عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشباب والصيف


علي غرار الفيلم الشهير لعبدالحليم حافظ وسعاد حسني وزيزي البدراوي «البنات والصيف» عن قصص منفصلة للبنات وما يتعرضن له في فترة الصيف من قصص حب وزواج وفشل لأن وقت الفراغ واللقاءات والترفيهية والعقل المعطل والقلب الشغوف بالحب والصداقة والمتعة يكون في فترة الإجازة الصيفية

والتي تستمر في مصر أكثر من 4 أشهر للمرحلة الابتدائية والإعدادية أو المرحلة الجامعية فإنها تكون من 4 إلي 5 أشهر لأن العام الجامعي ينتهي مع نهاية شهر ابريل فعليا حيث الشفوي والعملي والتدريبي والمراجعة والتقوية وخلافه مما يعني أن أكثر من 20 مليون مراهق ومراهقة وشاب وشابة يقضون ثلث العام في حالة فراغ تام لغياب عدة مؤسسات يمكن أن تساهم في تقليل حدة المشاكل التي تنشأ من هذا الفراغ أولها التسرب من التعليم وأطفال الشوارع وآخرها الإدمان والبلطجة والتحرش والسرقة وأخطرها الانحراف نحو الإرهاب والانضمام إلي جماعات إما دينية متعصبة أو غربية اشتراكية تدعي الحرية والديمقراطية وهي تبث السم في العسل لهؤلاء الصغار وتقدم لهم أفكاراً هدامة وتدفع بهم إلي الانغماس في أنشطة معظمها لا يخدم الوطن ولا يبني الفرد وإنما يسهم في الفوضي والأناركية وحالة السيولة لجيل كان قد يفشل في بناء مصر الحديثة لغياب القدوة والإرادة والمؤسسات التي تحميه من الغزو الفكري والأيديولوجي والفراغ والصيف الذي هو مخلب قط قد يخدع ويجرح في طرفة عين.. أولي هذه المؤسسات هي المدارس التي يجب أن يصدر قرار من وزير التربية والتعليم بفتحها صيفاً لمدة شهرين علي  الأقل للطلاب من الأسر التي ترغب في أن يقضي أبناؤها فترة تدريب صيفي بالمدارس من الساعة التاسعة إلي الساعة الثانية ظهراً.. ويكون البرنامج الصيفي لمدة 4 أيام في الأسبوع يقضيها التلميذ في تعلم الكمبيوتر والرسم والموسيقي والرياضة واللغة الأجنبية ومتابعة الأفلام وجزء من المسابقات اليومية نظير شهادة تدريب تضاف إلي رصيد الطالب العلمي وتحصيله الدراسي في فترة الدراسة أو لمجرد شهادة تدريب صيفي تحمي الصغار من ويل الشارع ومشاكل العشوائيات والفراغ وقد تحفزه إلي المزيد من العلم والدراسة.. أو أن يكون هناك مشروع مشترك بين التربية والتعليم والسادة الأجلاء المبجلين العظام رؤساء الأحياء والسادة المحافظين الشباب وهذا المشروع يكون للطلاب في المراحل العمرية الشابة لجنة الحي والمدرسة والمنطقة المحيطة بأن يبدأ كل رئيس حي في التعاون مع مديري المدارس لتنظيف الحي أو الشارع أو الحارة والتشجير ومراقبة الصغار ومتابعة مشاكلهم الاجتماعية والخدمية ولا مانع من اختيار رواد من التلاميذ بمعرفة المدرسة والحي ليقوموا بمتابعة وتنفيذ الخدمات داخل الأحياء والشوارع المحيطة والمستهدفة، كل هذا يسهم ويساعد في دفع الشباب الصغار لأن يكون قوة ناعمة تبني وتنتمي إلي الوطن وإلي الأرض وإلي البلد، كما انها تساعد علي تأكيد روح العمل الجماعي وأن كل قطعة في هذه الأرض هي ملك لهم وانهم شركاء في الإدارة والبناء والإصلاح والتنمية الحقيقية.
أما المؤسسة الثانية فهي الجامعة ولها ذات الأهمية والدور مع وزارة الشباب والرياضة بحيث تفتح الجامعة مع وزارة الشباب

مشروعات ومعسكرات تدريبية للشباب في الجامعات والمعاهد  بأسعار رمزية تمنحهم التدريب في مجالات متعددة مثل الحاسبات واللغات والميكانيكا والإدارة والمحاسبة والتصميم والإعلان والتسويق أو في مجالات تساعدهم علي العمل اليدوي في الهندسة أو الزراعة أو التدريب أو القيادة أو السباكة أو الكهرباء أو الخياطة أو الصناعات الصغيرة ويكون هذا داخل الجامعة أو في معسكرات تدريب تابعة لمراكز الشباب بالمحافظات المختلفة مع رحلات علمية وتدريبية لكل أنحاء مصر وقراها في مشروع تدريبي تثقيفي قد يساهم فيه العديد من الجمعيات الأهلية لبناء القري أو إصلاح العشوائيات أو إعادة استيعاب وتأهيل الذين خرجوا عن خط الدولة واستقطبهم آخرون لتدمير الوطن وتفكيك أوصاله.
المشروع الكبير الذي علي وزارة الشباب بالاشتراك مع وزارة الثقافة والجامعة أي وزارة التعليم العالي هو مشروع الشباب والصيف لأن ترك قوة وحيوية وإيجابية وهم شباب مصر الذين يرسمون الغد ويكتبون المستقبل فريسة للضياع وللإدمان وللفوضي ولآخرين يستغلون فراغهم وغياب مؤسسات الدولة الفاعلة في القيام بدورها الأساسي والإيجابي كل هذا قد يؤدي إلي تأخر النمو الاقتصادي خاصة ان العديد من المكتبات وقصور الثقافة التي من المفترض أن تفتح أبوابها وتعلن عن أنشطتها الصيفية للشباب وللصغار في غيبوبة ولم تبدأ أي أنشطة وان كان فإنها لا تتواصل مع وسائل الإعلام الرسمية من إذاعة وتليفزيون وصحف بالإعلان عن تلك الأنشطة ومواعيدها وشروطها وأماكن تواجدها في كل محافظة وفي كل حي حتي تكون الدولة بكامل أجهزتها ومؤسساتها علي أهبة الاستعداد لاستيعاب القوة الرئيسية والمحركة والمحفزة لهذا الوطن ألا وهي شبابه وصغاره زهرة الوطن وشجرة الأمل والحياة.
أن نبدأ في هذا المشروع متأخراً خير من أن نصمت ونترك الأمور في مقاليد آخرين وهم أكثر من جمعيات ومنظمات وعصابات وأفلام هابطة وبرامج ساذجة أو كافيهات  للانترنت بدون تراخيص وقهاوي وتجار لحم رخيص وأعراض ومخدرات وعقول وأفكار وقنابل ومفرقعات.. التفتوا سريعاً وانتبهوا إلي شباب مصر في فراغ الصيف وحره ورطوبة الأخواء وسخونة المنطقة والمؤامرة الكبري علي هذا الوطن وأبنائه.