رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ليت الأمر اقتصر علي ملاعب الجولف؟!

لو أن مصر دولة من دول العالم الأول تعيش عصر ما بعد الصناعة و»تعاني« من الوفرة وليس الحرمان لما اهتم أحد بعدد ملاعب الجولف التي تستهلك 30 ألف متر مكعب يومياً من مياه الشرب لريها.. ولكن الحكومة مشكورة انتبهت فجأة إلي مصدر من مصادر الفاقد في مياه الشرب يعادل احتياجات حي بأكمله يكتظ بالسكان مثل شبرا أو السيدة زينب.. أفاقت الحكومة علي الحقيقة المرة التي نبهنا ونبه إليها غيرنا منذ سنوات أن مصر مقبلة لا محالة علي المعاناة من الفقر المائي نتيجة للسفه في الاستخدام وسوء إدارة ملف مياه الشرب والحفاظ علي نهر النيل من التلوث والفشل الذريع في تجديد شبكات الصرف الصحي وهو ما سميته من قبل »سفه الفقراء« لكي أصف به سلوكاً ينتج عن الجهل ونقص الوعي للظهور بمظهر الغني وعدم الحاجة.

وحين تركز حكومة الحزب الوطني علي مظهر واحد من مظاهر الإسراف في استخدام المياه المحروم منها قري بأكملها وأحياء في كل أقاليم مصر وعاصمتها فإنها تلجأ كدأبها للحلول السريعة السهلة التي تحظي باهتمام إعلامي.. لعبة سياسية تبتغي الحكومة من ورائها كشف التأييد المفتقد والشعبية التي ضاعت منها وإعطاء انطباع زائف بأنها لا تحابي أحداً علي طبقة النصف في المائة التي تمارس لعبة المليونيرات أصحاب القصور والضياع.. تعالوا نأخذ عينة من أوجه أخري للقصور نفقد بها ومن خلالها أضعاف ما نفقده من المياه علي ملاعب الجولف.

> في القاهرة وحدها 2 مليون سيارة تحتل كافة شوارعها علي الجانبين يأساً من أصحابها في وجود جراجات تستوعب سياراتهم.. وقد خلق هذا الوضع مهناً طفيلية كمنادي السيارات ودخلاً إضافياً لحراس العقارات من وراء تنظيفها وغسلها يومياً بمياه الشرب التي يسدد ثمن فواتيرها الباهظة سكان العقارات وملاكها دون أن يكلفوا خاطرهم بمنع هؤلاء من استخدام خراطيم المياه بدلاً من جرادل المياه التي يمكن أن توفر تسعة أعشار المياه المهدرة.. قديماً كانت هناك خطوط مياه معالجة لاستخدامات ري الحدائق وتنظيف الشوارع أيام أن كان هناك تنظيف لشوارع العاصمة، أما الآن فمياه الشرب تستخدم لكل الأغراض دون أن

تحرك الحكومة ساكناً أو تعد أي خطة لمواجهة الكارثة التي نواجهها حالياً وتنذر بعواقب وخيمة.

> المياه التي تتخلف من جراء ذلك »الهجوم المائي« اليومي تترسب في الشوارع وتزيدها قذارة علي قذارتها وتأكل طبقات القطران المستخدم في الرصف بأسلوب الترقيع فتتحول إلي مصائد ومطبات للسيارات ويتطلب إصلاحها الملايين لإعادة الرصف.. وتتضاعف فاتورة استيراد قطع الغيار اللازمة فنزداد فقراً علي فقر والسبب أننا نفرح برؤية سياراتنا وقد تحمت بمياه الشرب.. ما أتحدث عنه هنا رصد لظواهر ليست خافية علي أحد، وتوابع لسلوك غير منضبط لحكومة رخوة لا ترغب في التغيير ولا في شجاعة المواجهة رغم جيوش الموظفين في وزارات مثل البيئة والحكم المحلي والري.

> أما محطات البنزين فلا يحتاج الأمر لأي ذكاء لإدراك الكم المهول من المياه التي نفقدها من خراطيم ذات ضغط عال تضخ المياه بكميات هائلة دون تمييز بين سيارة تحتاج هذا النوع من الغسيل وأخري لا تحتاجه، وتضيع كلها في الصرف الصحي ويمكن أن يغني عنها التنظيف المعتاد بالوسائل البسيطة المعروفة، ويضيع من جراء ذلك مئات الآلاف من المياه يومياً تضاف إلي رصيد الفاقد من أغلي مورد للحياة يشاركنا فيه تسع دول أخري لابد وأنها ترصد ما يحدث لنا ويشجعها علي اتخاذ موقف معاد أصابع صهيونية من مصلحتها أن تشعل نار الفرقة والخلاف في منطقة حيوية تطمع في استغلالها.. فماذا ننتظر؟