عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الموارد لتوفير العدالة الاجتماعية متوافرة.. لو....؟!

من بين المعجزات التي حققتها الثورة الشعبية بقيادة شباب مصر القضاء علي نظام فاسد قام علي البلطجة السياسية ومجموعات أصحاب المصالح المتحصنين في مواقع اتخاذ القرار يستبيحون لأنفسهم وذويهم كل الثروات وكل الحريات وكل المزايا.. ولأول مرة في التاريخ يصبح لمصر رئيساً جمهورية سابقان في أقل من 48 ساعة من تفويض الرئيس المتنحي لسلطاته لنائبه، ثم تنحيه عن السلطة لجيش مصر العظيم ليدير شئون البلاد بعد أن استنفد كل مناوراته في محاولات يائسة بائسة للبقاء في السلطة حتي آخر نفس كما صرح مراراً قبل ذلك.. ثمانية عشرة يوماً فقط أزاحت كابوس حزب جثم علي صدر مصر لأكثر من ثلاثين عاماً دمر خلالها ما تبقي من البنية التحتية لمصر اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، وعاث فيها فساداً وإفساداً لكل ما هو جميل وواعد.. طويت صفحات سوداء في تاريخ مصر، ليبدأ عهد جديد من الطهارة والشفافية والأمل والعمل.. وإذا كانت القوائم الأولية لمن نهبوا مصر وسرقوها قد شملت رموز النظام فإن أذنابهم وتابعيهم ممن شملهم الرضا السامي لقربهم من اللصوص والمفسدين الكبار لابد وأن يشملهم الحساب بسرعة.

وفي هذا الإطار أنبه إلي مظاهر للفساد يتحدث عنها الشارع المصري ويمكن لو سددنا منابعها توفير الموارد المالية اللازمة لتحقيق العدالة الاجتماعية التي يطالب بها الآن شرائح كثيرة ظلت لعقود طويلة في ظل نظام الحزب الوطني الفاسد بعد أن كتب شهداء الثورة بدمائهم دستورها وحددوا مطالبها وأولها تعقب المفسدين.

> يقال إن بعض كبار قيادات الشرطة في نظام مبارك كانوا يحصلون علي مخصصات مالية من كبار رجال الأعمال شهرياً تبلغ عدة آلاف من الجنيهات؟ وأن بعضهم حصل علي أراض وشقق سكنية لهم ولذويهم من بعض رجال الأعمال نظير تسهيل عمل تقفيل صناديق الانتخابات لصالحهم.. وبالتالي لابد من فحص الذمم المالية ليس لوزير الداخلية السابق فحسب بل لكل كبار مساعديه ومحاكمتهم وإنزال القصاص العادل بهم واسترداد أموال الشعب التي استولوا عليها دون وجه حق.

هناك هيئات ومؤسسات بعضهم يتبع مجلس الوزراء ولا تقوم بأي عمل مهم يبرر وجودها تمتلئ بمئات الموظفين والمستشارين

من أقارب المسئولين من أول رئيس الوزراء إلي بعض الوزراء إلي قيادات وأعضاء المجالس النيابية.. والبعض الآخر يعينون في إطار المصالح المشتركة كأبناء أقارب المسئولين في الأجهزة الحيوية بالدولة أو علي شكل جيوش من المستشارين المتقاعدين بلا عمل محدد ورواتب خيالية.. مجرد كشف بأسماء موظفي تلك الجهات، موضح به الوظائف المختلفة سوف يظهر بشكل فاضح ما أقول ويثبت أن هناك »مراكز إيواء« أنشئت لتصبح مصادر رزق لعائلات سدنة النظام السابق وجماعات المصالح المحيطين به بعيداً عن كوادر الحكومة أو رواتبها ويمكن إلغاؤها أو تقليص حجمها وتوفير الملايين التي تصرف عليها لاسيما أن جهات أخري حكومية تقوم بعملها وآن الأوان لمراجعة الحاجة إليها ومبررات وجودها.

> باب آخر من أبواب السفه البالغ في مظاهر الأبهة والعظمة التي كان يتمتع بها الوزراء في الحكومة الماضية ورؤساء المصالح التابعة لمجلس الوزراء مباشرة وهي عديدة كما أوضحنا من أساطيل السيارات الفارهة وأطقم الحراسة والمواكب والمخصصات السرية غير المنظورة بمسميات مختلفة لا يسهل تتبعها ووفود تسافر لمهام تافهة تستطيع سفاراتنا بالخارج توليها، كلها مظاهر ترف وسفه لا يليق بدولة فقيرة، ويمكن إذا ضغطنا الإنفاق عليها أن توفر مصدراً لتحسين أحوال فئات كثيرة من قطاعات الشعب الذي عاني ولايزال يعاني أخطاء وخطايا العهد البائد ولتبدأ الحكومة الحالية باعتبارها حكومة الثورة بنفسها في ضغط النفقات وسوف يحسب لها التاريخ ذلك.