده حكومة الحزب الوطني في خططها للتنمية والتي تدعي بدم بارد أن 90٪ منها قد تم إنجازه ضمن البرنامج الانتخابي لرئيس الدولة وتستخدم ذلك في الدعاية لانتخابات الرئاسة القادمة.. كما يعطينا فكرة عن نوعية الوزراء الذين اعتلوا كراسي الحكم في غفلة من الزمن لقرابة أو صداقة أو تزكية دون ما يؤهلهم للتصدي لحل مشاكل مصر والتخطيط لمستقبلها.
> لذلك تحولت مصر في عهد الحزب إلي »مشحتة« كبيرة إما بسبب بطالة كاسحة تصل إلي أكثر من 35٪ طبقا لأكثر الإحصاءات تشددا، أو لاعتياد طبقات من الشعب علي التسول دون ان يردعهم أحد، وإما لاننا لم نعد ننتج ما نأكله فأصبحنا نمد أيدينا للدول التي تستطيع أن تقدم لمصر غذاء أو قروضا تعيش بها.. أصبحنا لا نستورد قمح رغيف العيش فقط وإنما الفول المدمس أيضا فماذا بقي بعد ذلك؟ ترهلت الدولة وضعفت أو تغاضت فانتشرت العشوائيات وبورت
> وتكتمل منظومة تدهور جودة الإنسان المصري في ظل الحزب بالأوبئة والأمراض المزمنة القاتلة التي تحاصر شعب مصر وتفتك به، ومستشفيات حكومية هي أقرب للسلخانات يذهب إليها الناس أملا في العلاج فيخرجون منها إلي المقابر رحمة من الله لآلامهم ومعاناتهم.. تلوث الغذاء والجو والمياه فأصبحت أجساد المصريين مزارع لكل أنواع الأمراض تفتك بهم، ولم يحاكم مسئول واحد كبير عن مبيدات مسرطنة دخلت البلاد أو أدوية فاسدة سامة توقف العالم عن استخدامها أو مريض أو مصاب ترك ينزف حتي الموت لأنه لا يملك ثمن العلاج.. كل من قدموا للمحاكمات سمك صغير وترك الحيتان يمرحون لان أحدا لا يستطيع الاقتراب منهم لتمتعهم بالحصانة التي يمنحها لهم الحزب مدي الحياة.. موقعنا في ترتيب الدول الأكثر فسادا قبل الأخير بقليل ولا عجب فليس هناك وجه من أوجه الفساد إلا وظهر في مصر.. كل شيء بثمن، ويكفي أن 60٪ من شباب مصر المتقدمين للكليات العسكرية كل عام يرفضون لعيوب جسمانية لخصها المسئولون عن القبول في خمسة أسباب رئيسية هي تقوس الظهر وتهدل الكتفين وتقوس الساقين والسمنة وعدم الاتزان عند الوقوف أو المشي.. وإلي لقاء آخر لاستكمال باقي العاهات..!