رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأزهر.. البنوك.. الأحزاب

 

بدأت الثورة الحقيقية داخل المجتمع المصرى فى المواجهة الجادة والصراعات الشائكة التى يخوضها الرئيس السيسى وكل الثائرين الغاضبين الحالمين بغد بلا تطرف دينى أو تعصب فكرى أو إرهاب سياسى أو فساد مالى وإدارى، إنها الثورة المجتمعية التى اشتعلت بين جبهتى ومعسكرى الفساد والإرهاب وسطوة وهيمنة مجموعات وأحزاب على الحياة الفكرية والسياسية والاقتصادية فى مصر.

أولاً: الأزهر داء ودواء: فجر تصريح بيان مشيخة الأزهر عن عدم تكفير داعش تلك الحركة الخارجة عن كل القوانين والأعراف والأديان ومواثيق حقوق الإنسان الدولية والعالمية، فجر ذلك البيان الذى يؤكد على أنه لا تكفير لمؤمن باعتبار أن من يبقر بطون النساء ويذبح الكبار والأطفال ويسرق البنوك والبترول ويسبى الفتيات ويروع الآمنين ويهجر غير المسلمين من ديارهم وأرضهم ويجهر بالعنف والدماء ليس من يفعل هذا إلا مؤمنًا أو على أضعف تقدير كما فى نص بيان الأزهر «من غير المسلمين» باعتبار أن نجيب محفوظ حين كتب روايته الخالدة الرائعة أولاد حارتنا فى الأهرام عام 1960 ولكن الأزهر ومشايخه رفضوا نشرها فى كتاب واتهموا محفوظ بالزندقة كما كفره عمر عبدالرحمن مثله مثل سلمان رشدى الذى كتب رواية «آيات شيطانية»، ولم تنشر الرواية إلا فى عام 2006 بمصر.. وتم التفريق بين الكاتب حامد نصر أبوزيد وزوجته من قبل القضاء بناء على دعوى رفعت من قبل أزهريين يتهمونه بالكفر ومن ثم يجب أن يفرق بينه وبين زوجته لمجرد أفكاره وآرائه.. ولا ننسى عميد الأدب العربى طه حسين وصراعه الدائم مع الأزهر والذى اتهم فيه بأنه أيضًا كافر عندما كتب كتابه الشهير فى الشعر الجاهلى عام 1926 والذى أدى إلى أن منع تدريس الكتاب عام 1932 حتى 1936 من قبل إدارة الجامعة والأزهر حيث رضخ أحمد لطفى السيد للضغوط التى مارسها الأزهر على جامعة القاهرة وكلية الآداب آنذاك.
الأزهر الشريف منارة العلم والإسلام الوسطى الذى يرتاده المسلمون وطالبو العلم والمعرفة من جميع ارجاء المعمورة والكرة الأرضية قد أصبح اليوم فى قبضة التيارات السلفية والوهابية والإخوانية، ومناهجه فى المعاهد الأزهرية تحض على العنف والقتل واحتقار المرأة وكل مختلف فى العقيدة وكل صاحب رأى أو فكر لا يستقيم مع تشدد وتطرف أهل الرأى والحل والعقد فى الأزهر.. والحرب التى يشنها المتشددون فى الأزهر على وزير الأوقاف أو على أصحاب الفكر الوسطى أو المثقفين أو حتى السياسيين فيصفونهم بالانقلابيين ويساوون بين إرهاب داعش والإخوان وبين من يحمى الأرض والعرض والوطن يؤكد كل هذا أن ما فعله طلاب الأزهر وبناته من الطالبات كان تحت مرأى ومسمع ومباركة العديد من أساتذة وشيوخ الأزهر الذى لم يجدد ولن يجدد خطابه الدينى ولن ينقح ويصحح مناهج المعاهد الأزهرية ولن يعلن الأزهر أن داعش من الخوارج والمرتدين عن الدين الإسلامى الذى لم يصل إلى حدود الصين وشمال الأطلسى فى بلاد الأندلس وجبال البرانس من فرنسا لأنه دين القهر والذبح والقتل ولكن لأنه دين الرحمة والمساواة والعدل.. الدين الذى حرر العبيد والرقاب قبل كل مواثيق الأمم المتحدة فكان دين الفقراء والبسطاء وليس دين العظماء والصفوة.. المواجهة

الشرسة هى المواجهة الفكرية التى على المجتمع أن يبدأها فيقر أن بالأزهر داء ولكنه قادر على أن يجد الدواء والعلاج.
ثانيا البنوك: حالة الاستفزاز الاقتصادى والاجتماعى التى أثارتها استقالة عدد من رؤساء ونواب البنوك المصرية لاعتراضهم على الحد الأقصى للأجور 42 ألف جنيه وتطبيل وتهليل عدد من الإعلاميين الذين يتقاضون الملايين فى محاولة لإرهاب الرئاسة وتخويف الاقتصاديين والحكومة قد أثار غضب العديد من الفئات التى تعمل وتكد ولديها من الخبرات والكفاءات ما يفوق السادة المستقيلين فأى أستاذ دكتور منح هؤلاء الرؤساء البنكيين شهادات دبلومة أو ماجستير أو دكتوراه يتقاضى ربع مرتب هؤلاء العظام الخبراء الذين يقولون إن ما يبذلونه من جهد وعمل يفوق مبلغ 42 ألف جنيه شهريًا!! رئيس الجمهورية بذاته والذى يحكم 90 مليون مصرى بكل مشاكل الاقتصاد والصحة التعليم والمرور والتموين والطاقة والحدود والإرهاب والسياسة والإعلام، هذا الرئيس رضى بهذا المبلغ، ما بالك أيضا بالأساتذة والقضاة والقادة والجنود وكل من يخدم هذا الوطن بجد وعرق وعلم ووطنية لكن معركة الصراع بين معسكر العدالة الاجتماعية وحقوق المصريين ومعسكر الرأسمالية والهيمنة الغربية والاقتصاد الحر المتوحش هى معركة وطن وشعب ومجتمع يدعو إلى العدل الاجتماعى.
ثالثاً الأحزاب: بعد صدور مشروع قانون الدوائر الانتخابية يواجه الشارع السياسى حربًا ضروسًا أو شرسة بين الماضى والحاضر.. بين الأمس والغد وبين فلول الوطنى والإخوان والسلفيين وبين كل القوى الوطنية الجديدة التى خرجت من عباءة الثورة والتمرد لأنها تشكل فكرًا جديدًا وتيارًا مختلفًا يبنى مصر دون عودة إلى الوراء فسادًا أو تطرفًا أو جهلاً.. كل التيارات الجديدة تواجه الآن قانونًا يرسخ للماضى وللقديم ولعودة العصبيات ورجال المال والأعمال وكل من يملك سلطة ومالاً.. البرلمان المقبل لم يمنح الشباب والمرأة والثوريين والوسطيين فرصة حقيقية لأن يعبروا عن أنفسهم وعن مصر الجديدة وتكون لهم، مقاعد فى البرلمان الجديد.
الثورة الفعلية هى ثورة المجتمع المصرى على كل الماضى والفاسد والمتعصب الجاهل سواء كان مؤسسيًا أو جماعيًا أو فرديًا.. وما النصر إلا من عند الله عندما نغير ما بأنفسنا.