عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الألتراس.. والتعليم

ظاهرة الألتراس في مجال الكرة أصبحت تهديداً صريحاً للأمن والسلم وللمجتمع بصورة عامة خاصة بعد أن لعب الألتراس دوراً سلبيا في الأحداث الأخيرة إبان حكم الاخوان الارهابيين

وقطعوا الطرق وحرقوا  المباني والنوادي وروعوا المصريين بالرصاص والقنابل وابتدعوا هتافات وصراخا وحركات تثير الفزع والرعب وأطلقوا ظاهرة الشماريخ والصواريخ والألعاب النارية كنوع من التعبير  الصريح عن قوتهم وجبروتهم وقدرتهم  غير العادية علي تكدير الشارع المصري وقطعا هم ممولون من قبل جماعات مصالح وعصابات فساد وارهاب ترسل رسائل يومية للخارج وللداخل عن حالة الفوضي  التي  توجد داخل المجتمع المصري وتؤكد أن الدولة وقانونها لم يبدأ بعد وأن شباب مصر منقسم بين إرهابيين وحرائر اخوانيات بلطجيات وطلبة ثائرين وألتراس فوضويين وهذا بكل أسف وعار هو حال مستقبل شباب مصر الذي يتشدق بالحرية والديمقراطية وفساد جيل الآباء والأمهات وأنهم السبب في دمار وضياع البلد وهم في الحقيقة العامل الرئيسي والأساسي في تحطيم القيم والمبادئ والأخلاق التي لا تتجزأ  ولا تتغير بالحضارة والمدنية والتقدم.
التعليم ثم التعليم ثم التعليم هو الحل، هو البداية،  وهو المنتهي، وهو المفتاح الوحيد لحل هذه الأزمة التي تهدد أمن مصر ومستقبلها الجديد.. وليس التعليم مجرد تغيير  وزير وتطهير وزارة من الفسدة والارهابيين والجهلة المتعصبين ولكن التعليم قضية قومية يجب  أن يبدأ حملتها رئيس الجمهورية والمحافظون ورؤساء الجامعات وأصحاب المدارس الخاصة والمثقفون وأطباء علم النفس والاجتماع ولا أستثني الأزهر الشريف من هذه الحملة لنخرج من دائرة الظلام وكهوف الماضي وعذاب القبر والثعبان الأقرع إلي إعمال العقل والفكر وتقبل الآخر وحرية العقيدة والعمل والانتاج والضمير وقبل كل هذا  وذاك التربية السليمة للأخلاق والقيم والمبادئ التي نسيناها في غمار  البحث عن المادة وعن السلطة وعن الشعارات الجوفاء التي تحطم البلد وتفكك الأسر.
كيف نبدأ بالتعليم هذه هي الورقة العاشرة التي تقدم ممن يهتمون بأمر الشباب وقضايا الجيل الجديد وبها بعض النقاط التي من الممكن ان تطرح للحوار المجتمعي والعلمي بعد عشرات المؤتمرات ومئات الأبحاث التي قدمها علماء وخبراء في هذا المجال ومازالت بكل أسف في طيات الادراج المغلقة.
1ـ تغيير جميع المناهج بكليات التربية وجميع تخصصاتها وأفرعها علي أيدى خبراء من غير التخصص.. بمعني عدم الاستعانة  بأساتذة التربية في تغيير المناهج وانما بأساتذة في مجالات العلم المختلفة بالاضافة إلي استقدام خبراء من الخارج ومعهم أساتذة علم نفس تربوي وعلم اجتماع وان يتم هذا من خلال عام دراسي وتوضع المناهج وفق الفئة العمرية والقدرات العلية والنفسية للطلاب..
2ـ أن تكون اللغة العربية مادة في جميع المناهج المحلية والأجنبية ولايتثني أي منهج وبرنامج دراسي من اللغة العربية علي أن يتم تغيير محتوي المناهج بصورة كاملة وشاملة تقرب الطلاب من المادة ومن لغتهم القومية وتاريخهم وحضارتهم وانتمائهم وذلك علي أيدي خبراء التربية وعلم النفس وليس علي أيدي أساتذة اللغة العربية الذين ينفرون  الطلاب ويجعلونهم يكرهون لغة الضاد وقواعدها وهم يعيشون في الجاهلية الأولي مع وجود لغات أجنبية ولغة كمبيوتر وموبايل وانترنت.
3ـ أن يتم الغاء العديد من الشهادات الأجنبية أو أن يتم عدم التصريح لمدارس جديدة وتحديد نسبة صغيرة لاتتجاوز 10٪ لحملة الشهادات الأجنبية للالتحاق بالجامعات المصرية الحكومية والخاصة لأن في هذا تأكيداً علي السيادة والوطنية والانتماء وليس مدعاة للفرقة والطبقية والربحية.. وسوف  تجد هذه المادة المقترحة أكبر معارضة وهجوم من أصحاب النفوذ والمصالح ولكنها  أحد مفاتيح لغز التعليم فى مصر.
4- تخصيص نسبة 25٪ من دخل جميع المدارس الخاصة لتطوير المدارس الحكومية وتقريب الفجوة بين تلك وهذه بمعنى أن تصبح المدارس الحكومية على ذات درجة النظافة والرقى والمستوى من المدارس الخاصة مع امكانية إلزام كل مدرسة خاصة وأجنبية بالاشراف الفنى والإدارى على إحدى المدارس الحكومية وتبادل المدرسين والخبرات والمناهج والاختبارات والطلاب فى الأنشطة الاجتماعية والثقافية لخلق حالة من التكافل الاجتماعى المطلوب فى هذه المرحلة الخطيرة والحرجة من تاريخ مصر الحديث.
5- مسرحة المناهج والتاريخ وإلزام جميع المدارس بالنشاط الفنى والمسرحى كجزء من الموافقة على منح الشهادة والرخصة لمزاولة المهنة والنشاط وكذلك النشاط الرياضى والمسابقات وفتح النوادى ومراكز

الشباب للمدارس الحكومية لهذه الأنشطة والتى تعتبر جزءا أصيلا من العملية التعليمية.
6- إعادة الهيكل الإدارى والتنظيمى داخل وزارة التربية والتعليم بما يسمح بالقضاء على البؤر الفاسدة والإرهابية وأيضا مافيا الكتب الخارجية وكتب الوزارة وهذه هى الثورة الكبرى والخطيرة والتى لا يستطيع أى وزير أن يبدأها إلا بأن يسانده رئيس الدولة وحملة من المثقفين والإعلاميين لتغيير ثقافة مجتمع كامل وإعادة تربية أولياء الأمور وأبنائهم على أسس سليمة سوف تقابل بمقاومة شديدة ورفض ولكن مع مرور الوقت سيقتنع الجميع أن هذا لصالح الأسرة والبيت والأبناء والمجتمع ولمصر.
7- الأزهر لن ينصلح حاله إلا إذا انفصل علم اللاهوت والدين والشريعة عن علوم الدنيا وتحولت جامعة الأزهر إلى جامعتين أحداهما للعلوم الدنيوية تحت مسمى جديد وخارج المشيخة لتعليم الطلاب ماهية العلوم الحديثة ومتطلبات العصر دون مزج بين الدين والدنيا فى مجال البحث العلمى والأفكار الجديدة.. وجامعة لدراسة الفقه والشريعة بأسلوب علمى حديث متطور ينفع ويطور ويطبق مدارس الفكر والعلم والتحليل العالمية ليواكب تطور العالم وليخرج من دائرة الفكر الوهابى أو السلفى أو الشيعى لصحيح الدين كما فعل الإمام محمد عبده وغيره من رواد التنوير الدينى.
8- أن تصاحب الحملة القومية لتغيير وتصحيح التعليم فى مصر حملة من مجلس الشعب لمحو الأمية عن طريق طلاب الجامعات واعتبار أن محو أمية 2 مصريين هى مادة دراسية تمنح الطالب الجامعى درجات وفق قدرة من محا أميته على اجتياز اختبارات محو الأمية بنهاية العام الجامعى داخل أسوار الجامعة.
أيضا أن يكون التعليم مجانيا لمن لديه 3 أطفال إما ما يزيد على ذلك فإن التعليم بمصروفات كمرحلة أولية لمدة عشر سنوات بعدها يصبح التعليم مجانيا حتى المرحلة الابتدائية وبعد هذا وفق التفوق أو الاحتياج.
9- لا يسمح لجاهل بالقراءة والكتابة أن يشارك فى أى انتخابات لأنه رافض أن يكون عنصرًا فعالاً داخل المجتمع وهذا أمر مهم ومطلب وطنى.
10- أن يتم حل جميع الكيانات الشبابية والرياضية والإرهابية فورًا عن طريق قانون يمنع أن يمارس الصغار إرهابا فكريا وبدنيا ودينيا على المجتمع وأن تفعل فى المقابل مراكز الشباب ودور الثقافة وقصورها على مستوى الجمهورية لاسيتعاب تلك الطاقات مع امكانية إلحاق المراهقين بالمدارس العسكرية كبديل للمدارس الفنية والتى تحتاج إلى حديث آخر ودراسة أكبر وأشمل وأعمق لخطورتها الكبيرة وأهميتها القصوى.
أخيرًا هذه بعض النقاط التى من الممكن أن يؤخذ بعضها ويترك الآخر أو أن يضاف إليها مواد ونقاط أخرى المهم هو الرغبة والارادة الحقيقية فى التغيير.. ويكفى أن مجلس الشعب فى حكم الإخوان كان يضم فى لجنة التعليم «سائق توك توك وتربى» لا يقرأ ولا يكتب.. ومازال للحديث بقية عن مستقبل الشباب والتعليم فى مصر الحديثة.