رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آلهة.. ملوك.. عبيد


الحرب الإعلامية والإلكترونية تحولت إلي حرب سينمائية فنية بعضها خيالي كوميدي والآخر خيالي اسطوري ديني.. ولكنها جميعاً تزامنت في وقت واحد لتعلن بداية  جيل جديد من الحروب المعلنة عبر الشاشات  والفضائيات وشبكات الإنترنت واليوتيوب وذلك لتصل إلي ملايين ومليارات  من البشر وخاصة الشباب والأطفال فتشكل وجداناً جديداً وفكراً منحرفا أو متطرفاً أو متعصباً  لجنس أو نوع أو لدين أو بلد.. أو لعقيدة، المهم هو أن الصهيونية العالمية بدأت حروبها الثقافية والفكرية في علانية مخيفة ومدمرة للعالم مستغلة أموالها والتكنولوجيا الحديثة والأدوات الاعلامية التي تملكها وتتحكم فيها علي مستوي العالم أجمع وكانت البداية في فيلم المقابلة الذي أنتجته شركة سوني للأفلام وحددت  موعداً لعرضه عبر اليوتيوب وذلك لتضمن أكبر عدد من المشاهدة علي مستوي العالم ولا تتعرض للرقابة أو المنع من قبل أي  بلد أو أي حكومة..

فيلم المقابلة عن اغتيال زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون  في قالب كوميدي خيالي وبذلك تكون  رسالة ضمنية للشعب الكوري ولشعوب العالم أجمع عن الهيمنة والسيطرة والقوة الأمريكية  الصهيونية وقدرتها علي إهانة وإذلال واستعباد شعوب العالم الثاني والثالث.. وإن كان جون ماكين وبعض رجال السياسة الأمريكيين قد رفضوا هذا المنهج وهذا العمل السينمائي باعتباره تهديداً للأمن القومي الأمريكي ومجاهرة بالعداء لكوريا الشمالية ولكن فتوة العالم الكبير باراك أوباما الذي يعتبر نفسه أحد ملوك العالم أو الملك الأكبر والمتحكم في العالم قد عبر عن ارتياحه وسعادته بالحرية التي يتمتع بها المواطن الأمريكي والنظام الأمريكي الحر الذي لا  يمنع ولا يراقب حرية التعبير  المكفولة للجميع ولا يهمه  أن يكون ما  يتم عرضه علي العالم هو اغتيال أو ذبح أو قتل أي زعيم أو رئيس أو عبد من عباد أمريكا الدولة العظمي التي تحكم وتتحكم في العالم أجمع.. ولو كان الفيلم قد أنتجته إحدي الشركات العربية أو الكورية أو الإيرانية عن اغتيال السيد زعيم أمريكا باراك أوباما في فيلم كوميدي ساخر من وحي الخيال وبثقته عبر اليوتيوب وعرضته في دور العرض السينمائي لكم أن تتخيلوا العواقب والكوارث التي كانت سوف تصيب من يتجرأ علي الملوك والآلهة.. انها الحرب والقتل والاعتقال في جوانتانامو هذا غير العقوبات الاقتصادية وحلف الناتو والأسطول الأمريكي واللوبي الأوروبي والباقي جميعنا ندركه ونعلمه سلسلة من العقوبات والدمار والحصار حتي الركوع والخضوع للإرادة الأمريكية الصهيونية.. الفيلم الثاني هو «الخروج.. آلهة وملوك».. من اخراج ريدلي سكوت الذي قدم من قبل فيلم «المحارب» وقد تكلف الفيلم أكثر من 90 مليون استرليني وهو عن قصة النبي موسي  عليه السلام  وعلاقته بفرعون مصر الذي أسموه «رمسيس» وكيف كان المصريون يعاملون اليهود أو الاسرائيليين  كعبيد ويعذبونهم حتي أصاب مصر الطاعون والأمراض فكان الخروج  العظيم من مصر علي يد موسي بمعجزة من المولي فانشق البحر الأحمر بسبب زلزال وغرق فرعون وجنوده ونجا موسي وأهله.. إلي هنا وكله تمام وصح.. لكن أن اليهود هم الذين بنوا الأهرامات.. وأنهم عذبوا في مصر وأنهم قد تعرضوا للذبح والقتل علي أيدي المصريين كما  الهولوكوست الألماني النازي والمصيبة الكبري ليست في تصوير النبي موسي ولكن في تصوير الوحي الالهي في صورة طفل صغير يأخذ بيد النبي المرسل ويدله علي الطريق وهو تصوير فني قد لا يقبله البعض وقد يعتبره آخرون ازدراء للذات

الالهية..
المغالطات  التي في العمل هي حرب سياسية وفكرية وثقافية أكثر منها مسألة دينية لأن للدين وللاسلام وللقرآن رباً يحميهم وقلوب المؤمنين قادرة علي ذلك.. وأيضاً أقلامهم وأفكارهم.. لكن المشكلة أن يتم استغلال الفيلم لإشعال فتنة وصراع في ظاهره الدين وفي باطنه السياسة والفوضي.. المثقفون يرفضون منع عرض العمل  بحجة  الإبداع وحريته والسلفيون يتهمون الوزير بالحض علي الكفر لأنه صرح بأن المنع كان للمغالطات التاريخية وليس للأسباب الدينية.. والاعلاميون يتابعون الفتنة التي وصلت الي العامة  والبسطاء والذين يخشون من ظهور الأنبياء والتجرؤ علي الأديان ويتخذ السياسيون المغرضون ذلك ذريعة لتأليب  وتحريض الجموع علي الدولة والحكومة التي تشجع الكفر ولا تحافظ  علي الدين والمقدسات وحتي الأزهر وقراره بمنع عرض وبث كل الأعمال التي  يظهر فيها الأنبياء أو الصحابة لم يشفع للدولة حرصها علي  الدين وعلي قدسيته ومكانته في نفوس المصريين..
الإعلام الصهيوني قد أصبح الاله الأكبر والأعظم الذي يعبده العالم لكنه يحرك السياسة والفكر والاقتصاد ويغير من خريطة العالم لصالح الصهيونية العالمية وللملوك  الجدد أمريكا واسرائيل والناتو والاتحاد الأوروبي.. هؤلاء من يتحكمون بالمال والسلاح والاعلام التكنولوجي والفضائي في عبيد الكرة الأرضية لم تعد الحروب مجرد أسلحة دمار شامل أو نووي أو كيماوي معلن ولكنها حروب خفية تبدأ من تغيير الخرائط والأوطان عبر العقول والأذهان  والوجدان وبث الفتنة والحروب الأهلية بين الشعوب داخل أوطانها فتدمر ذاتها أوطانها فتدمر بذاتها بذاتها وبدلاً من الطاقات الايجابية للبناء والتطور وملاحقة ركب التقدم والحضارة والانتاج فإذا بها تسقط في بئر الصراعات الوهمية والعقائدية والفكرية وتتحول نحو المزيد من الأساطير  والعبث والمجهول، القضية ليست منع عرض فيلم «الخروج» لأنه يغالط التاريخ، ولا فيلم «المقابلة» لأنه  تهديد صريح بالقتل ولكن القضية هي الثقافة والإعلام وكيف يمكنهما مواجهة التطرف من جانب والفوضي والفتنة من جانب آخر.. سوف يتابع الأفلام العديد من الشباب والكبار عبر الانترنت وسوف تنتهي الأزمة لتبدأ أخري طالما نحن أسري وعبيد للتكنولوجيا الغربية ولطالما نحن غير منتجين للثقافة وللكنولوجيا وللاقتصاد.. الحل في التعليم والثقافة والاعلام قبل أي حلول أخري... الملوك والعبيد والالهة... ثالوث الشر القادم.. وحروب الجيل الجديد الذي لن ننتصر فيه وعليه إلا بالتنوير.