رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صديقك عدوك

 

احذر عدوك مرة.. واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق.. فكان أعرف بالمضرة

تلك كلمات الشيخ محيي الدين بن عربي في كتابة ترجمان الأشواق وهي خلاصة خبرة سنين من العشق الصوفي والفلسفي للحب الإلهي وهي أيضاً كلمات تعبر عن الواقع المصري الذي نعيشه اليوم في تلك الحرب التي نخوضها مع الأعداء.. الذين كانوا يوماً بيننا في صورة أصدقاء وشركاء وأهل في وطن واحد أو جيران وطن قريب.. من قتل جنود مصر هم أصدقاء الأمس الذي صاروا أعداء الوطن سواء هؤلاء الجهاديون الارهابيون الذين يتخذون من الدين ذريعة إلي الخيانة والتآمر مع الصهاينة أو هؤلاء الحمساويون الذين خانوا كل العهود والمواثيق وصلة القربي والجوار ونسوا ما قدمته مصر لهم من دعم وأنفاق وأسلحة وتدريب ومؤتمرات ومباحثات دبلوماسية وسياسية أبرزها مؤتمر اعمار غزة الذي أقيم علي أرضك يا مصر يا أم الدنيا..
نحن في حالة حرب.. حرب مع أصدقاء وأهل الأمس حرب تمولها أمريكا وقطر واسرائيل بالسلاح والعتاد والتدريب علي أيدي الموساد الاسرائيلي وتطلق تلك الدول مع تركيا حملات دولية واقتصادية لتركيع مصر ومنعها من التقدم والاستثمار وتمنع مساعدات أهل الخليج والسعودية وتهددهم وتتوعدهم في الخفاء بعدم مساعدة مصر مادياً ولوجستياً.. وتضيق دائرة الخناق والصراع حول مصر من الغرب في ليبيا ومن الجنوب في السودان وحلايب وشلاتين ومن الداخل في مظاهرات واعتداءات الطلاب داخل الجامعات وتدمير للمنشآت وقنابل وقتلي وجرحي حتي يضج المواطن وحتي تسقط الحكومة وينهار الاقتصاد داخلياً وخارجياً فلا سياحة ولا مشروعات تستوعب البطالة ولا مساعدات دولية وعربية ولا أسلحة ومهمات ومعدات لدعم الأمن الداخلي ولا حدود آمنة تتعامل وفق اتفاقيات دولية ولكن حدود مفتوحة علي ميليشيات صغيرة ومدربة لا تخضع لأي قانون أو عرف أو انتماء إلا للمال والدم.
مصر في حالة حرب وعلي الدولة الا تعلن الحرب رسمياً حتي لا تتأثر السياحة ولا الصناعة ولا رسوم المرور في قناة السويس حال إعلان مصر انها منطقة حرب وحتي لا يتأثر اقتصاد الدولة في الديون الخارجية فلا تستطيع الاستيراد بالأجل وتوفير الدقيق والبنزين والطاقة والأسلحة والعديد من المواد والمنتجات التي نستوردها بالأجل وليس بالدفع المباشر مع ندرة السيولة في الاحتياطي الاجنبي.. ومع كل هذا علي مصر أن تعلن للشعب في الداخل أننا في حالة حرب حقيقية وليست مجرد مقاومة لجماعة ارهابية تدعي أنها فصيل سياسي له ظهير شعبي متوغل في المجتمع المصري بعد أن قدم خدمات تعليمية وصحية ومادية للفقراء والبسطاء من الشعب.. والحرب التي نواجهها اليوم في داخل الوطن وعلي الحدود وعلي أرض الفيروز هي حرب تمكن مواجهتها علي ثلاثة محاور:
المحور الأول: هو الأمني الذي يتم حالياً في فرض حالة الطوارئ ومشروع القانون الخاص بالقضاء العسكري وتفعيل قانون الارهاب وتطوير الأداء الأمني والاستخباراتي واستخدام تقنيات جديدة وأيضاً التحرك السريع غير المعلن لاتخاذ العديد من الاجراءات العسكرية في سيناء سواء المنطقة العازلة الجديدة أو التهجير الاختياري للسكان أو هدم الانفاق أو ما يستجد من تدابير عسكرية تتخذها القوات المسلحة والمجلس الأعلي للدفاع الوطني دون إفصاح للإعلام أو للشعب حتي تنجح العملية العسكرية الحالية والتي تشبه إلي حد كبير مرحلة

حرب الاستنزاف بعد نكسة 67 واحتلال جزء من أرض الوطن..
المحور الثاني: هو المحور الإعلامي والذي عليه أن يتوحد خلف الوطن مع القيادة السياسية وتأجيل كل الخلافات حتي يكون هناك توجيه للرأي العام نحو التعبئة العامة الوطنية وذلك لتذكرة الشباب بالحرب وما يتبعها من خسائر في الأرواح والعتاد والأموال وتأجيل للعديد من مشروعات التطور والاستثمار وذلك من خلال اعادة عرض افلام تسجيلية ووثائقية عن 67 والاستنزاف وحرب 73 مع عرض بيانات واحصاءات بالخسائر التي لحقت بالمدن والارواح والجنود والضباط وبالوطن اقتصادياً وسياسياً مع اجراء حوارات ولقاءات مع العسكريين الذين عاصروا تلك الحروب وأيضاً الكتاب والفنانين الذين سجلوا تلك البطولات والتضحيات.
المحور الثالث: هو الاحزاب والنشطاء والسياسيون من الشباب والكبار الذين عليهم دعم القوات المسلحة والأمن والقيام بزيارات ميدانية مع الطلاب في المدارس والجامعات لمواقع الاحداث والتواصل مع الجنود ودعمهم وتحفيزهم وكذلك إقامة عروض وحفلات للترفيه والترويج عنهم مع لقاءات ثقافية للتنوير ودينية لشرح صحيح الدين وبعض العروض الفنية والانشطة الرياضية في معسكراتهم الميدانية.. وزيارة الجرحي والمرضي من الجنود والضباط من قبل الطلاب والشباب والسياسيين والفنانين لحشد الشعب المصري في ملحمة إنسانية وطنية مع جيشه وقادته حتي يعرف ويدرك حجم البطولة.
وأخيراً مصر تواجه أصعب مرحلة في تاريخها الحديث لأنها في حربين داخلية وخارجية.. حرب مع بعض ممن كانوا يوماً أهلاً وأصدقاء لكنهم باعوا الوطن والأرض والتراب والعرض من أجل وهم وكذب وضلال ومال وحلم ضائع بخلافة دموية تعرضنا لحرب عالمية ودولية وحرب خارجية مع القوي الغاشمة الآثمة الأمريكية الصهيونية التي تدير وتمول هؤلاء الخارجين عن الوطن حتي تسقط مصر اقتصادياً وسياسياً وترضخ للتقسيم والاحتلال وتصل اسرائيل إلي غايتها من «النيل إلي الفرات» .. من لم يعش الحرب ولم يدركها ها هو يعيش أحزاناً عشناها من 67 حتي فرحة نصر 73.. لقد مات الدمع.. ولبسنا رداء الحزن ورفضنا عزاء الغدر حتي نأخذ ثأر الشهيد ونطهر أرض مصر من كل خائن ورعديد.. يا أهل مصر اصبروا.. وما النصر إلا من عند الله ولكن اعرف
من هو صديقك الذي صار عدوك..