ياشباب الاخوان افشوا السلام فمصر للجميع
ان وصفكم تحت مسمى اخوان يعتبر وصفا حميدا لانه مستمدا من اركان صلة الارحام والقصد هنا انكم اخوانا فىى الاسلام والمعنى لا يجب ان ينفصل عن كينونتكم الاصلية بانكم ابناء للمسلمين الذين صاغوا تاريخ مصر الحديث وسقط منهم شهداء لتحرير ترابها لنا جميعا وانتم احفادا للمسلمين ذو العرق القبطى الذين امنوا بالاسلام منذ 1373 عام واحفادا للمسلمين الذين
قادهم قطز ليجدد شباب الاسلام باستئصال شرور التتار منذ 753 عام وانتم آباءا لمسلمين يجب ان ينعموا بوطن آمن يحكمهم فيه قانون يتأسس على اخلاقيات الحياة وضرورات العيش فلا تتركوا لهم ميراثا للغضب وتدبروا صياغة لمنهج يرتقى بواجباتكم تجاه وطنكم دون شطط فى القول او الفعل فلا يجوز لأحد أن يفخر على أحد ولا ينتقص منه أو يطعنه أو يعيبه فقد مهد الإسلام للانسان معنى وجوده بأن ينعم في الدنيا بما يحققه بجهده وفي الآخرة بما تم رصده له من تقوى وصلاح وهذا هو السمو بالنفس الإنسانية إلى أسمى الغايات وأنبل الصفات
انه ظلم فادح لكم ان تختزلوا عقولكم وابدانكم لطاعة مطلقة لمرشد او ولى يمارس عملا سياسىيا اطلقت له جماعة الاخوان شعارا يجعل الاسلام هو الحل فواجه به تحديات العمل السياسى الى لم يبدو الاسلام فيه هو الحل مما افقد الجماعة مؤيديها من الناس لعدم وضوح او نجاح معنى هذا الشعار فى الممارسة السياسية فقد انحرفت قياداتكم عن منهجها الدعوى وباتت تهتم بتقوية مليشياتها دون تنمية المنهج العقلانى السليم واستثمرت الإسلام من اجل المكاسب السياسة فاحدثت لكم تفتتا معرفيا بين اهداف الجماعة وبين صحيح الدين واصول التعايش مع الاخر فسبب ذلك انغلاقا داخل انتماء معزول عن تطلعات البلاد وتحدياته الكبيرة وساء الامر باستحداث نعتا مقيتا للاخرين مفاده انهم الكافرين والفاسقين مما استنفرهم كمطعونين فى عقيدتهم التى هى توثيقا لاخلاقيات وجودهم وسعيهم وبتفشى هذه الاوضاع تعرض السلام فى مصر للخطر واصبح واجبا عليكم تصحيح امركم بان تفشىوا السلام بين كل الناس فقد خلق الله الناس احرارا فلا تملك من نفسك شيء وما لك فى الاخرين من شىء وما لأحد منهم فيك شيء فادعوا الى ربكم بالحسنى وانظروا الى ثورتنا فى مصر فى 25 يناير و30 يونيه التى تجسد عبقرية الاسلام الذى ادركته بفطرتها السليمة عندما زلزلت نظاما عتيدا بكلمة للحق فى سلمية للحركة والتعبير عارفة بفطرتها المنهج الذى امر الله به وهو يحاور موسى عليه السلام اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى فالقول اللين لا يثير العزة بالإثم فمن شأنه أن يوقظ الود بين الناس فقد آن الاوان ان يسعى شباب الجماعة الى التآلف مع كل المجتمع واستجلاب مودته لان السلام هو منهج الإسلام وتميزا لخصائص المصرين ودعامة فى خلق الانسان الذى كرمه الله وحرم
لقد اكد الله على قدرة الإنسان عندما ينعم بالسلام انه يتجلى فى معرفة كافة المخلوقات التي جعلها الله من اجل بقائه وتحت تصرفه وسجود الملائكة لادم تأكيدا صريحا لخضوع هذا النسيج الكونى للإنسان عندما يتفكر فى هذا الخلق بسلطان من العلم وبعقل متحرر من الجهل وهو تكريم يوجب على الانسان احترام اخيه الانسان لا يستحل قتله او يبرر ايذائه او ينال من سمعته حتى يسود العدل الذى هو مقصدا من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية فالمجتمع الذي يسوده العدل يعيش افراده فى أمن وطمأنينة ويكون سببا في ديمومة الحكم ولو كان في دولة غير مسلمة
ابنائنا شباب الاخوان هل عرفتم كيف ادى هوى قياداتكم الى تصدع تنظيم جماعتكم التى خلقت مناخا لكم يجعل من العبث ممارسة العمل السياسى تحت اسم هذه الجماعة مرة اخرى واننى اناشد فيكم نخوة المصريين وحب الوطن وارتباطكم ببنيه بان تتفهموا القصد الحقيقى لتعاليم الاسلام التى مورست بايمانية ووسطية وعقلانية فى مصر على ضفاف نيلها ومزارعها وصحاريها واناشدكم ان تتفرغوا للدعوة بعد ان تتقنوا اسبابها بعيدا عن عاشقى السلطة وان تجعلوا من مصر وطنكم الاول وان تفخروا به فانتم جزءا من مستقبل هذا الوطن فكونوا داعمين له لا عبئا عليه وان كنتم تريدون الانخراط فى العمل السياسى فاتقنوا لعبة السياسة ولا تظلموا بها الاسلام لان الدين شانه اعلى واكبر من ان يزج به لكسب المارب والمصالح فاتقنوا فهم اجدادكم المسلمين وعودوا الى آبائكم المسلمين واخوانكم المسلمين من اجل مستقبل افضل لابنائكم المسلمين