رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المرأة المصرية.. دراما.. ومجلس

إلي أين سوف يذهب المجلس القومي للمرأة مع رئيس الجمهورية المنتخب بعقل وحب وعزم واصرار  من قبل شعب مصر والمرأة المصرية علي رأس القائمة  الوطنية التي غيرت تاريخ الوطن وحطمت أطماع جماعات إرهابية خائنة ومأجورة.. المرأة المصرية بعد 30 يونية أصبحت تشكل قوة ضاغطة ومؤثرة في الشارع السياسي والإعلامي بعد أن عاشت سنوات في دائرة الانثي وقضايا الزواج والطلاق والرؤية والختان وكل ما يتعلق بالمرأة كمواطن أدني مكانة من الرجل فيما يخص القضايا السياسية والاستراتيجية التي تكتب تاريخ الأوطان، ومع أن المرأة المصرية  تشكل أكثر من  49٪ من  تعداد السكان و33 إلي 40٪ من الدخل القومي المصري الا أن المرأة المصرية مازالت بكل أسف تعاني في المجال الاعلامي وأيضاً المجال السياسي.

إعلاميا وفنياً قدمت دراما رمضان هذا العام مجموعة من الأعمال الفنية التي شوهت صورة المرأة وأساءت ليس فقط  إلي نسائها وبناتها ولكن  لرجالها ولكل الأسرة المصرية خاصة الأعمال التي تركز علي مدار 30 حلقة متواصلة مدة الحلقة ساعة إلا الربع.. 45 دقيقة من الاهانات والبذاءات تظهر  الفتيات المصريات في بيوت الدعارة أو الكباريهات وتجارة الجسد مع تجارة المخدرات أو في بيوت السمر والشعوذة وقضايا السحر الأسود والسفلي وكل الموبقات التي يعجز القلم قبل اللسان عن ذكرها.. وتكرر هذه الصور في كل الأعمال وتعاد الحلقات علي الفضائيات جميعها مصرية وعربية ودولية ولكأن المجتمع المصري ونساءه قد باعوا كل شيء بسبب الفقر والجهل وحتي الفنانات العربيات وجدن ضالتهن في دراما رمضان كل فنانة تظهر المفاتن والمواهب الجسدية واللفظية في إهانة نساء مصر وإهانة المجتمع والمشاهد المصري... ومقولة الريموت موجود... والفن لايجب أن يكون معقماً... غير معبر عن الواقع... أو أن الفن تصوير للواقع وليس خيالاً أرجو من السادة الاعلاميين والكتاب والنقاد الفنيين أن يعيدوا قراءة معايير الفنون والاعلام في العالم المتمدين المتحضر المتحرر.. الفن ليس فيلماً تسجيلياً يصور الحدث كما هو ولا ينقل الواقع بكل تفاصيله وإلا أصبح عملاً مباشراً تعليماً أو إعلامياً لنقل الأحداث والاخبار... الفن هو جمال مشكل ومضمون... وهو اختيار لشخصيات بعضها أسود والآخر أبيض... بعضها مليء بالكراهية والشر والآخر مصرح بالحب والعطاء وأخري بين تلك وتلك.. الفن خاصة دراما التليفزيون عليه أن يقدم مضموناً  ورسالة انسانية وليس تسجيلية... بمعني أن يدعي البعض أن هذه هي الحالة المصرية وهؤلاء هن نساء مصر في الحواري والقصور... لاهثات إلي المتع المادية أو الحسية للفقر والجهل... واللجوء إلي السحر من  أجل المال أو الزوج أو الولد... فان هذا  واقع.. لكنه ليس كل  الواقع.. وإلا فأين الأخريات وأين النماذج  الجيدة المشرفة البسيطة جداً في كل شارع  وكل حارة... وكل بيت وحتي كل مستشفي أو إدارة أو  مدرسة أو محل أو مصنع...
الفن ليس تعقيماً خالياً من الشوائب لكنه أيضاً ليس صناديق قمامة وأصوات حيوانات وسلوكاً حيوانياً وعشوائياً وبلطجياً لأن رسالة الفن هي أن نرتقي بالمشاعر والأفكار ونخرج من منحدر الانحطاط الخلقي... لكن بكل أسف الإعلام يعيش علي استضافة هؤلاء النجوم والنجمات ويطبل النقاد والكتاب في الصحف وتتردد نغمات... عمل متميز في الاضاءة.. أداء غير «عادي» في السفالة... صور واخراج طبيعي واقعي لدرجة الدناءة. «الوصايا السبع».. عن العلاقات المحرمة... وتبريرها... بكل بجاحة فنية طبعاً... «سجن النساء» علي الرغم من أداء نيللي كريم غير العادي والعالمي.. إلا أن العمل في مجمله أكبر اساءة لنساء مصر ولم تكتبه فتحية  العسال من هذا المنظور والمباشر عن الجنس والمخدرات والسجن.. وانما كان المعني سياسياً اجتماعياً أكثر من رواج إعلاني.. وإن كانت كاملة أبو ذكري فنانة ومخرجة رائعة ومحترفة إلا أنها خلطت بين السينما والتليفزيون فيما يقدم وكشف في ساعة ونصف لا يمكن أن يقدم علي هذا النحو المطول الممتد.. علي مدار 30 حلقة وأكثر من 25 ساعة دراما ومشاهد وإعادة انفعالات وحركات وألفاظ.. لأن الوسيط الفني التليفزيوني جمالياته وأدواته تختلف تماما عن السينما وتقنياتها...
هذه بعض صور النساء في دراما رمضان والتي تتناقلها شاشات الوطن العربي فتكون صورة سيئة غير معبرة عن المرأة المصرية  وبدلاً من أن نرفع من شأن النساء إذا بنا ننحدر بهن إلي ذلك المستوي المتدني ونصدر لمن حولنا كل ما يقلل من قيمتنا ومكانتنا لدرجة أن يكتب عنا شعب المتحرشين لأن نساء مصر دعوة صريحة للتحرش ورجالها يعيشون علي عرق النساء وأجسادهن...
وإذا كان الإعلام والسادة الإعلاميون الذين

يستضيفون كل ليلة الفنانين والفنانات ليتحدثوا عن انجازاتهم وعبقريتهم وما قدموه لمصر وللشعب من خلف الكاميرا والملايين التي تقاضوها... وانفقوها علي تلك الغرف والسرائر والجواري والحريم.. فإن السياسة لم تنصف المرأة ولم  تغير  من وضعها في المجتمع والسلطة التنفيذية.. فالمجلس القومي للمرأة بعد أن حرقت أوراقه ومحتوياته مع مبني الحزب  الوطني في يناير 2011 مازال ذلك المجلس يدار بذات الموظفين والموظفات والإدارة التي تنتمي إلي الفكر الوطني الديمقراطي ونظرية الهانم زوجة الرئيس مع استبدال الأسماء والشخصيات، المجلس القومي بأفرعه في المحافظات والمقررات ليس لديه أي ميزانية سوي للسادة الموظفين.. أما من يعملن في المحافظات والقري وحتي  أعضاء المجلس المعينون من قبل الرئاسة لا  يتقاضون أي أموال بل يعملن تطوعياً..؟! علي أساس أن أعمال المرة خدمة مثل خدمة الست في بيتها ولزوجها وأبنائها مع أن في الاسلام علي الرجل القادر أن يدفع لزوجته مالا مقابل رضاعة صغارها وتربيتهم وإن كان علي يسر فانه يأتي لها بمن تساعدها وتقوم عنها بأعمال البيت..
لكن الدولة مازالت تري أن عمل المرأة في مجلسها هدية للوطن هذا غير أن دور المجلس وأعضائه دور وضع سياسات واستراتيجيات.. فيما يتعلق بكل قضايا المرأة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويعمل المجلس التنفيذي المكون من أمينة المجلس والموظفين في اطار تنفيذ كل ما يقره أعضاء المجلس مع المتابعة والتطوير وجمع المعلومات والتواصل مع الهيئات والوزارات والمحافظات والمحليات... لكن بكل أسف مازال المجلس القومي للمرأة يعمل في اطار سياسة الفرد والإدارة التنفيذية ويعتبر كل الأعضاء مجرد هيئة استشارية وديكور لاستكمال الصورة مما دعا العديد من العضوات والأعضاء  للاستقالة أو تجميد عضوتهم.. د. غادة والي... د. هانية الشلقامي... وسمير مرقص وأستاذة نهاد أبو القمصان د. حنان شكري... د. صابر عرب... وعند تقديم قوائم يدعمها المجلس معنوياً وسياسياً واعلامياً ويشكل آلية جديدة للدعم المادي من خلال المحافظات و... والمقار والأفرع والاعلام فان أسماء المرشحات تم الدفع بهن دون الرجوع للسادة الأعضاء.. وإنما السادة الذين رشحوا قوائم ونواب مجلس 2010 «الذي أدي بنا إلي الدمار والخراب والحرق والقتل... ان استعانة المجلس بالوجوه المنتمية للنظام السابق وللحزب الوطني في تلك المرحلة يسيء إلي مستقبل المجلس  وإلي وضع المرأة في الانتخابات البرلمانية القادمة ولهذا فان الإدارة السياسية عليها أن تبدأ في رد الاعتبار للمرأة المصرية وللمجلس القومي للمرأة والذي بحكم نص الدستور هو تابع لمؤسسة الرئاسة مباشرة  وليس للحكومة أو المجالس النيابية..
إن المرأة المصرية مازالت تدفع ثمن كفاحها ما بين دراما رمضان ونظام قديم وإدارة لم تتغير كثيرا لمجلس  قومي مصري يقف في وجهه المنظمات الحقوقية الممولة من الخارج والتي لا تعمل لصالح قضية المرأة المصرية وانما لصالح مموليها... أو جماعات أهانت المرأة وقزمتها  وحجمتها في دور الأنثي وليس المواطن..
انها دعوة لتكريم نساء مصر فعلاً.. وليس قولاً بعد أن كان رد الجميل علي هذه الصورة التي ترفضها حفيدات إيزيس...