رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شعب مصر كله في قفص الاتهام!

 

يبدو أننا شعب »مش وش نعمة«، ولم نكن نستحق رئيساً نظيفاً شريفاً مباركاً كالذي خلعناه، وباعتبارنا شعباً مشاغباً لا يقنع بما تحقق في عهده من فساد ونهب وسلب وخنق للحريات وتدهور في الاقتصاد وتدني مستوي المعيشة وزيادة الأمية لمستويات غير مسبوقة، نريد الآن أن نحاكم من كان يحاكم »بكسر الكاف« ونقتص ممن كانوا فوق المساءلة.. رفضنا أن نصبر ثلاثين سنة أخري حتي تتحقق كل برامج الرئيس المخلوع والعصابات التي كانت تحيط به، ولم نعبأ بآخر برنامج انتخابي أعلنه في شفافية تامة وهللت له كل أجهزة الإعلام الحكومي ومراكز المعلومات في كتيبات أنيقة وندوات في منتجعات وفنادق تليها ولائم تحوي قائمة الطعام بها أصناف لو قلت اسماءها أمام سكان المقابر والعشوائيات لظنوا أنك تسخر منهم وتنعتهم بما ليس فيهم.. اتهمنا رئيسنا »وجرسناه« هو وأسرته وكان يستحق منا كل الشكر والعرفان بالجميل أن تنازل وتفضل علينا »بنقل« سلطاته للمجلس الأعلي والانزواء في قصر منيف بمنتجع شرم الشيخ.

خرج مبارك علينا بحديث ببيان مسجل وفي تعال ليس غريباً علينا كشعب مسكين يشكو الظلم الذي وقع عليه وعلي أسرته والاتهامات الظالمة لهم بالنهب الممنهج لثروات مصر وإشاعة الفساد في طول البلاد وعرضها، ويهدد بمقاضاة من أسأوا إليه وإلي سمعته ويؤكد أنه رئيس غلبان لا يملك شيئاً وليس له ولا لأسرته أي أموال أو ممتلكات خارج مصر.. يا نهار اسود، شعب مصر كله أصبح متهماً بسب وقذف رئيسه المخلوع ونظام حكمه، وسوف يجرجر في المحاكم لكي يدفع ثمن اجترائه وسفاهته وطيشه حين قام بثورته ضد الظلم والقهر والفساد.. الرئيس المخلوع سوف يطلب تعويضاً عن الإهانات التي لحقت به من الشعب، وطبعاً سوف تكون بالمليارات بما يتناسب مع حجم واسم ومستوي رئيس سابق ادعينا عليه علي غير الحقيقة ثروات بالخارج تقدر بالمليارات ما بين أموال سائلة وعقارات وأسهم وسندات ومعادن ثمينة.. كلنا كذابون نريد أن نلوث سمعة الأشراف الذين تفانوا في خدمة مصر وكانوا يخافون الله في كل مليم صرفوه من خزينة الدولة وتأبي نفوسهم الكريمة أن تمتد أيديهم لأموال الشعب.

ليس شعب مصر وحده الذي افتري علي الرئيس المخلوع وأسرته وباقي رؤوس الفساد وأتباعهم من العصابات المنظمة المدربة علي النهب والسلب والفساد وإشاعة الفوضي بل والقتل، وإنما دول عظمي صرحت بأن لديها أموالاً تقدر بالمليارات وأعلنت استعدادها للتحفظ عليها عند استيفاء الإجراءات القانونية المطلوبة من جانب مصر - الأمر الذي يبدو أنه لم يحدث إلا بعد فوات الأوان - إنجلترا وسويسرا وأمريكا كلها دول كاذبة تريد أن تركب الموجة وتدعي البطولة وتسعي إلي صداقة

الشعب المصري علي حساب رئيس ملاك تحيط به كوكبة من الملائكة الأبرار الأطهار يتعففون عن أموال اليتامي والأرامل وأسر الشهداء والأوقاف الخيرية وأموال التأمينات، وحتي العلاج علي نفقة الدولة رفضوه لهم ولأسرهم وهم لا يملكون ثمن الدواء من مرتباتهم ومخصصاتهم الهزيلة.. بل إنهم حتي لم يفكروا في إنشاء »مراكز إيواء« وهيئات ومؤسسات لا لزوم لها سوي منح رواتب وبدلات ومزايا خارج إطار النظام الرسمي للدولة.

مطلوب 85 مليون محامي يدافعون عن شعب مصر ضد الدعاوي التي سوف يرفعها الرئيس المخلوع دفاعاً عن كرامته محاولاً أن يضع الشعب كله وراء القضبان بدلاً من أن يشكرهم علي طيبتهم وسماحتهم وبراءتهم وقدرتهم الفذة علي الصبر علي المكاره وبطئهم في اتخاذ الإجراءات القانونية التي تحفظ حقوقهم في الأموال المنهوبة والمهربة وإتاحتهم الفرصة لمبارك وأسرته في نقل الأموال للدول التي تتعاطف معهم بعيداً عن متناول يد القضاء.. ستون يوماً كانت أكثر من كافية لكي يصبح رصيد مبارك وأسرته صفراً في أي بنك أو مؤسسة مالية بالخارج، ومن يملك المليارات يملك الاتصالات بجيش من الخبراء والاستشاريين يخفون أي أموال ويزيلون أي أثر لممتلكات ويغسلون أي أموال مهما بلغ حجمها.. مبارك كان يعمل علي إخفاء الأموال و»تسريبها« لدي أصدقائه بينما حزبه لا يدخر وسعاً ولا يعدم وسيلة لدق الأسافين بين الشعب والجيش يريد أن ينسف العلاقة التي تحافظ علي مكتسبات الثورة وتحقق أهدافها، ويتحين الفرص لكي ينقض علي السلطة ويعود إلي الحكم.. خطاب مبارك كان واثقاً بأن آثار الجرائم قد محيت والأموال المنهوبة من الشعب المصري قد اختفت، وأن هذا الشعب المسكين لن يستطيع بحال أن يستعيد تلك الأموال.. ولا نملك بعد كل ذلك إلا أن نقول »العوض علي الله«.