رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحن ومزرعة الحيوان...

حين كتب جورج أورويل الكاتب البريطاني روايته الشهيرة «مزرعة الحيوان» في عام 1944 لم يجد من ينشرها ومنعت حتي عام 1989 من النشر في جميع البلدان الاشتراكية خاصة روسيا الاتحادية وتلك الرواية الملهمة

المعبرة في رمزيتها ونقدها اللاذع للاشتراكية هي التي استعار منها الساسة والاعلاميون والنشطاء «كلمة» خروف وخرفان لوصف بعض أعضاء جماعة الاخوان لأن مضمون الرواية هو ثورة الحيوانات بقيادة الخنزير الأكبر نابليون ومساعديه علي مستر جونز أو السيد المخمور صاحب المزرعة وطرده منها وحكم المزرعة والحيوانات بقبضة حديدية بدأت بفكرة المساواة بين جميع الحيوانات وانتهت بأن المساواة في حدود لأن هناك حيوانات أفضل واقدر وأجدر علي التميز وانتهي الامر بأن ثارت الحيوانات مرة أخري علي الخنازير وان كانت «الخرفان» في تلك القصة الرمزية هي الكائنات المطيعة الغبية التي لا تفهم أي شيء لكنها تشكل مجموعات ضغط وتبعية لأي قرارات يصدرها نابليون الخنزير الأكبر الديكتاتور والذي تخلص ممن ساعده من الخنازير وربي كلابا صغيرة ليستخدمها في حماية وقتل معارضيه واستغل الجميع من حوله وانتهي به الحال لان أصبع نسخة مكررة من السيد جونز صاحب المزرعة الذي ثاروا عليه في بداية الرواية..
أهم ما في القصة هو أن المزرعة التي كانت مليئة بالخيرات انتهت الي الدمار والخراب والقهر وصارت اشجارها خاوية الثمار وضروع أبقارها فارغة الالبان وخيم الحزن علي حيواناتها لانهم تحولوا إلي جواسيس أو منافقين أو ثكالي في صغارهم او ذويهم أو مقهورين محبوسين خائفين من مصير أقرانهم من الحيوانات.. هذا هو حالنا في مصر اليوم وأي من المثقفين الحق عليه أن ينير شمعة أو يشعل قنديلاً أو يمسك بمصباح كهربائي ليصيح في الظلام أن المصريين يسيرون إلي الهلاك وأن آفة أمتنا ليست النسيان ولكن آفة وطننا الهوان والخوف وعبادة الأفكار غرباً وشرقاً وترديد شعارات والبعد كل البعد عن تراب هذا الوطن وشعبه وناسه..
اليوم مصر في طريقها إلي أن تهلك وتنهار ليس فقط أقتصادياً وسياسياً ولكن أخلاقياً وعلمياً، فالبيت المصري بكل اسف فقد السيطرة علي أبنائه كما فقدت تلك الحكومة الفاشلة الخائنة السيطرة علي الوطن وعلي تنفيذ القانون وأعمال الدستور الذي أنهك المصريين لمدة ثلاث سنوات ونحن نستفتي علي استفتاء وتعديلات في مارس 2011 ثم دستور متخلف رجعي متطرف في 2012 ثم ها هي لجنة الخمسين التي انسحب 13 عضواً من جلساتها اعتراضاً علي تنفيذ قانون التظاهر أمام مجلس الشوري تلك اللجنة انهت اعمالها 1/12/2013 لمسودة دستور يدفعنا الإعلام لأن نقول «نعم» حتي لا نتهم بالانقلاب ونوصف بالانقلابين.. وفي عتمة المشهد الضبابي المنفلت يخرج علينا رئيس أعرق وأقدم وأعظم جامعة في الوطن العربي والشرق الأوسط الدكتور «جابر نصار» ليقود مظاهرة طلابية ضد الداخلية ويتهم الشرطة بقتل أحد الطلاب وهو الاب والاستاذ والحقوقي والرئيس والقدوة للجامعة والقانون.. مهزلة وانهيار علمي وخلقي وفكري فلقد تجاوز كل الحدود وتصور أنه أحد الثوار أو النشطاء هو والسادة نوابه الذين يرفضون اقتراب الأمن من بوابات الجامعة والأهالي تصرخ والطلاب الذين يبغون العلم يتعرضون يومياً لمخاطر الضرب أو الجرح أو القتل في مظاهرات السادة الثوار وحلفائهم من الإخوان بمباركة من الاساتذة والرؤساء ووصل الأمر إلي حد أن حاصرت فتيات صغيرات من الجماعة المحظورة الارهابية المنزل الخاص بعميدة بجامعة الأزهر وحاولن اقتحام مكتبها في الجامعة والاعتداء عليها وتطور الأمر إلي تهديد عميدة أخري لو انتهجت نهج زميلتها وحاولت تنفيذ لوائح وتطبيق قوانين الجامعة تجاه أي طالبة تتجاوز القواعد والأصول الجامعية..
نائب رئيس وزراء يعلن رفضه لقانون شارك فيه هو ورئيسه ووزراؤه وإن كان السيد المبجل زياد باشا معترضاً فلماذا لم يعلن ذلك قبل إقرار القانون من قبل رئيس الجمهورية ولماذا لا يستقيل بكبرياء وشموخ وشجاعة من وزارة لا تحقق مطالبه ولا تستمع إلي خبراته الفذة ونصائحه القيمة العظيمة؟! عليه أن يستقيل فوراً كما علي السيد وزير التعليم العالي أن يستقيل هو الآخر لأنه لا يتسطيع أن يحمي لا طلابه ولا اساتذته

ولا جامعاته ولا أن يحقق أي مستوي من الجودة والتطور في تعليم يرفض فيه الطلاب الامتحان ويعتصمون ويعترضون وقد يصل الوضع إلي حد أن يمنحهم السيد الوزير الشهادة المعتمدة طواعية دون محاضرات أو أساتذة أو امتحانات ودرجات ليخرجوا إلي المجتمع جهلة بامتياز يحرقون ويدمرون ويخربون الوطن بإسم الحرية والتعبير عن الرأي وباسم الديمقراطية ونهايتنا أن يطردوا آباءهم وأمهاتهم من البيوت ويشردوهم في الشوارع وهذا هو سيناريو مستقبل مصر المشرق المضيء في ظل حكومته المبهرة وأساتذته العظماء وأولياء الأمور الذين لم يربوا صغارهم ولم يعلموهم الأخلاق والعيب والصح والخطأ ولم يكن هناك ثواب أو عقاب وإنما تركوهم لمدارس يسيطر عليها الفكر المتطرف إما يميناً أو يساراً ولم يتلق الصغار أي تربية وإنما كان الهدف هو الدرجات وتحول المدرس إلي حصة ودرس أو مجموعة تقوية وصار التعليم عبئا علي الأسرة وعلي الصغار وإذا بالعلاقة بين الجميع علاقة منفعة فغرض الأسرة أن يحصل الطالب علي درجات والمدرس علي الأموال ورب الأسرة كيف يوفر النفقات ومن هنا خرج هؤلاء الصغار لا يعترفون لا بجامعة ولا أستاذ ولا دولة ولا أهل ولا أي شيء سوي أنهم هم والباقي خواء وفراغ.
مزرعة الحيوان التي نعيشها اليوم هي صورة مصغرة من واقع الأمة المصرية في حالة الفوضي وتلك الثورة التي ماهي إلا صراع علي السلطة والقوة وفرض الإرادة دون وعي الجميع لا ينظر إلي مصلحته الخاصة حتي لجنة الخمسين اعضاؤها يضعون كراسي البرلمان نصب أعينهم وكذلك كراسي الوزارة والوزراء ينتظرون مناصب دولية أو محلية والأساتذة يحلمون بالكراسي الانتخابية بالجامعة والاعلاميون يتنافسون علي نسبة المشاهدة والاعلانات والنشطاء يبغون الشهرة والمال والسفر والمؤتمرات والطلاب ينتقمون من الآباء والأمهات والأساتذة والمجتمع وكل أنواع السلطة سواء شرطة أو قانونا أو جيشا المهم أن يثبتوا أنهم أقوياء وقادرون علي فرص تواجدهم بهذه الفوضي والحرق والتدمير..
نابيلون الديكتاتور الخنزير والخرفان العمالة أو الشعب المنقاد بغباء لأي قرارات من قادته والمعارضون الذين يريدون اصلاحاً حقيقياً أصواتهم ضعيفة وخافتة وقواهم خائرة والمنافقون مستمرون في نفاقهم من أيام السيد جونز صاحب المزرعة الذي ثارت عليه الحيوانات لتأتي خنازير يدمرون المزرعة لمصلحتهم ومن يحاول تقويمهم يتخلصون منه.. هل ستحميني وتحمي أرضي وبيتي وعرضي وأبنائي وحياتي يا سيادة رئيس الجامعة وسيادة نائب رئيس الوزراء؟ وهل ستخدم في جيش مصر أيها الشاب وتعرض حياتك للخطر وللموت؟ وهل ستتعلم شيئاً أيها الطالب وتمتلك مهارة وحرفة وفكرا يؤهلك لأن تقود مصر بمستقبل أفضل؟.. أوقفوا الدراسة حتي يتربي الأهل والأبناء وحتي يأمن المجتمع شرور الحيوانات وإن كانت بعض الحيوانات أكثر انسانية وذكاء ممن يمشون علي اثنين..