رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تبادل السلطة.. كيف؟

إن كان تبادل السلطة هو الركيزة الأساسية لنظام ديمقراطي ناجح، لكنها تخضع لكثير من قيود وقواعد متغيرة يجب أن يكون تحديدها واختيارها مناسباً لكل وطن وظروفه.

عاش الشعب المصري آلاف السنين مع حكم الفرد المطلق، مع فراعنة وأباطرة وخلفاء وملوك، كلها حكم فرد مطلق، بعضها حاكم عادل وبعضها جبار عات، لم يعرف حكم نفسه بنفسه إلا فترة لا تناهز ربع قرن فترة الملك فاروق، في بداية بحث عن الديمقراطية لمواكبة تطور نظم الحكم في العالم.

دهور طويلة من نظم حكم فرد أصابت الشعب المصري بعاهة مستديمة، وهي قدسية الحاكم التي وصلت أحياناً إلي الألوهية، وثنية سياسية تجعل الشعب يقبل الظلم والقهر علي أنها قدر، نهب مال الشعب حق للحاكم، له الطاعة والولاء دون جدل أو تساؤل، حتي يفعل الله أمراً كان مفعولا، مع أن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.

هذه الوثنية تجلت في كل علاقة بين الشعب والحاكم، من تفخيم وعظمة الألقاب ومفردات الكلام عنه، وأبه الهيلمان والمواكب والأفراح، وبعد الشعب تماماً عن فكرة اختيار الحاكم.

اليوم وبعد ثورة الشباب المعجزة، والوصول بها إلي حق اختيار الحاكم لأول مرة في تاريخ مصر، لكن تظل تلك العقدة الوثنية في ضمير الشعب المصري تدفعه إلي التساؤل عمن نختار ومن يكون، كالعبد الذي يتساءل من سيكون سيده وإن كان رحيماً أو عنيفاً؟

هذا السؤال يعبر تماماً عن عقدة العبيد، أما الأحرار أصحاب سلطة الاختيار والإقالة والتغيير، فلا يعني الأمر كثيراً، فهو رئيس دولة مؤقت وبلا سلطات، لا خيار ولا تميز فيه عن أي مواطن، هو ليس حاكماً بل محكوماً بالشعب، موظف مؤقت بمرتب محدد، مسئول يسأل ويدافع عن نفسه، ينفذ تعليمات وليست تعليمات منه أو توجيهات قيمته وقوته من قيمة وقوة

الشعب.

من المهم جداً تغيير ثقافة العبيد عند الشعب المصري التي تعبر عن تلك المناقشات والمداخلات بين الأفراد أو في الإعلام والصحف.

لذا نري أهمية أن تراعي مبادئ الدستور الجديد ما يلي، مدة الرئاسة مدة واحدة، ودون أدني سلطات حكم وإدارية، موقع الرئيس بمرتب ثابت دون بدلات، المخصصات ملك الدولة، الهدايا والمنح أياً كانت، منه وإليه هي ملك الدولة، مراقبة الثروة قبل وبعد له ولكل مسئول بالدولة.

كثير من دول العالم الديمقراطية مثل ملكيات أوروبا: السويد وإنجلترا وغيرهم، والدول الجمهورية مثل ألمانيا والنمسا وإيطاليا، وحتي دولة الصهاينة في فلسطين رئيس الدولة تمثيلاً لها فقط، وموقع جهد وعرق وليس جاهاً وسلطة، بل وتضحية مادية، وحساباً يقدمه عند نهاية فترته، منظومة يجب أن تكون واقعاً يشعر به شعب مصر قبل ممارسة اختياره وانتخابه لرئيس جمهورية، كما يجب أن يعيه كل من يترشح لذلك الموقع، ويكون متطوعاً في خدمة وطنية بلا مقابل.

فالشعب يبحث عن موظف علي درجة رئيس، لا يعمل عملاً خاصاً، يخلعه ويغيره بسهولة عندما لا يسمع الكلام، أو لا يؤدي عمله بصورة توافق صاحب العمل الذي هو الشعب، وهذا ما يجب أن يكون ونعمل من أجله.