رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى لا يكون دستورا تفصيلا

للسادة المدافعين عن سرعة الانتخابات قبل وضع الدستور هذا المقال ظهر بتاريخ 27 يونيه 1993 بجريدة الوفد.. فهل ترون كيف يمكن أن يوضع دستور في ظل سلطة قائمة؟

 

سبـب البلاء

لا شك أن سبب البلاء في مصر هو طريقة الحكم ورئاسة الدولة . في كل بلاد العالم الديمقراطي طريقتان لرئاسة الجمهورية. إما برلمانية أو رئاسية. في الأولي الحكم والسلطة الحقيقية للحكومة التي يختارها الشعب وتنحصر سلطة رئيس الجمهورية في أن يكون حكما بين السلطات وليس رئيسا لأي منها، ودون سلطة حقيقية في إدارة شئون البلاد، وهذا النظام هو أرقي أنواع الديمقراطية وانسبها لمصر وشعبها الذي اعتاد تسلط الحكام. أما في نظام الجمهورية الرئاسية فللرئيس فعلا سلطات واسعة لكن تحدها مدة محدودة للحكم ومجلس نيابي حقيقي غير مزور له سلطات أعلي من سلطات الرئيس وله السيطرة والقوة السياسية الفعلية، بالإضافة إلي رأي عام واع لشعب مثقف سياسيا يتمتع بديمقراطية حقيقية طويلة العمر. وتكون فيها كافة أجهزة الإعلام والإنتاج بعيدة عن سيطرة الحكومة. وهذا ما لم تعرفه مصر. رغم ادعاء ذلك منذ الحكم العسكري في 1952، ومع ذلك حتى هذا النظام الرئاسي ليس هو المطبق في مصر منذ ذلك التاريخ. بل نظام سياسي معروف أسوأ ما فيه هو تكريس السلطة في يد الحاكم، وحجب جميع الوسائل التي تسمح للشعب في المشاركة أو حتى المراقبة أو مساءلة الحاكم.

كل ذلك تحت مظلة دستور خبيث يخترعه الحاكم المطلق ليكرس حكمه، وليحميه

هو وذريته وورثته. كما يجعله فوق القانون والحساب أو حتى النقد. هكذا أصبح هذا النظام اختراعا عبقريا دكتاتوريا جديدا. يمكن تسميته ملكية جمهورية رئاسية وراثية. الحاكم مطلق اليد مع بطانة يختارها هو ـ له وحده جميع السلطات دون مساءلة أو مراقبة حقيقية. هذا هو سر الإصرار علي رفض الإصلاح السياسي، وهذا هو سبب داء النفاق الرخيص ، الذي تستشري صوره هذه الأيام بمناسبة تمثيلية تجديد مدة الرئاسة، الممتدة حتميا وتلقائيا لآخر العمر. وكذلك هو سبب تباعد الشرفاء والمخلصين من أبناء هذه الأمة عن العمل الوطني. وفي النهاية هو سبب الإرهاب الذي هو في الواقع تعبير دموي عن رفض بعض الشباب للنظام السياسي والأحزاب أما باقي الشعب المصري ذو الحساسية والوعي الكامن في أعماقه، فإنه يلجأ إلي سلاحه الشهير الذي طالما استعمله ضد الطغاة والغزاة ومغتصبي السلطة. وهو سلاح السلبية والإضراب الصامت عن العمل مما يتسبب في تدهور الإنتاج وانهيار المعبد عليه وعلي أعدائه.

[email protected]