رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النسر والنجمة

إذا ذكر النسر تداعى إلى الأذهان الطائر القوى المحلق فى السماء وتذكر المصرى ارتباط ذلك الرمز الشامخ العظيم بعلم بلاده وبختم النسر فى المصالح الحكومية والذى بدونه لا تتم أى

معاملات أو مكاتبات لها صفة الرسمية مما يجعل ذاكرة المصرى منقسمة بين أمرين جلال وعظمة ومهابة ووطنية النسر وفى ذات الوقت بيروقراطية الموظفين والهيئات الحكومية التى تعقد كل يسير وتوقف المراكب السايرة وتعطل المصلحة ودفع المواطن الغلبان الذى وقع فريسة للدولة العميقة الغميقة والتى يحاول الشباب والثوار القضاء عليها وإرساء قواعد دولة جديدة لا تعترف بأى قواعد أو روابط أو نظام دولة تتجه نحو الفوضى وألا نظام دولة لا نسر ولا ختم ولا علم ولا جيش ولا شرطة ولا قضاء يحترم ولا مؤسسة واحدة تقف فى وجهة الانهيار بدعوى الديمقراطية والحرية والثورية ونشطاء التجديد والعالم الجديد.. لذا فإن اختيار حمدين صباحى لرمز النسر كان موفقًا إلى حد كبير فى التعبير عن برنامجه وتوجهه والذى يقرؤه الشباب جيدًا ويغفل عن الوصول إلى مغزاه العامة والبسطاء وحتى المثقفون والإعلاميون الذين ظنوا فقط أن حمدين وحملته قد اختاروا النسر رمزًا للحملة الانتخابية حتى يوهموا البسطاء من المصريين أن النسر هو رمز المؤسسة العسكرية وكاب الضابط ومبنى القيادة وقصر الرئاسة، ومن ثم فإن من لا يتقن القراءة والكتاب ويبحث عن ظهر وظهير وحامٍ يتجه إلى اختيار النسر ظانًا ومتوقعًا أن هذا النسر هو رمز المرشح ذى الخلفية العسكرية المشير عبدالفتاح السيسى والذى يمثل للكثير من الفلاحين والعمال والبسطاء من المصريين وحزب الكنبة من النساء والرجال الذين عاصروا الحروب والنكسة والكروب والإرهاب يمثل لهم النسر المؤسسة الحامية الضامنة لأمن واستقرار الوطن، لذا فإن النسر فى حملة حمدين يحمل أكثر من رسالة إلى الناخب المصرى والثائر وأيضًا إلى الشباب كل يقرأ ويفهم ويتجاوب مع ذلك الرمز ومنه يستمد وقناعاته وأفكاره ومبادئه وأيضًا ما يريد أن يفهمه!!
أما النجمة والتى هى رمز للمرشح الآخر المشير السيسى فلقد كان اختيارها غريبًا للإعلام وللمثقفين وللسياسيين أما البسطاء مرة أخرى وحزب الكنبة فإن النجمة تعنى الدبورة التى هى فى المفهوم الشعبى رمز للعسكرية وبدلة الضابط «يا أبودبورة ونسر وكاب» وأن من يرفعها هو أيضًا جزء من تلك المؤسسة العسكرية التى حاربت وأنقذت الوطن فى عبوره الثانى 3 يوليه 2013 عندما انحازت للمصريين وقررت مساندة الملايين ضد دولة الإرهاب والخيانة والخسة التى استباحت دماء المصريين ومازالت تروعهم وترهبهم داخليًا وخارجيًا لأنها دولة السلطة ودولة الإرهاب الدولى الممول من أمريكا وإسرائيل لتحقيق الحلم الصهيونى من النيل إلى الفرات.. أما النجمة عند من يهاجمون المرشح فلقد حولوها إلى «نجمة داود» السداسية الشكل فى اشارة إلى أن المرشح ذو هوى وميل وتحالف مع الصهيونية ومع إسرائيل وفى هذا ضلال وتضليل روج له نشطاء الكتائب الإرهابية على شبكات التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر وفى تجمعات البسطاء والمغيبين لإحداث حالة من البلبلة الفكرية والتشويش على ارادة الناخبين.. أما النجمة فى المعنى والمغزى الثقافى فإنها تشير إلى المستحيل أو إلى الغالى الذى يصعب أن يصل المرء إليه «يا نجمة عالية فى السماء» لأن النجوم صعبة المنال

وإن كانت تزين سماء الليل وتنير للملاح طريقه وترشده إلى هدفه، ففى علم الدروب وأمور الصحراء تعد النجمة الدليل والهادى إلى كل تائه أو هائم وكذلك فى الملاحة فإن خطوط النجوم تدرس كعلم يسبق تكنولوجيا الارشاد والستاليت والفضاء والأهم من كل هذا فإن علم الفلك الذى أتقنه المصريون كان علمًا يعتمد على النجوم ومواقعها ولا أكثر تعبيرًا وعظمة وروعة من القرآن الكريم فى سورة «الواقعة» والتى بدأت بسم الله الرحمن الرحيم «لا أقسم بمواقع النجوم وأنه لقسم لو تعلمون عظيم» صدق الله العظيم لأن النجوم لها مواقع لا يعلمها إلا العلماء والأبرار بمنحة من المولى عز وجل، لذا فإن للنجوم مكانة علمية ودينية وروحانية كبرى.
لهذا فإن للنجم الذى لن يهوى ولن يضل صاحبه ولن يغوى بإذن الله، هذا النجم ورمزه سوف يكون هاديًا ومنيرًا إذا التزم بقسمه تجاه شعبه ووطنه وإذا أبعد بطانة السوء وإذا نجح فى أن يضم الشباب الثائر الغاضب من الدولة العميقة وختم النسر وما ترتب عليه من فساد إدارى وحكومى وصل إلى كل مؤسسات الدولة وإذا نجح فى أن يفكر خارج الصندوق القديم وأن يطرح حلولاً جذرية لمشاكل أبدية مثل التعليم الحقيقى وليس التعليم الديكور الذى يجهز الأوراق ويضبطها فيما يسمى الجودة التعليمية ولا يهتم فقط ببناء المدارس والجامعات وإنما ببناء المعلم والأستاذ علميًا وفكريًا.. وتربويًا.. وإذا آمن أن الثقافة جزء أصيل من بناء الفرد وأنها مع الإعلام يشكلان حائط الصد الأول ضد الإرهاب وضد الدعاوى والفتاوى المغرضة من المنابر والزوايا والمساجد التى تخرب العقول وتحول الصغار والشباب إلى وحوش لا أخلاق لها.. ولا دين ولا فكر إلا التعصب والتطرف.. إن كل ما يطرح على الرئيس القادم اسئلة تخص الاقتصاد والكهرباء والطاقة والدعم والسياسة الخارجية ولم يتطرق أحد إلى التعليم بمفهوم بناء المعلم ولا الثقافة بمفهوم الإعلام والفن والفكر وأنها تحديات كبرى للنسر وللنجمة أيهما يكسب ثقة الشعب المصرى ورضاءه وأيهما يعبر بالوطن إلى شاطئ الأمن والاستقرار ليس بوعود ولا أحلام ولا ببرامج ولكن بالعزم والجد والعمل والضمير.. الغائب إلى الآن.