رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

جريمة الإسكندرية.. جريمة صناعة مصرية أم دسيسة صنعت في مصر؟

جريمة لا تغتفر جريمة أن يقتل أخ أخاه. أخوان ولدا في بيت واحد ورضعا من ثدي واحد، أخوان تكاتفا وتعايشا في ود وأمان آلاف السنين. فكيف يصل بمصر زمن يتقاتل فيه أولادها؟

لا ولن أصدق أن يكون ما حدث من اعتداء علي كنيسة الإسكندرية وما يحدث هذه الأيام من أحداث تماثلها. من فعل مصري مكتمل لقواه العقلية. أو مسلم طاهر ينشد الهداية إلي الصراط المستقيم. ويطلبها  يوميا في كل ركعة من صلواته.أو حتي أي مسلم، ولو شذ عن دينه بسبب سوء فهم أو تعليم. فهو بفعل ذلك لن يضر إلا إسلامه نفسه، الذي هو ذريعته وهدفه في الدفاع عنه. ولن يكسب الإسلام شيئا بفعلته. كما أن الشعب المصري، بمخزونه الحضاري الهائل، وتدينه السرمدي، وإيمانه بالإله الواحد منذ مطلع التاريخ قبل الرسل والأنبياء. هذا الشعب سيزداد تلاحما وترابطا ووحدة وطنية. كقول العزيز في كتابه الحكيم: »عسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم«. صدق الله العظيم.

لا هي ليست جريمة صناعة مصرية. وإن كانت صنعت في مصر. فلكل جريمة هدف ولكل هدف  فائدة. وكما يقول المنطق والفكر السليم، ابحث عن المستفيد تعرف الفاعل.

لكن، لا يمنعنا ذلك عن البحث ودراسة أسباب نجاح وتكرار مثل هذه الأفعال. وكيف تطول أحيانا بعض المصريين، أقباطاً ومسلمين. ما أسباب هذا المناخ السيئ الذي يسوء ويتصاعد يوما بعد يوم.

علوم الإجماع تؤكد أن المجتمع وليد نظامه السياسي. وما تمر به مصر في هذا العصر ليس إلا نتائج نظام يجثم علي قلب مصر لعشرات السنين، أودي فيها بمصر وشعبها، اقتصاديا وحضاريا واجتماعيا.

ما يحدث اليوم من جرائم باسم أو ضد أي دين أو ملة ليس إلا دليلا وشاهدا وناتج نظام سياسي في مصر. مما يحتم البحث والدراسة.

يكفينا الرجوع بالتاريخ إلي أوائل القرن الماضي. لنري كيف وكم حاولت قوي الاحتلال الإنجليزي  في مصر التفرقة بين الأقباط والمسلمين ولم تبد ذرة واحدة لأي نجاح في ذلك. بل كان أول شهداء المظاهرات قبطياً. والأعلام التي رفعت زينها الهلال والصليب معا. كان طلبة المدارس والجامعات وعمال الورش والمصانع مسلمين وأقباطاً هم وقود الحركة الوطنية. وعقل مصر السياسي.

اليوم: أين يتعلم ويتربي أولاد مصر؟.. في الجامعة الأمريكية؟.. أم في الكندية؟.. أم الفرنسية؟.. الإيطالية؟.. وغيرها، وغيرها.. ليس فقط في جامعات خواجاتي بل أيضا المدارس الثانوية والابتدائية. حتي رياض الأطفال والحضانات. أصبحت »تُرطن« بغير العربية ولا يعرف المصريون من شباب مصر

عن العربية إلا لغة الشارع والعامية.. لا يعرف ديناً ولا تاريخاً ولا حتي جغرافية مصر.. يستكمل بناء شخصيته في الشارع، ويصبح صيدا سمينا للفساد أو الإرهاب.. وفي أحسن الحالات للاستقطاب الدولي.

غداً سنتكلم عن الوحدة في الشعب المصري بين الأمريكي والفرنسي والإنجليزي وغيرهم.. وليس بين القبطي والمسلم فلن يكون هناك قبطي ولا مسلم. بل مسوخ متأمركة ومتفرنسة.. بلا وطن ولا ماض ولا هوية عربية كانت أو إسلامية أو قبطية شرقية.

من المسئول عن ذلك غير نظام سياسي لا يري إلا مصلحته ولا يهتم إلا بأمنه وأمانه وفي سبيل المحافظة علي موقعه في حكم مصر، و ضمان الموافقة علي الاستمرار والتوريث. يخضع للقوي العظمي صاحبة السيطرة الاقتصادية والسياسية علي البلاد الأخري. في نوع من الاستعمار الجديد.. في سبيل ذلك نظام يقتل التعليم بميزانيات لا تغطي أكثر من مرتبات المعلمين والموظفين. ومواد اللغة والتربية العربية والدين تتقلص بحجة تطوير، أمريكي الخبراء.. فينهار التعليم الرسمي ويزدهر التعليم الغربي.

وللعلم من لا يعرف من المصريين. جامعة القاهرة أعرق وأقدم جامعة حديثة في الشرق الأوسط بنيت منذ مئة سنة علي أرض تملكها الأميرة فاطمة زوجة الخديو إسماعيل تنازلت عنها وتبرعت بين من تبرعوا، بأموالها ومصاغها لبناء الجامعة المصرية اليوم، زوجة رئيس مصر ترأس لجنة جمع التبرعات لأغني دول العالم، وذلك لبناء جامعتها الأمريكية الجديدة بالقاهرة.

كيف لا تتفسخ الشخصية والهوية المصرية؟.. وتضيع القيم الحضارية وحب الوطن والعمل علي نهضته وشعبها غريب فيها بتزوير إرادته وبيع كرامته وضياع هويته.. كيف لا يجد الإرهاب المناخ المثالي لنشاطه؟

هكذا، لكل نصيبه.. للإرهاب مناخه وللنظام دوامه وللشعب ضياعه.