رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ثورات.. رؤساء.. برامج

 

ألم يكن لمن سبقوهما من رؤساء مصر برامج؟.. ألم يكن لعبد الناصر برامج وخطط خمسية وثلاثية؟ ألم يقرر السادات الحرب وبرامج اقتصادية وسياسية لاقتصاد الباب المفتوح؟ ألم يأت مبارك بخطط وبرامج تستكمل الاقتصاد الحر والخصخصة والمدن الجديدة والاستثمار الاجنبي علي حساب العشوائيات والفقراء؟ ألم يأت لنا مرسي بطائر الشؤم والخراب مع الشاطر وبرنامج النهضة الذي شارك فيه كما أدعوا آنذاك عشرات من الخبراء والمتخصصين في كل مجالات الاقتصاد والصحة والتعليم والصناعة والزراعة؟.. لماذا اليوم نطالب بالبرامج الرئاسية وندعي أن هذه البرامج هي المحك وهي المعيار الأول والأخير للصوت الانتخابي..؟

ولماذا نسأل ذات الأسئلة السخيفة المعادة والمكررة عن.. ما هو دور المرأة في برنامج س أو ص؟ وما هو موقف فلان وعلان من الفقراء؟ أين القطاع العام؟ لأ أين القطاع الخاص؟ رجال الأعمال؟ العمال؟.. الأغنياء والقادرون والضرائب؟.. الفقراء والغلابة والدعم؟.. تعليم وبحث وتميز وجودة؟ مدارس وفصول وأماكن لملايين الأطفال؟.. مستشفيات وغرف عناية مركزة وأمصال واطباء أكفاء وتمريض عالي الجودة؟ تأمين صحي وعلاج وفشل كلوي وأورام وتبرعات؟.. اقتصاد واستثمار ومصانع وشركات وعمالة مدربة وكفاءات؟ زحمة وفوضي وحقوق انسان وحد أدني وحد أقصي ووقفات عمالية وفئوية.. اسئلة لا تنتهي كلها تضاد وصراع تدعو للفرقة والبلبلة والإعلام  يذكرني بالستات والرجال الذين يتم استئجارهم ليعددوا في الأحزان.. الستات تدخل تصوت وتطلم.. وده كان راجل ولا كل الرجال وللا ست الستات وياعيني.. يالهوي.. يا ليل.. والرجال يمشون وراء النعش مرددين الدعوات متقبلين التعازي ليظهر المرحوم ولكنه ذو حظوة وأهل ومكانة.. الإعلام يريدها.. اليوم حرباً ضروساً بين اثنين مرشحين لا تملك معهما رفاهية أن ينسحب أحدهما أو حتي أن يخفق أي منهما.. ولجنة تقييم أداء إعلامي علي اثنين.. وهي فكرة رائعة عندما كان هناك مجلس شعب في 2011-2012 ومجلس شوري و13 مرشحاً رئاسياً انتهي بكارثة مرسي وجماعته.. مفهوم تقييم الاداء الإعلامي يصح مع وجود فوضي وتيارات متطرفة وأموال ونشطاء وعملاء وحالة من السيولة في دولة بلا قانون أو دستور أو رئيس أو أي نوع من السلطات.. لكن اليوم ونحن أمام قنوات محددة.. وأخري قد أغلقت لانها لم تلتزم بالمعايير والقوانين وهنا أقصد معظم القنوات الدينية التي خلطت الدعوة والعلم بالسياسة والتحريض والإرهاب .. إذا فكرة التقييم الإعلامي صارت مقيدة للحريات والآراء إلي حد كبير علينا أن نفرق بين الحيادية.. والتوازن في الإعلام.. لجنة التقييم الإعلامي تضم نخبة متميزة يحق ولكن كيف يكون الحياد الإعلامي في لحظة فارقة كهذه وكيف يتم تنوير المجتمع والشعب البسيط تجاه مرشح بعينه دون الآخر إذا كان في أحدهما خلاص وأمان ونحن في حالة حرب علي كافة الحدود وبينما الآخر مازال يصر علي كسر القواعد والقوانين جميعها بل ويدعو إلي عودة الجماعة وإرهابها الأسود ويخلط بين المصالحة الصفقات.. الحياد في لحظات الحروب هو خيانة للوطن ولا يمكن أن يكون دور الإعلام هو ميزاناً.. ميزاناً للكلام إذا قال الضيف عن أحد المرشحين كلمة مدح أو مال إلي فكره وشخصه.. تجد المذيع أو المذيعة وكأنما مسه مس من الشيطان يقاطعك بسخونة وعصبية وخوف.. ويبدأ في طرح اسم المرشح الآخر ومزاياه وبرنامجه..؟! أي برنامج هذا الذي هو أقرب عند كليهما إلي الغول والعنقاء والخل الوفي .. مستحيل تحقيقه إذا لم يتكاتف الجميع للعمل والعمل والعمل.. ولا شيء إلا أن يقوم كل منا بواجبه ونكف عن ترديد مقولة.. الأغنياء والقادرين في مقابل الفقراء ومحدودي الدخل.. لأنه لا يمكن تطبيق ذات المعايير العالمية علي دولة ينجب فيها الفقير المعدم المريض عشرة أطفال وعلي القادر أو الغني أو حتي محدود الدخل أن يتحمل معه تبعية إنجابه.. بحجة أن هذه هي الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. أي مرشح يقوم أو يطرح في برنامجه هذا فهو لن يحقق أي نجاح علي المستوي العملي.. نريد أفكاراً اقتصادية وسياسية غير تقليدية تناسب مجتمعنا وظروفنا ولا نكون بغبغوات نردد نظريات غربية فقط.. إذا الإعلام في حياده يضر بالوطن وفي تركيزه علي البرامج الرئاسية يخدع المواطن والجمهور مرات ومرات وتلك الرسائل الضمنية التي يصر علي إرسالها للمشاهد عن الثورة القادمة

إذا لم يحقق الرئيس برنامجه ويرجع الكركوبة شابة ويجعل العاقر أماً والعجوز صبياً ويمنح الفقير قصراً والغني طائرة وتصبح مصر سويسرا الشرق في فترة حكمه القادم بعد ثورتين وإرهاب ودمار وخراب ومؤامرات وعملاء ونشطاء وطابور خامس وتجمع دولي متربص في انتظار تحقيق خطة الانقضاض والاستعمار والدولة الشرق أوسطية المقسمة المفتتة الطيعة لأهداف إسرائيل والصهيونية العالمية من النيل إلي الفرات كما في كتابهم المقدس وبروتوكولات صهيون.. هذه الوعود الخادعة تضر بالوطن والمواطن لانها كاذبة..
ألم تساند أوبرا وينفري أشهر إعلامية أمريكية الرئيس الأسمر الإفريقي المسلم المنشأ باراك أوباما علناً واستضافته في برنامجها ولم تساند «رومني» المرشح الجمهوري ولم تتحدث عنه بحيادية الإعلام الكاذب الشهيرة.. أوبرا وينفري ساندت أوباما مادياً في حملته الانتخابية عام 2008 لانها كانت الإعلامية الأكثر تأثيراً وشعبية عندما كان مجرد سيناتور وجمعت الأموال للحملة وعندما تم ترشيحه لانتخابات الرئاسة أعلنت تأييدها واستضافته في برنامجها الذي يشاهده الملايين ولم تلتزم بالحيادية وهو أيضاً منحها وسام الحرية عام 2013 كرد للجميل.. بينما أوباما ذاته في برنامجه الذي أعلنه أن امريكا ستنسحب من العراق وأنه سيغلق جوانتانامو للأبد؟.. هذا هو الحياد الإعلامي.. وهذه هي البرامج الانتخابية للست أمريكا التي تراقبنا وتحاسبنا وتصدر لنا أفكارها وطريقتها وسياساتها ونحن نتبعها دون تفكير أو تدبر..
لقد اقتربت لحظة الحسم بعد أقل من أسبوعين وعلي الإعلام أن يبدأ في الحشد من أجل تأكيد خارطة المستقبل وأن يجمع المصريين بدلاً من تفريقهم وإشعال الحرب الكلامية والسياسية والتحليل الممل لكلام المرشحين الرئاسيين وحكاية لغة الخطاب ومعني وفحوي.. وهي علمياً ومهنياً مهمة جداً ولكن في مرحلة لاحقة لفوز أحدهما وإخفاق الآخر.. أما الآن فلا حيادية ولا مراقبة إعلامية الا فيما يخص عدم التجاوز اللفظي أو التطرق للحياة الشخصية والتوازن في طرح الرؤي لكن من حق كل إعلامي وكل ضيف أن يعبر بحرية عن توجهه ويساند أو يرفض وفق قناعاته .. أما الفنانون المصريون والمثقفون فعليهم دور مهم لأن الإعلاميين خائفون علي برامجهم وإعلانتهم وأظن الفنانين يخشون شباك التذاكر والمنتجين.. إذن لم يبق غير المثقفين والذين أيضاً يريدون أن يسبحوا ضد التيار ويؤكدوا أنهم أحرار لا يتبعون أي سلطة فما بالكم بسلطة قوية.. إذ أين الأمل وأين المفر؟..من سيعبر بنا هذا النفق المظلم من ثورات وفوضي وبرامج وردية.. إلي بر رئيس قادر وطني ناجز.. يملك الشجاعة لإن يقرر وينفذ ولا يخشي في الله لومة لائم.. اتقوا الله في وطن علي شفا حفرة من نار حرب داخلية وخارجية.. عندما أمرض أذهب إلي طبيب ..وعند القضايا إلي محام وقاض.. وفي الحروب لا مفر إلا أن ألجاً إلي من له فكر ورؤية وتاريخ عسكري مشرف.. أنا مصرية وطنية وحرة..