رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرئيس.. و3 مطبات خطيرة

ما إن فرح المصريون وأخذوا نفساً عميقاً من الإحساس بالراحة وبدايات الأمل في طريق جديد لرئيس اجتمع عليه قلب وعقل وفطنة المصريين منذ أن وقف إلي صفهم وانحاز إلي قضيتهم وفضل المواجهة وتحمل الإهانة والسب والتهديد والوعيد وتخلي عن راحته وحصانته وعرض حياته وأهله وذويه إلي الوعيد والتهديد

بالقتل والمحاكمة ولم تخل حوائط وسواتر وكباري في شوارع مصر من عبارات أساءت إليه وأدمت قلوب المصريين لهذا الزعيم والبطل الشعبي الذي حلم به المصريون منذ أمد بعيد ليأتي من بين صفوفهم وينقذهم من عدو يريد أن يفتك بهم ويقضي عليهم ويحول مصر الآمنة المباركة إلي دويلات مقسمة وإلي بلو يعيش في فوضي ويرعي إرهابا ويؤوي مجرمين يعيشون أحراراً طلقاء علي أرضه بل ويتولون المناصب ويحكمون في الناس وفق شريعتهم وعقيدتهم التي حرفوها ومسخوها عن صحيح الدين ذلك الزعيم البطل الذي واجه إرهاباً داخلياً ودولياً وتحالفات بين الشرق والغرب رصدت المليارات لتفتيت الوطن وتركيع المصريين وترويعهم ومنع المعونات المادية والعسكرية عنهم وإذلالهم حتي يرضوا بأن يبيعوا الأرض لتوطين الفلسطينيين في غزة علي أرض سيناء وأن تعلن خلافة إسلامية ودولة مستقلة هناك برعاية تركيا وحماس ومباركة إسرائيل وأمريكا وأن تستقطع حلايب وشلاتين في جنوب مصر كنقطة انطلاق لحرب عرقية بين أهل الصعيد والنوبة وتقسيم الجنوب إلي دولتين إحداهما مسيحية والأخري نوبية أو الغرب عند ليبيا فإن مطاريد الإرهابيين يدخلونه ليقيموا دولة موازية علي حدود مصر الغربية وبهذا يسقط الوادي في فوضي بين الشباب والجيش والشرطة ويمحي اسم مصر من علي خريطة الوجود والحضارة.. فرح المصريون بالبطل الشعبي وخرجوا بالملايين دون زيت وسكر ودون ورقة دوارة ودون حشود وأتوبيسات ودون أي جهد علي الأرض أو حشد من قبل حملته التي اعتمدت علي  الشباب غير المحنك سياسياً والذي ليس له ظهير شعبي أو سياسي في القري وأحجم كبار العائلات عن المشاركة وتحفيز أهلهم للنزول والحشد الانتخابي.. كما لم تلعب الأحزاب دورها كاملاً في تلك القري والمحافظات وابتعدت مؤسسات الدولة والمحليات والوزارات والمحافظات عن المشاركة في الحشد أو حتي الإشارة إلي التأييد أو الدعم لمرشح دون آخر وأشهرت الفضائيات مخالبها وكشرت عن أنيابها في انتظار أي محاولة لدعم أو تأييد من قبل مؤسسات الدولة خاصة بعد أن قامت الكتائب الاليكترونية وشباب العالم الافتراضي ببث السموم والتشكيك في كل من يتكلم أو يمدح أو حتي يعبر عن رأيه بتأييد الزعيم دون المناضل. وانتقد المتشددون المرأة المصرية واتهموها بالفجور والتسيب لأنها أحبت وعبرت عن حبها وفرحتها رقصاً وطرباً مع انه تعبير جسدي وليس ابتذالا أو تدنيا ولكنها العقول المريضة والنفوس الشبقة إلي كل الممنوعات.
وفي غمرة الفرح والاستعداد للحفل ولحلف اليمين ومراسم بناء دولة جديدة نجد أن الطابور الخامس وشركاه قد حفر ثلاثة مطبات في طريق الرئيس القادم.. وكل مطب قد يؤدي إلي أن يفقد الرئيس رصيده لدي الشعب ويبدأ فترة رئاسته بمشكلات تنهك القوي وتشتت الهدف وتمنعه من البناء والانتاج والاستقرار.
1- المطب الأول هو الإعلام سواء الرسمي أو الخاص وذلك المحرك الأول للرأي العام والمؤثر علي شعبية ونجومية الرئيس والمعبر عنه وعن حملته وبرنامجه بعد أن تقدر عليه الخروج في مؤتمرات شعبية للظروف الأمنية والإرهاب فالتليفزيون الرسمي يعاني مشاكل مالية وإعلامية وتوفير رواتب مع غياب الأرباح وتزايد المطالب الفئوية وذلك العقد الذي أبرم مع إحدي الشركات العربية والذي أوقفه رئيس مجلس الوزراء، مع العلم ان وزارة الإعلام من الوزارات التي قد يتم دمجها مع الثقافة أو حلها أو الغاؤها وهنا تكمن المصيبة فكيف سيبدأ رئيس عهده بأن يتخلص من تليفزيون الدولة الذي يحافظ علي كيانها وهويتها وأمنها القومي وثقافتها وخصوصيتها وله قواعد ومبان وموظفون في جميع المحافظات ولن يكون من المنطقي أو الأمني أن يتم غلق جميع محطات التليفزيون في الأقاليم في ذلك الوقت الحرج وأن تترك الساحة للإعلام الخاص والذي يسيطر عليه رجال الأعمال وهم من لهم مصالح ولهم تعارض كذلك مع السلطة ومن ثم فإن رسالتهم الإعلامية لها صيغة تجارية ونفعية وأيضاً سياسية ذاتية ولهذا فإن ذلك العقد مع الشركة الخاصة قد يجلب أموالاً للتليفزيون بصورة مؤقتة تمنع غلقه أو الغاءه لفترة لكن العقد حتماً يضر بتاريخ وتراث التليفزيون وقد يسبب مشاكل أمنية وقد يتم استغلاله لصالح بلدان أو جماعات.. فالقضية شائكة ان تم الغاء الوزارة وتسريح الموظفين ضاعت الهوية والأمن وتفجرت مظاهرات ومطالبات وعلا صراخ الإعلاميين.. وان ترك الوزارة فإن الإعلام الخاص لن يسكت ويهدأ وسيهاجم ولن تجد خزينة الدولة ما تدفعه من رواتب للعاملين.
2- المطب الثاني هو قانون فرض ضرائب علي البورصة المصرية.. من خلال التوقيت الحرج الحساس واللحظة المفصلية بين مرحلتين في تاريخ مصر السياسي والاقتصادي، ما بين دولة الفوضي والإرهاب وغياب الاستثمار العربي والأجنبي وبين مرحلة حلف اليمين ووجود رئيس جديد في عهد جديد بدعم عربي

وخليجي وبوادر انفراجة اقتصادية ودخول استثمارات عربية وشرقية إلي البورصة وإلي الصناعة والعقار والزراعة وكل مجالات الاستثمار مع عودة العديد من رجال الأعمال المصريين داخلياً وخارجياً إلي العمل والانتاج آملين في الأمن مع وجود رئيس ودستور ودولة قوية تحتاج إلي العمل والجهد والبناء.. في ظل كل هذا الزخم والفرح والبهجة والأمل في مزيد من الجذب لرؤوس الأموال والاستثمار نجد تسريبات من داخل اجتماعات وزارة المالية للمضاربين وللبنوك فتبدأ عمليات البيع وتفقد البورصة مليارات واستثمارات وتشتعل نيران الشك والخوف من مستقبل الاستثمار ورجال المال في مصر حيث ترسانة جديدة للضرائب والقيود قد تمنع وتحرم الدولة القادمة من النهوض من عثرتها الاقتصادية ويهرب المستثمر ويتراجع كل من يريد أن يسهم في نهضة هذا البلد وإذا بارتباك شديد في مجال الاستثمار والبنوك ويخاف صغار المودعين من أن تبدأ حزمة من الضرائب تفرض حتي علي الودائع في البنوك وهو ما يعد تهديداً خطيراً للبنك المركزي المصري سواء علي العملة المحلية أو الدولار.. وإذا أقر «السيسي» الضرائب فإنه قد يمنع الاستثمار أما إذا رفض الضريبة فإن هذا مؤشر علي سطوة رجال المال وقدرتهم علي تحريك السياسة لصالحهم مما يعيق تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفجوة بين المواطنين وهي أحد أسباب قيام ثورة يناير 2011.
3- المطب الأخير والخطير في طريق الرئيس القادم هو المرأة وقانون انتخابات المجلس النيابي ومباشرة الحقوق السياسية.. ففي الزحمة والهوسة وعرس الديمقراطية والانتخابات والتصويت والطعون وانتظار اعلان النتيجة، إذا بلجنة وضع قانون الانتخابات تصدر القانون إلي مجلس الدولة لإبداء الرأي مع عرضه علي الرئيس المؤقت عدلي منصور لتوقيعه قبل أن يترك كرسي الرئاسة... وذلك دون أن تكون هناك أي مشاركة من قبل المرأة في لجنة وضع القانون والذي يحرم المرأة من التواجد في مجلس  الشعب القادم إلا بعدد لا يتجاوز الأربع نساء من 600 عضو تقريباً... وهنا نتساءل: ما هي أسباب العجلة؟ وأين الحوار المجتمعي؟ وأين الأحزاب؟ والمؤسسات؟ إذا صدر هذا القانون فإن منظمات المجتمع المدني والمرأة ستبدأ في التصعيد المحلي والدولي والإضراب والاعتصام والتظاهر ولكأن الرئيس الجديد والذي كرم النساء واحترمهن وأعلي من قيمة المرأة كقائدة للأسرة ومحركة لها فإذا به يكافئ المرأة التي خرجت لتأييده بكل قوة وعزيمة وأثبتت انها الأكثر قدرة علي التعبير عن دعمها له ولوطنها ولمصرها فتكون المكافأة هي أن القانون يحرم المرأة من التواجد بصورة مناسبة كما نص الدستور في المادة 11، وكما نص المجتمع فيما شاهدناه ورصدته صناديق الانتخاب من مشاركة المرأة بنسبة تفوق الـ60٪ عن الرجال سواء في الاستفتاء علي الدستور أو الرئاسية.. فإذا بالمرأة خارج دائرة صنع القرار وهي التي كتبت بيدها تاريخا جديدا لمصر الوطنية وحاربت وتحملت الإرهاب وفقدان الابن أو الزوج أو السند والمعين ووهبتهم إلي الوطن فداء ووفاء لهذه الأرض الطيبة الحبيبة مصر.
هذه هي المطبات التي سوف يبدأ البطل الشعبي والرئيس القادم حكمه بها.. نسأل الله أن يكفيه شر ما خطط له كل منتفع أو مستفيد أو كاره لهذا الوطن وأهله.. متي نفرح ونبدأ طريق البناء والنجاح دون حفر أو مطبات.. فنحن قد عانينا وتحملنا ونستحق الأفضل والأجمل.. سر علي بركة الله ونحن معك دليلاً ومعيناً وشريكاً في هذا الوطن.