عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذا المقال نشر في 18 يوليو 1993 بمناسبة فرض المدة الثالثة.

في الأسبوع الماضي كانت «لا» لاتهام مبارك لمصر بالعقم وخلوها من الرجال، واليوم فهي «لا» لمبارك نفسه ولاستمراره في السلطة، فكل طوائف وجماهير مصر ورجالاتها الوطنيين يرفضون هذا الخلود في الحكم بحجة المدة الثالثة، وقد عبر حزب الوفد، حزب الأغلبية الشعبية الحقيقية في هذه البلاد..

عبَّر بإجماع هيئته العليا عن رفض هذا الاستمرار - ولا عجب في ذلك - فإن الوفد هو ضمير هذه الأمة، وقد كان ومازال، لسان حال الجماهير ونصير الشعب وقلعة الوطنية والدفاع عن مصر، سواء ضد الاحتلال الإنجليزي أو الملوك الفاسدين أو الحكام المتسلطين.

إن مصر ترفض - وكل وطني شريف في هذا البلد يرفض - استمرار هذا النظام واستمرار مبارك فى الحكم، شكلا وموضوعاً، فمن ناحية المبدأ فإن الاستمرار يؤدي إلي الاستقرار - في القاع - حيث تتقطع شرايين الأمل والحماس للعمل ويحل الركود والعفن والفساد والنفاق، وهي سنة الحياة وطبيعة الأمور، بدليل أن النفاق في هذا العهد استشري وفاق كل حدود عرفتها مصر، مما دفع الشرفاء، حفظاً لكرامتهم بالابتعاد عن مواقع السلطة والرفض والمعارضة بعدم الخضوع للحاكم الفرد، المطلق السلطات، ولمزاجه وأهوائه الشخصية، ثم تتدرج مستويات رفض النظام نزولاً حتى تعم الشعب كله فيكون أحياناً الإرهاب هو التعبير عن هذا الرفض لبعض طوائفه الذى قد تمسح بالدين أو بغيره، أو السلبية القاتلة سلاح شعب مصر الأزلي، وهو الإضراب الصامت عن المشاركة وعن العمل الأكثر مما يحتاجه القوت اليومي، فيخيم الركود ويقل الإنتاج ويعم الفقر والغلاء والتخلف واليأس والانهيار.

إن استمرار الحاكم - أي حاكم - مهما كانت كفاءته أو فاقت صفاته،

يؤدي إلي الدمار في عصر عرفت فيه الشعوب حريتها وقيمة وحكمة تغيير الحاكم بسهولة، وهي تري وتسمع ما يدور في بلاد العالم الحر التي ترتقي بسبب فضيلة تغيير الحاكم، فالشعب يسمع عن أربعة رؤساء سابقين علي قيد الحياة في بلد يسود العالم وعمره لا يتعدى بضعة قرون.. أما من الناحية الموضوعية، فالشعب يتساءل: أين هي إنجازات الرئيس مبارك؟.. وهل هي كافية؟.. ويحق له أن يستمر علي رأس السلطة رغم ما في مبدأ الاستمرار نفسه من عيوب؟

هل هو الديكور الديمقراطي للحكم؟.. أم ازدياد التدهور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وسقوط مصر أكثر وأكثر في مستنقع التخلف؟.. هل يعتبر بناء كباري وإصلاح مجاري أو عودة التليفونات إلي الكلام إنجازات رئيس دولة؟.. وبأي تكلفة؟.. وبديون راح نصفها لبطون الفساد، وتسببت في غلاء يشوي الناس.

إن مثالب هذا النظام كثيرة ورد أهمها في بيان حزب الوفد، ولكن أن يطلع علينا بعض كهنة النفاق بأن تأييد استمرار مبارك لأنه لا يوجد غيره في مصر فهذا فاق كل الحدود نرد عليه الأسبوع القادم إن شاء الله.

Dr.ezzatsakr@yahoo.com