عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر الكبري في أمريكا



نعم هي مصر الأخت الكبري وأم الدنيا والدولة العظمي رغم أنف الاستعمار الجديد وأعوانه من خونة الأرض والعرض والدين. مصر أعظم البلدان بهذا الشعب القوي وتلك الحضارة

العريقة التي لا  نعرف قيمتها إلا حين نترك أرض الأجداد ونطير إلي أراضي المستعمر وهذه القوة الغاشمة التي قررت أن تحتل العالم فكرياً وثقافياً وتدمره  اقتصادياً وسياسياً لتصبح المهيمنة علي الدول والشعوب بالحضارة الغربية الزائفة في محتواها والمبهرة في مظهرها وامكاناتها  الجبارة.. علي أرض الأحلام أو ما يسمي أمريكا الجنة الموعودة عقد المؤتمر العالمي السنوي للمرأة في الأمم المتحدة بنيويورك وبمشاركة جميع دول العالم المتحضر والمتقدم وأيضاً العالم النامي الفقير المقهور  المستعمر من قبل الغرب الأبيض.
مؤتمر المرأة هذا العام يحدد مصير نساء العالم ووضع المرأة في العشرين عاما القادمة ويقرر قضايا خاصة بالنساء والفتيات من خلال تحضيره مسودة  اتفاقية عالمية دولية  ملزمة للجميع اقتصايا وسياسياً وإلا فإن الصندوق الدولي  والبنك الدولي والعالم لن يساعد أو يساند الدول التي ترفض الالتزام بالمواثيق الدولية خاصة في هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ العالم الثالث والاستعمار الجديد.. قضايا المرأة أصبحت هي المدخل المشروع للتدخل في الشأن الداخلي للدول وذلك من خلال منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني الخاصة بالمرأة وقضاياها وهي منظمات ممولة من الدول الغربية لاجراء الآتي:
1ـ البحوث والبيانات  والمعلومات الخاصة بكل دولة  والتي تقوم بها تلك المنظمات عبر منع لجميع  بيانات وقاعدة معلوماتية عن الاحوال الاقتصادية والأسر وأيضاً العادات والتقاليد ومعرفة مواطن الضعف في الكيان المجتمعي حتي يسهل السيطرة عليه عبر المكاتب الاستخباراتية وكذلك السياسية بحيث تتجمع المعلومات بطريقة غير مباشرة ويستطيع المستعمر الوصول الي الهدف وهو ما يحدث في بلد مثل  مصر مليئة بتلك المنظمات المدنية عن المرأة المصرية ومشاكلها وإصدار بيانات وتقارير ضدها مثل آخر تقرير عن العنف تجاه المرأة واعتبار مصر من أسوأ الدول التي يوجد بها نسبة تحرش تجاه النساء وكذلك عنف ممنهج وهو تقرير أغفل أن هناك دولا أفريقية وأوروبية نسبة التحرش والعنف بها أكبر مما هو عليه في مصر ولكن هذه هي أحد أهداف الحرب الاعلامية والدولية علي الوطن.. وتلك المنظمات المدنية تتواجد في جميع المؤتمرات الدولية والمحافل العالمية شاملة  تذاكر الطيران والاقامة بل والندوات والاعلام الذي يصاحبها ويساندها بينما الوفد الرسمي المصري دائماً ما يكون مكبلا بالقيود السياسية والاقتصادية مثلما هو وفد المجلس القومي للمرأة والذي لا يجد دعما أو ميزانية للتواجد بكثافة تتناسب مع حجم مصر وأيضاً تواجد منظمات المجتمع المدني.. بالإضافة إلي أنه لا يوجد تغطية اعلامية من قبل المكتب الاعلامي الدائم لمصر والمتواجد في نيويورك وهو ما يدل علي أن الخارجية وهيئة الاستعلامات لديها مشكلة كبيرة في اسلوب العمل وتناول قضية مصر في المرحلة الراهنة.
2ـ هذه المنظمات المدنية هي جزء من خطة بث معلومات مغلوطة عن التعليم والحرية والسياسة والمشاركة المجتمعية والسياسية للمرأة  والشباب من خلال تبني أفكار ضد الدين والعادات والتقاليد تتسبب في خلق مناخ عدائي  لكل  ما يفيد الأسرة والمجتمع مثل أن يتم الترويج لنشر الثقافة الجنسية وتعليم الجنس في المدارس الابتدائية للأطفال والمراهقين كنوع من الثقافة  العامة ولتجنب العلاقات الجنسية غير المشروعة والتي تؤدي الي انجاب أطفال السفاح فهو الهدف الظاهري النبيل الصحي المفيد بينما في الواقع هو هدف  لخلق مناخ عدائي ومضاد للتعليم خاصة في الريف والصعيد وكل الأماكن المحافظة التقليدية بحيث ينفر الأهالي من التعليم بل ويمنعون الفتيات من الدراسة والتنوير ومن ثم  يتحول الموضوع إلي جدل ديني وتقليدي وتزداد معدلات الأمية والجهل بين النساء في الدول النامية والفقيرة  ويصبح التأثير عليهن أكبر من قبل الجماعات المتطرفة الموالية للمستعمر الغربي..
وقد أصر وفد مصر الرسمي علي حذف وإلغاء عبارة الثقافة أو التربية الجنسية من التعليم الأساسي حتي لا نقع في فخ  ومصيدة  الجهل التي نصبوا شباكها لنا..
كذلك قضية المساواة بين الجنسين في الميراث والحياة الجنسية فقد أصر الوفد الرسمي علي الغائها تماما  من مسودة الوثيقة الدولية، لأنها مخالفة للشرع والدين وأيضاً للموروث الثقافي وللعادات والتقاليد وهو ما يدفع مرة أخري الجماعات المتطرفة لمهاجمة كل ما يخص قضايا المرأة والقدرة علي الاستفادة من قوتها في المجتمع وتأثيرها العلمي والاقتصادي.
ولأن الخارجية المصرية في نيويورك وحدها لديها 4 مكاتب  تمثيل دبلوماسي ما بين مكتب إعلامي ومكتب تجاري وقنصلية لرعاية المقيمين من المصريين وكذلك

بعثة دائمة للأمم المتحدة في مقرها بنيويورك فلقد كان من المنتظر أن تكون الدبلوماسية المصرية قوة دافعة وداعمة لخريطة المستقبل في نقل صورة حقيقية عن الوضع في مصر وانتهاكات الجماعة الارهابية بحيث نثبت العالم مقدار التشويه والتحريف والكذب الممنهج لهؤلاء المتطرفين المجرمين الممولين من قبل الاتحاد الأوروبي وأمريكا لتقسيم الوطن العربي وتدمير مصر في أكبر مؤامرة في القرن الحادي والعشرين إلا ن تلك البعثة الدبلوماسية لا تقوم بكامل واجباتها وأولها أن تنظم بعثة مصر الدائمة في الأمم المتحدة لقاءات إعلامية في الصحف والجرائد والمحطات الفضائية الأمريكية والأوروبية لتغطية أحداث المؤتمر العالمي للمرأة بحضور وفد رسمي لمصر يناقش الوضع السياسي للمرأة المصرية وتأثير الارهاب علي مقدراتها الاجتماعية والاقتصادية ومعاناتها في ظل الحكم الفاشي الاخواني وكيفية تغيير المصير من خلال الدستور الجديد 2014 الذي منحها العديد من المزايا والحقوق العالمية والمحلية.
أيضاً لم تنظم البعثة  المصرية ندوات وفعاليات جانبية علي هامش المؤتمر داخل قاعات الأمم المتحدة أو في المراكز البحثية القريبة سواء الأكاديمية أو الثقافية أو الكنسية حيث جميع الوفود  الرسمية تقيم أكثر من فاعلية واحتفالية للنقاش ولعرض المشاكل والمعوقات وأيضا الانجازات للنساء في تلك البلدان.. وقد أقامت جميع الوفود الرسمية ومنظمات المجتمع المدني أكثر من حلقة  نقاشية وأكثر من فاعلية وندوة  واحتفالية حتي السودان والصومال والأردن أقاموا العديد من الفاعليات لعرض قضايا بلادهم بينما  مصر في تلك المرحلة الفاصلة لم تتمكن  بوفدها الرسمي من اقامة أي ندوة أو مؤتمر أو حلقة نقاشية لعدة أسباب أهمها أن البعثة لم تقم بواجبها ودورها في هذا السبيل وأيضاً لأن ميزانية المجلس لا تسمح بهذا وهو ما يثير الريبة في قناعة الادارة السياسية بأهمية دور المرأة في المحافل الدولية مقارنة بما يجري في مجلس حقوق الانسان والذي بكل أسف يعامل معاملة أرقي وأفضل من مجلس المرأة مع التحفظ الشديد في تكوينه وتوجهه الذي يغازل الغرب ويحاكي بلاد المعايير المزدوجة والنفاق السياسي وخداع حقوق الانسان وهي في الواقع حقوق النشطاء والعملاء والموالين لهم دون غيرهم ولكأن حقوق البشر  لا تتجاوز  الحناجر النشطة والأجندات الأجنبية بينما المواطن العادي ليس لديه الحق في الأمن والحياة والعمل والتمتع بالدنيا الآمنة المسالمة الهادئة..
ان مصر تواجه أشرس الحروب الغربية والتي تدار من بلاد العم سام وحلفائها في بلاد الفرنجة  بمساعدة الموتورين من أبناء هذه الأرض الطاهرة الذين يفضلون مصلحتهم علي مصلحة وأمن الوطن وأيضا المغيبين من الشباب الذي انخدع طوعا أو كرها بشعارات الحرية والديمقراطية الزائفة التي يصدرها لنا الغرب في مؤتمراته وندواته وبرامجه السياسية ومجتمعه المدني.. وأتذكر مقولة بائع من جاميكا حين قال لي:  السلام عليكم.. كيف  حال مصر... ان أموال الدنيا لا تساوي  الأمن الذي كنتم تعيشون فيه.. واليوم  لا أمن ولا مال.. وانما شعارات أمريكا شيكا بيكا.. أفيقوا يرحمكم الله.. مصر هي الدولة العظمي وأمريكا هي القوة الغاشمة...