رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أشتاق إلي مصر

أحن إلي خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي، وتكبر فيّ الطفولة يوماً علي صدر يوم، وأعشق عمري  لأني إذا مت.. أخجل من دمع أمي.. كلنا خجلي منك يا أمنا مصر  كلنا حمقي  ضيعنا صدرك الحنون وحضنك الآمن كلنا ساهمنا في أن تمتليء شوارعك بالرديء والسيىء

وأن تضرب أسوارك وقلاعك، كلنا صمتنا وسكتنا حتي سكن الشيطان البيوت والحواري وتمكن من قلوب ضعيفة وضيعة رخيصة خرجت علينا تروعنا تهددنا وتقتلنا بدم بارد... كلنا شركاء فيما آل اليه حالك وكلنا أيدينا ملوثة بدمائك وأحزانك ودموعك التي فاضت وزادت وملأت نهر حياتك يا أمنا يا مصر الغالية الحبيبة العظيمة الأبية الجميلة.
ثورتان الأولي في يناير 2011 بدعوي الحرية والكرامة والعدالة وفي الواقع الحقيقي الذي نخشي جميعاً أن نواجه أنفسنا به أتها ثورة دبر لها الغرب منذ أمد وزمن الحادي عشر من سبتمبر 2001 بعد ضرب برجي التجارة في نيويورك حين أقسم بوش الابن ان يأخذ ثأر بلاده من العرب المسلمين وأعلنها حرباً صليبية صهيونية جديدة.. وقد أفلح وصدق وبلعنا الطعم وأكلنا الوجبة الأمريكية طوعاً وإذ بالعالم الغربي والاسلامي في أوج تغيراته الجذرية بيد شبابه ومثقفيه ونشطاء المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني الجديد وشبكات التواصل والانترنت وتدوينات الثورات والتغيرات من أجل الحرية والديمقراطية علي متن البوارج الأمريكية والدولارات الصهيونية والاعلام العربي الممول الممنهج  العميل لمزج الواقع بالخديعة وبث السم في صورة تحليل وحوار مع محللين وسياسيين ونشطاء ثوريين..
ومنذ 2001 حتي 2011 والعالم الغربي بقيادة الشيطان الأكبر يعمل بجد  ودأب وخطط جهنمية ويكتب المفكرون الغربيون ويعلل المثقفون من بعض البلدان عن الفوضي الخلاقة ومشروع التقسيم الجديد للشرق الأوسط الكبير  بزعامة اسرائيل رأس الأفعي ودولة التعصب والديمقراطية الأولي في الشرق ذلك المشروع الذي أشار اليه بعض الكتاب المصريين والعرب  محذرين من إضعاف القومية العربية والاسلام ودخول الدول العربية في انقسامات داخلية وطائفية ودينية ومذهبية حتي يمكن أن تقوم حدود جديدة تفتت الأمة العربية وتهدم جيوشها وتستنزف ثرواتها كل هذا بأيدي ابنائها من الشباب المبهور بالغرب وتجاربه الديمقراطية وأيضا بأيدي النخبة المثقفة التي تعيش في عالم الكلمات المنمقة وتتباهي بالعلم والمعرفة المستقاة من الحضارة الغربية أو التنظيمات والحركات الدينية فهي الأسهل انقيادا لأنها متعطشة للسلطة والتمكين وفرض الهيمنة بالقوة والعنف والسلاح الذي سوف تحصل  عليه بمنتهي السهولة واليسر من الغرب وأمريكا، كل من أجل المصلحة الكبري وهي أن تقوض البلدان العربية بصورتها الحالية لتقوم دويلات صغري ممزقة وامارات شيعية وسنية ومسيحية وطائفية كردية أو نوبية أو بدوية أو غزاوية ممساوية..  المهم ألا يكون هناك وطن أو ألا يكون هناك علم ولا يكون هناك جيش ولا يكون هناك دولة أو دين يوجد ملايين البشر نحو قبلة واحدة وإله واحد ونبي عظيم نصلي عليه جميعاً..
الوهم والعالم الافتراضى الذي عشنا فيه مع تونس وليبيا واليمن وسوريا هو أننا في ربيع عربي وثورات حقيقية يدافع عنها الشباب والنشطاء والاعلام والسياسيون وتفتديها التنظيمات الدينية لأنها السبيل إلي السلطة والحكم  باسم الشرع والشريعة والشرعية التي تكيل بمكيالين..  نصافح  نساء الغرب من هيلاري إلي آشتون وميركل ونرفض الجلوس مع السافرات المتبرجات من نساء العرب المصريات ونتهمهن بالفجور والخروج على الشرع والدين!!!
نخشع ونتأدب فى بلاد العم سام ونحن نحيى علمهم ونستمع إلى نشيدهم وسلامهم الوطنى ونرفض أن ننحي إلي علم بلادنا وسلامنا الوطني ونعده كفرا وعبادة للأصنام!!!
نقبل أن يدخل الغرب بأسطوله وجيوشه إلي بحارنا وأراضينا وننحي  نلعق بيادة المرتزقة الأمريكي الجنسية أو الأوروبي الهوية الذي أتي إلي بلادنا ليقتل النساء الأطفال والشيوخ ويحرق ويهدم ويدمر ويجرب كل أسلحته الكيميائية المحرمة دولياً في العراق  وفلسطين وسوريا،  ونهدد كل عربي ومصري إذا غني وهلل إلي ابن بلده الجندي المصري في الشرطة أو الجيش وقال له تسلم الأيادي.. تسلم ياجيش بلادي الوطني الشريف، بل الأدهي والأمر أتحول إلي قتل أخوتي وأبناء عمومتي وأهلي  وجيراني لمجرد انهم يخرجون لحماية الحدود أو لحماية البيت والعرض والأرض وتطور الأمر إلي قتل الأبرياء المسالمين في الشوارع

والبيوت وتكدير صفو الحياة واطفاء أنوار أعيادنا..
حتي ثورة 30 يونية ماهي إلا ثورة حرية من الاحتلال التنظيمي الدولي للاخوان والسلفيين المدعويين من أمريكا وكذلك ثورة ضد النشطاء  والثوريين الذين قبضوا وتدربوا علي يد الغرب واعتنقوا آراءهم وأفكارهم  وتسموا بأسماء حركات ثورية وجبهات انقاذية وهي في الحقيقة مجرد مسميات لاحتلال فكري وسياسي يفرض علي المصريين التبعية للشيطان الأكبر أمريكا واسرائيل والناتو.. وكل يوم يمر نتأكد من أن  رموز تلك الحركات ماهم إلا عملاء بكل أسف لقوي غربية سواء عن علم أو عن جهل المهم أن 30 يونية كان ثورة الطبقة الوسطي المصرية للدفاع عن الهوية المصرية والاستقلال الوطني للإرادة المصرية وعودة مصر إلي أبنائها البسطاء الحقيقيين الذين يريدون وطنا آمنا مسالما وسطيا متسامحا يعيش فيه الجميع مختلفاً في التوجه أو الدين أو الفكر لكنه متحد في الهوي والهوية والانتهاء لهذه الأرض الأم مصر..
«سنيتم أبناءهم» دعاء ابنة خيرت الشاطر علي مصر والمصريين في ليلة وقفة عرفات.. و»سيلف الحزن والسواد كل بيت في مصر».. الله أكبر ولك مثل ما دعوت هذا هو رد الملائكة علي كل من يدعو علي أو يدعو لأي انسان ولهذا نسأل ونتساءل عن أي دين أو أي انسانية أو أي وطنية أو أي اسلام أو أي ايمان تدّعون؟!!
يامن تعيشون بيننا أجساداً مجردة من كل معني للوطنية وللاسلام الحقيقي الذي كان رسول الله يدعو فيه علي الكافرين  بالهداية ويحتسبهم عند المولي عز وجل  ونحن لسنا بكافرين وأنتم لستم في مقام النبوة الرفيع العالي المنزه عن الهوي... هذه هي مصر التي تحوي هؤلاء من ألتراس الي نشطاء إلي ثوار إلي إخوان إلي سلفيين إلي يساريين إلي حزبيين إلي مشتاقين إلي كراسى ومناصب، الكل يهدم والكل يجرح والكل يقسم والكل يهدد والكل يدعي الحق في الحرية  والفوضي  والكل لا يعرف معني الوطن ولا معني الأرض ولا معني الأم التي تذرف دماً ودمعاً... ثم يقولون اننا في طريقنا الي دولة بوليسية  ودولة عسكرية وهم من يدفعون بالبلاد والعباد إلي ذلك الملاذ  وهذا الملجأ مجبرين صاغين فلكأننا الدمار من أمامنا والأمن من خلفنا، نار أمريكا والاخوان  وحلفائهم من النشطاء للثورات الربيعية أو  قبضة الأمن والجيش وفرض السلطة والقوة من جانب  آخر... ومازالت مصر تبكي وتذرف الدمع والدم ومازلت مع غيري كثيرون نشتاق إلي مصر التي عرفناها صغارا وكبرنا بين ربوعها شبابا مصر الآمنة المسالمة المتسامحة المضيئة الزاهرة... ارفعوا ايديكم  عن أمي وأمكم مصر أم الدنيا التي لن تموت لأنها قلب كل مصري وعربي وانسان مليء بالحب والانتماء لمهد الحضارة ونبع الانسانية.. مصر.. لا حرية بدون كرامة والكرامة في مصر.. كم أشتاق اليها...