مصر الكبري.. كيف؟

وادي النيل في مصر ينفجر من الكثافة السكانية، البيئة تنهار، تتزايد المشاكل وتتفاقم الأزمات الخانقة، الإسكان، البنية الأساسية، الشوارع, المرور، غلاء الحياة، تلوث الهواء والماء والتلوث البصري، الضوضاء..

الناس تكاد تأكل بعضها نتيجة الكثافة الهائلة في مساحة تضيق بملايينهم.. وفي نفس الوقت أراضي مصر الواسعة، صحراء، جبال، شواطئ بحار، تنعي قلة السكان والإنتاج. 

فكر ووسائل العلاج الجارية لا تحقق أي تخفيف حقيقي للكثافة السكانية، بل غالبا هي تزيدها، المدن، الأحياء الجديدة، طرق جديدة وكباري وأنفاق وغيرها.. قد تخفف زحاماً أو تساعد في حل مشكلة إسكان أو مرور في البداية, فهي مؤقتة تتشبع وتعود إلي الزحام وعودة المشاكل, بل تزيد منها بزيادة السكان, وباتساع الرقعة العمرانية التي تلتهم الأرض الزراعية.

كل تنمية أو تطوير أو تجديد أو بناء داخل الوادي وحدوده أو محاور تنمية موازية لمجري النيل, متصلة أو غير متصلة، مرتبطة بصورة أو أخري بالوادي.. لا تحقق فوائدها إلا لفترة قصيرة.. تعود بعدها مصائب نفس أسباب إنشائها.. بل تزيد الأمر سوءا.. مع حتمية التحامها بوادي النيل.   

نهضة مصر لا ولن تتحقق طالما يعيش المصريون مختنقين بملايينهم التي تناهز المئة في الوادي الضيق.. دون أمان وأمن غذائي.. أمان وأمن

لن يتم إلا بإنقاذ الوادي من الكتلة العمرانية التي تلتهم أرضه الزراعية وتحولها إلي مبانٍ وعمران.

خريطة سكانية جديدة لتوزيع المصريين علي عموم أرض مصر، هي السبيل الوحيد لإنقاذ مصر.. وذلك بإنقاذ وادي النيل أولا من التكدس السكاني.

خريطة سكانية جديدة لا تكون باستثمارات أو ميزانيات بل:

1 - نظام الحكم المحلي الحقيقي باستقلاله إدارياً والانتخاب في كل المواقع ولو كان نصا دستوريا.

2 - تشكيل مصر من محافظات كبيرة، بعيدة، لا حاجة إدارية لساكنها بالوادي (وادي النيل، سيناء، البحر الأحمر، الصحراء الغربية، الساحل الشمالي).

3 - قوانين وقرارات وخطط تنمية تحقق تدريجياً اعتبار وادي النيل محمية طبيعية يمنع البناء بها.

4 - في نفس الوقت تحويل ميزانيات واستثمارات الدولة وغيرها، إلي المحافظات الجديدة مما تحقق جذب وهجرة سكان الوادي إليها.

للحديث بقية.

dr.ezzatsakr@yahoo.com