رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الجنرال الذهبى.. الأصيل

 

لونك يا مصر فى عيونه وشمسك ضيها فى صوته وأرضك بيته وحصونه ونيلك يجرى فى عروقه.. الجندى المصرى الأصيل اللى كل يوم بيكتب تاريخك يا مصر من دمه وعرقه

وتعبه.. واقف على حدودك.. بيحمى ويذود عن عرضك وأرضك وجدودك يا حبيبى يا بنى.. يا ضنايا يا بنى.. احتسبتك عند اللى خلقك.. استرديت وديعتك.. وتركتنى لهمى وحزنى وغضبى.. ولادك حته منك ومنى ندرن عليه لأربيهم وأكبرهم وأعلمهم.. وتفرح وتفتخر بيهم.. سيدات مصر العظام الفضليات.. الست المصرية الجدعة ست أخواتها.. وست الدنيا وست الكل.. الست المصرية التى تقدم.. كل صباح المثل والقدوة والابن والأخ والزوج والحبيب فداء لهذا الوطن ولا تبخل بأغلى وأعز الناس على بلدها وأرضها وأمنها.. تلك السيدة العظيمة.. التى أخطأ رئيس وزراء مصر فى حقها واتهمها زورًا وبهتانًا بالتفاهة وقلة العقل والغرائزية بأنها تختار وتحب الفريق.. المشير.. السيسى لأنه وسيم.. تفكير وتحليل ذكورى يتصور أن المرأة تنظر إلى مفاتن الرجل ووجهه ووسامته وجسده.. ولون عينيه وابتسامته.. وملابسه وهو تفسير خاطئ علميًا ونفسيًا وثقافيًا.
العديد من المدارس النقدية النسوية تطالب بإعادة تقييم وقراءة التاريخ والأدب الإنسانى العالمى من منظور جديد ألا وهو رؤية وتقييم وشهادة المرأة.. النساء لا ينظرن إلى الخارج وإلى المظهر كما يفعل الرجال وتزوغ الأعين وتتحرك الغرائز والنوازع وقد تهدم بيوت وترتكب معاصٍ ومحارم.. طبيعة المرأة أنها تتحرك مع الرقة والحنان والرجولة والحماية والشعور بالطمأنينة والسكينة والأمن.. لأن المودة والرحمة هما أساس الرباط المقدس وليس الشغف والهيام والوجد والرغبة.. المرأة لا يثيرها العرى ولكن يحركها الموقف والكلمة.. المرأة لا تهتز لراقص وإنما تهتز لثابت قوى قادر على تأمين مستقبلها بالفعل لا بالرقص أو الكلام.
لماذا لم يدرس رئيس وزراء مصر سيكولوجية النساء ولماذا يكرر ما كتبته بذاءات الإخوان وأنصارهم من أن نساء مصر لسن بحرائر وإنما عبيد الشهوة وعبيد العسكر.. ألم يقرأ هؤلاء تاريخ نسائك يا مصر منذ إيزيس التى لملمت اشلاء الزوج والحبيب بعد أن قتله ست إله الشر وأخوه الفاسد الحاقد.. وجابت الوادى من الشمال إلى الجنوب لتلملم أجزاء جسده الفانى وتبعث منها الحياة ليتزوجها وينجبا حورس.. فى اشارة زمزية.. بأن المرأة هى مصدر الحياة وصانعة الأجيال.
ألم يتذكر رئيس الوزراء حتشبسوت أول امرأة تحكم وتجلس على عرش مصر وتبنى أول مدينة للفنون فى طيبة وتمارس السياسة والدبلوماسية مع بلاد بونت أو الحبشة وتتاجر وتتعامل وتوقع المعاهدات ولا تدخل حروبًا تجر البلاد إلى الخراب والموت وإنما بالحكمة والعقل والحب استطاعت أن تبنى ملكًا تتناقله الأجيال ولكن يأتى رمسيس من بعدها ليمحو آثار مدينتها الكبيرة الفنية ويطمس آثار معبدها المبهر الذى أعيد اكتشافه فى القرن التاسع عشر.
ألم يتذكر رئيس الوزراء كيلوباترة أسطورة الجمال والذكاء والوطنية المصرية تلك الملكة البطلمية التى تشبهت بالمصريين فى الملبس والطقوس والعادات والدين وتخلت عن عرقها وأصلها وانتسبت فخرًا وعزًا إلى المصريين وقدمت نفسها قربانًا وعروسًا إلى العجوز قيصر روما لتأمن شره على بلادها وتقع فى غرام المحارب الشريف الفارس أنطونيو وتدفعه لأن يحارب فى صف بلادها ضد أهله وعشيرته فى معركة خسرتها فرفضت أن تعيش فى أسر العبودية والانكسار والهزيمة فتخلصت من حياتها على أرض البلد الذى أحبته حتى الموت.
ألم يتذكر رئيس الوزراء ست الملك أخت الحاكم بأمر الله الفاطمى الذى منع أكل الملوخية وخروج نساء مصر من البيوت لمدة 7 سنوات إلا المطلقة أو الأرملة إذا كانت بحاجة إلى العمل.. تلك الأخت اليقظة التى ولدت على أرض الكنانة رفضت الظلم والقهر وتآمرت سرًا على زوال ملك الحاكم بأمره.. حتى قيل إنها تآمرت على قتله ولكن هذه فرية وكذبة.. هى امرأة قوية رفضت الذل والقهر لنساء مصر وأهلها وحمتهم من جنونه ونزقه وديكتاتورية حكمه.
ألم يتذكر رئيس الوزراء شجرة الدر التى حمت البلاد بعد موت زوجها السلطان نجم الدين أيوب.. والتى كانت جارية خورازمية أو أرمينية تولت عرش مصر لمدة ثمانين يومًا أنقذت البلاد من الصليبيين حين مات زوجها وأخفت نبأ موته حتى ينتصر الجيش المصرى وتعاملت بحكمة وذكاء إلى أن انتصر المصريون فى الحملة السابعة بالمنصورة وانهزم فرسان المعبد وهربوا وحين بايعها المماليك نقش اسمها على العملة المصرية باسم «المستعصية الصالحية ملكة المسلمين».
ألم يتذكر رئيس الوزراء السيدة العظيمة صفية زغلول أم المصريين وما بعثته من روح التحدى فى نفوس الشعب المصرى من كفاح وتضحية ووفاء للزوج وللمبدأ وللوطن بعد نفى سعد باشا ووفده من 1919 إلى 1921.
ألم يتذكر رئيس الوزراء سميرة موسى أول عالمة ذرة مصرية أو السيدة الدكتورة سهير القلماوى أول فتاة تدرس تحصل على الماجستير والدكتوراه فى الأداب من جامعة فؤاد

الأول القاهرة الآن.. والعظيمة الكاتبة أمينة السعيد وأول محامية مفيدة عبدالرحمن وأول قائدة طائرة لطيفة النادى والأميرة فاطمة إسماعيل التى تبرعت بأموالها وذهبها ومجوهراتها لبناء أول جامعة مصرية عربية فى الشرق الأوسط وروزاليوسف صاحبة أول مجلة مصرية وأم كلثوم قيثارة الغناء والتى جمعت العرب حول صوتها وكلماتها والشعر الراقى واللحن الرزين الرخيم.. وهدى شعراوى المناضلة المكافحة وسيزا نبراوى ونبوية موسى وملك حفنى ناصف وفاطمة رشدى أول ممثلة مسرحية وسينمائية والفلاحة المصرية الأصيلة التى جسدها مختار فى أروع وأجمل تمثال لنهضة مصر وهى تضع يدها على رأس أبى الهول رمز الحضارة والأصالة.
ألم يتذكر رئيس الوزراء المرأة المصرية التى خرجت لتعمل فى مصنع أو حقل أو جامعة أو مدرسة أو مستشفى أو هيئة أو محكمة أو حتى تنظف بيتًا أو شارعًا أو محلاً أو كنيسة أو جامعًا.. امرأة تكافح على الرصيف لتبيع خبزًا أو حزمة من خضار أو ملابس تكفى بها نفسها وبيتها وأولادها وتحمى عرضها وشرفها.. لم تبع نفسها ولا عقلها ولا بلدها لحفنة مأجورة تهدم وتحرق وتدمر.
ألم يتذكر البنات الجميلات اللاتى يذهبن إلى المدارس والمعاهد والجامعات ليتلقين العلم ويحصلن على المعرفة ويتصدين للحرائر اللاتى يعطلن الحياة ويزمرن ويطبلن ويكفرن ويلعن الأساتذة والزميلات ويتحدين الجنود ويهن الضباط ويحرقن المدرجات والمعامل.
ألم يتذكر رئيس الوزراء النساء اللاتى فقدن ذويهن وأحباءهن فكم من شابة ترملت وكم من أم ثكلت وكم من ابنة تيتمت على أيدى الخونة الإرهابيين الفاشيين.
ألم يتذكر رئيس الوزراء أن نساء مصر نقشن صورهن على جدران المعابد يعملن جنبًا إلى جنب الرجال ويحكمن وينشدن ويحاربن ويتواجدن فى البيوت والحقول وعلى ضفاف نهر الحياة.
ألم يتذكر رئيس الوزراء أن الماضى كتبته النساء وأن الحاضر تكتبه أشجع نساء العالم اللاتى تحدين الخوف ورفضن القهر والذل والعبودية لجماعة أو جماعات ظلامية تفرض عليهن أفكارًا سلفية رجعية صحراوية لا تتناسب مع طبيعة أرض الوادى الوسطية.
إن نساء مصر حين يخترن الجنرال الذهبى الأصيل يخترن كل جنود مصر وكل قادتها وكل من يحمى الأرض وكل من يؤمن العيش والمستقبل.
إن اختيار المرأة ومساندتها للسيسى ليس إلا لأنه رمز لكل بطل ولكل جندى ولكل فارس ولكل محارب ولكل ضابط شريف وطنى أصيل ينتمى إلى هذه الأرض ويذود عن هذا الوطن.
من يحترم المرأة وآدميتها وخصوصيتها ويعطيها قدرها ومكانتها ويوجه خطابه لها على أنها شريك أصيل فى الحكم وفى الحياة وفى ذات الوقت يعترف بقدرها وقوتها فى تحريك أسرتها الصغيرة والكبيرة ومدى تأثيرها على ذويها وتحملها المشاق والصعاب وتحديها للخوف فهى تواجه الموت بالحياة ولا تقبل العزاء وإنما تثأر فى كبرياء.. إنها المرأة المصرية يا سيادة رئيس الوزراء.. إنها المرأة الحرة يا خونة الوطن وصغار النفوس والعقول.. إنها المرأة المصرية التى أنجبت مئات بلا آلاف الجنرالات والجنود العظام والرجال التى تطال قامتهم الجبال وعنان السماء.. المرأة التى ربت وكبرت وعلمت جيلاً من الرجال والنساء ومازالت تعطى المثل وتقدم الكثير إنها لن تختار إلا من يحترم ويحنو ويحمى ويقدر ويعترف بأن مصر أم الدنيا.. وأنها نور عينيه وعيون كل المصريين.