رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النظام السياسي هو السبب

نعم، هو سبب كل بلايا وأزمات مصر، من أكبرها  إلى أصغرها.الفقر ،الغلاء ،البطالة، أزمة الإسكان، الفساد. وغيرها مما يجتاح مصر وينزل بها الخراب.ويحطم كل القيم الحضارية والوطنية التي اختزنها الشعب المصري على مدى تاريخه الطويل.  ويدفع شعبها إلى كراهية الوطن والهروب منه  أو الانتحار واحدا بعد الآخر في مسلسل من اليأس وكراهية الحياة في ظل هذا النظام.

لا نعني في النظام بالضرورة أصحابه الحاكم ومعاونيه. بل هي نوعيته ودساتيره التي يمكن فيها بسهولة تزوير وتلفيق وتفصيل قواعدها وقوانينها لصالح الحاكم. نوعية  نظم سياسية تنقرض، ولا تصلح  في عصر ثورة الاتصالات. حيث  تري شعوب العالم ما يجري لدى الآخرين.  رغد عيش وعدالة مجتمعات  وكرامة  الفرد. شعوب تحاسب  مسئوليها  وتغيرهم ببساطة وهوادة .فقد مضي زمن الرقابة والستر الحديدية.

لعل أن يكون ما حدث في تونس عبرة. فإن انتحار واحد من شعبها،الذي  أطلق صمام الانفجار. تعبيرا عن ضيق حياة شعب مع هذه النوعية من النظم.  الرسالة تلقفها شعب مصر. وفي الحال يقدم كل يوم شهيدا أو أثنين في سبيل إنقاذ مصر من نظام  لا يرى إلا نفسه، فيطلق نكتة ساذجة مفادها، أن السبب هو الاختلال العقلي، حتى لا يتصور الأغبياء أن ذلك ليس  لمناهضة الحكومة.  وهذا في حد ذاته،  يؤكد التمسك  بالسلطة، ويؤكد النفاق  ( مثل صاحبنا الذي زور صورة الرئيس ليضعه في الصدارة) لتزوير وتزييف الحقيقة.

انتحار الشاب في تونس، كان تلقائيا، وإن كان  الشرر الذي أشعل الثورة.إلا أنه لم يقصد  أي دعوة أو تحريض مسبق. أما في مصر فهي تعبير بالروح عن السخط على النظام الحاكم. بدليل الطريق والمواقع التي تتم فيها. لكن الإعلام الملاكي  والذكاء الخارق يري أن أسبابها هي الاختلال العقلي.رغم أن هؤلاء الشهداء اختاروا أن يكون ذلك علنا وفي أماكن ومواضع لها مغزاها ومعناها، لأولي الألباب طبعا،وليس لأهل النفاق. فمنهم من اختار أن يقوم بحرق نفسه أمام المجلس ذي الاسم على غير مسمى.والآخر بشنق نفسه متدليا بحبل من أعلى أشهر كوبري في وسط القاهرة حتى يراه اكبر عدد ممكن من الشهود على الزمن الذي تعيشه مصر.

ما زال في شعب مصر رمق من روح يمكن أن يدفع بنصف شعبها للشهادة في سبيل التخلص من هذا النظام. ومع ذلك لن يترك أصحاب هذا النظام مواقعهم طواعية، ولو انتحر كل الشعب المصري الذي يتهمونه مسبقا بالاختلال العقلي.

إن نوعية النظام السياسي القائم  في مصر ، مرض سرطاني يدمر جسد وروح الشعب. إنها

منظومة شيطانية  يقصد بها  إيقاف نمو مصر، لصالح  أعداء مصر. بدليل استمرار حصوله على الرضا والحماية والإعانات، ممن يدعون الديمقراطية ويحاربون حكم الفرد في كل بلاد العالم إلا في البلاد العربية وعلي رأسها مصر.

إن كان هذا النوع من النظم السياسية، لا يناسب شعوب العالم في هذا العصر. فإنه أكثر وأشد ضررا لمصر بالذات، بسبب الطبيعة  الجغرافية والشخصية المصرية التي تكونت بتراكم الحضارات التي عايشها على مدى تاريخه الطويل.فهو مسالم، طويل الصبر على المكاره. يستعمل الزمن في حلها أو امتصاصها.وهذا أيضا سلاحه في مقاومة حاكم لا يحبه.الشعب يقاطعه ولا يتعاون معه إلا في ضرورياته الحياتية. يغوص في السلبية والإضراب الصامت عن العمل مما  يهدر الإنتاج.وانهيار الاقتصاد.أو الهجرة والعمل في غير بلده.وهذا هو ما تعيشه مصر اليوم.

نظام حكم الفرد,، نظام مركزي لا يتقاسم السلطة ولا يجزئها.حفاظا على استمراره. يجعل الشعب تحت سيطرته الأمنية والاقتصادية.تحت عينيه ويده. مصالح الناس وأعمالهم ترتبط به.مما يركز معيشة الناس حول موطن السلطة     وهذا ما لا يتوافق مع  الطبيعة الجغرافية لمصر، بمساحة أرض زراعية متناهية الصغر. الأمن الغذائي،الأولي لمصر،يحتم حماية أرض الوادي من أي تنمية عمرانية. حتمية حياتية. لا ولن  يوقفها قوانين وعقوبات. عاجلا أو آجلا العمران،، يغتال الأرض الزراعية. بالإضافة إلى الزيادة السكانية.

مقولة تعمير الصحراء يفرغ مضمونها مع نظام مركزي. فلن يتم وينجح أي تعمير بعيدا عن مركز السلطة ومواقع اتخاذ القرار.وكل امتدادات عمرانية جديدة . بكل أشكالها وأنواعها الحالية ليست إلا مسكنات مؤقتة، تزيد المشاكل والأزمات في المستقبل القريب والبعيد. الحكم المحلى في هذا النظام إداري, صوري الشكل والواقع. مرجعيته الحاكم الأوحد للدولة.  للحديث  بقية.