رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مصر.. والخيط الرفيع

الخيط الرفيع بين الحب والتملك هو ذاته الخيط الرفيع بين الثورة والفوضى، بين الحرية والانفلات، بين الديكتاتورية والقانون، بين الايمان والتطرف بين الليبرالية والإلحاد، بين الدولة والإمارة؟!! هذا هو الصراع الذى تعيشه مصر ونقف جميعًا كمصريين بين شطى النهر لا يفصلنا

عن النجاة أو الغرق سوى ذلك الخيط الرفيع المسمى نهر النيل والذى هو فى الكون وخريطة العالم لا يعدو سوى شريط مائى يجرى فى صحراء صفراء من الجنوب إلى الشمال إلا أنه فى «واقع الأمر سر الحضارة المصرية والوجود المتميز لذلك الجين العبقرى المصرى فكما وحدنا الملك مينا الفرعونى شمالاً وجنوبًا على ضفة نهر النيل، فرقنا محمد مرسى فى الألفية الثالثة لأول مرة منذ آلاف السنين فإذا بالمصرى يحارب ويصارع ويكره وتصدى ويعذب ويحرق ويكفر ويسب أخاه المصرى فى تحول اجتماعى غير مسبوق على مر العصور والأزمنة.. لقد كان مرسى وجماعته المتطرفة معول هدم فى صرح الحضارة المصرية مثله مثل الإلهه «ست» إله الشر عند الفراعنة ذلك الذى قتل أخاه أوزوريس وقطع جسده قطعًا وألقى بها فى ماء النهر حتى لا تبعث روحه مرة أخرى إلى الحياة ولكأن مرسى وجماعته قد قطعوا أوصال الشعب المصرى ومزقوه ورموا به فى آتون الحرب الأهلية والتى يذكونها كل يوم وكل ليلة بالإرهاب المنظم على حدود سيناء أو الإرهاب الأسود فى شوارع مصر وقراها أو الارهاب المقنع فى مسيرات ظاهرها السلمية وحقيقتها الذبح والقتل والحرق والقنص.
وجاءت ايزيس المصرية لتجوب أرض النيل تلملم أشلاء حبيبها وزوجها وتخرج فى رحلة البحث ورحلة الشقاء والإصرار، متحدية الظروف الطبيعية والظروف البشرية لذلك الشرير «ست» الذى يطاردها ويعوق مسيرتها بأن تلملم الجراح والاشلاء حتى يعود «أوزوريس» إلى الحياة مرة أخرى.. وتنجح وينتصر الخير على الشر وذلك بالعزم والإصرار والإيمان والحب للخير والحب للحياة.
فإذا كان مينا هو من وحد القطرين الشمالى والجنوبى، ومرسى هو من مزق الوطن فإن السيسى وجيش مصر العظيم هو من خرج فى حرب ضروس ضد الارهاب ليجمع اشلاء هذا الوطن الجريح الممزق ويعود به إلى الوحدة وإلى جسد واحد سليم صحيح حتى يبعثه النهر رمزًا للخصب ورمزًا للثورة ورمزًا لأعظم شعب فى التاريخ.. إنه الخيط الرفيع بين الوطنية المصرية وبين الثورية والحرية والمعارضة، بين من يدعون أنهم حماة الشرعية والشريعة وبين المسلمين المؤمنين الذين يدعون إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة وليس بالقتل والارهاب والتهديد والوعيد.
1 ـ إن المصريين حين خرجوا فى 30 يونية 2013 خرجوا لإسقاط حكم الفاشية الدينية المتمثل فى حكم المرشد والجماعة التى حكمت مصر لتحولها إلى إمارة فى مشروع دولى لخلافة إسلامية تسعى إلى السلطة والحكم والتمكين لا تعبأ بالحدود ولا بالوطن ولا تحترم قيمة الأرض أو العرض وتعتبر الوطن عبادة صنم وأن لا وطن لأى متأسلم إلا وطن الاسلام ولكأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يحب ويجاهد ويحارب من أجل العودة إلى أرضه وبلده «مكة»..؟! ذلك لأن الأوطان عقيدة وما فعله مرسى وجماعته كان تحطيمًا وخيانة للوطن وللوطنية ولهذا خرجت الملايين تطالب برحيله وسقوطه حتى تعود لنا مصرنا التى هى مهد التاريخ.
2 ـ ثم خرج المصريون فى 26 يوليو 2013 فى أتون شهر بؤونه ظهرًا فى قيظ ورمضاء رمضان تفوض السيسى والجيش المصرى لمحاربة الارهاب والعالم أجمعه يدرك أن الجيوش لاتفوض لمحاربة الأعداء حيث إن هذا واجبها وعملها وفق الدستور والقانون والوطنية والقسم لكن كان التفويض لمحاربة الجماعة الإرهابية داخل الوطن وعلى الحدود فى سيناء، لقد أعلن الشعب حين خرج فى ذلك اليوم المشهود أن الجماعة الإخوانية هى الإرهاب وهى العدو الذى علينا جميعًا أن نحاربه حتى نستعيد هذا الوطن المسلوب وهذا الوطن الممزق الجريح الذى مزقه مرسى وجماعته شيعًا وفرقًا وأنصارًا وثوارًا ومتأسلمين حملوا السلاح ومثلوا بالأجساد وحرقوا ودمروا كل غالى ونفيس فى هذا الوطن بعد أن باعوا الأرض والتراث والبشر..
الخيط الرفيع بين حقوق الانسان وبين

حقوق المصاب والشهيد والمعاق هو الذى كمم أفواه كل اللجان والمجالس والمنظمات الداخلية والخارجية والتى ترى ما تريد أن تراه والتى تعتبر أن حقوق الانسان هى بعد أن يعذب أو يسجن أو يقتل أو يجرح، لكن الانسان العادى ليس له حقوق الحياة لهذا فإن مجلس حقوق الانسان المصرى لم يصدر حتى اليوم أى بيان رسمى دولى يدين ممارسات الجماعة الإرهابية ولم يصنف الجماعة وكل الجماعات والتنظيمات الجهادية التكفيرية الاسلامية، يصنفها كجماعات إرهابية وفق المعايير الدولية والعالمية ووفق ما يحدث داخل المجتمع المصرى الذى أصبح بلا حقوق انسان.. أليس من حقى كإنسانة ومواطنة مصرية أن أعيش فى أمن وسلام أم أن أعيش مهددة خائفة من قناص وارهابى وقنبلة وتهديد بالقتل أو السحل أو الحرق تحت حصار الطوارئ وحظر التجول المطبق علينا والذى يصر حاملو شعارات رابعة على كسره وكسر الدولة وترويع الآمنين وأيضًا يصر حاملو شعارات رابعة من الجماعة على سب واهانة الجيش المصرى والشرطة والدولة بل ومهاجمة المنشآت العسكرية والشرطية والقضائية.. من يقتل جند مصر لا يكون إلا عدو مصر والمصريين، وهذا هو الخيط الرفيع بين المعارضة والخيانة.
إنه الخيط الرفيع فى دولة رخوة وحكومة ضعيفة تضع عينها على الغرب وعلى المنظمات الدولية وعلى الحكومات الاستعمارية التى مولت الإرهاب وأمدت المجرمين الخونة بالمال والسلاح والدعم السياسى والعالمى ومع هذا فإن حكومة الدولة المصرية هى حكومة لا تستطيع أن تتخذ أى قرار وتحل الجمعية التى تخزن السلاح وتحرض على الدولة وتستدعى الغرب للتدخل والعدوان، حكومة تخشى أن تصف الجماعة بالإرهابية تطبق صحيح القانون على قادتها وأعضائها وتمنع المسيرات والمظاهرات الدموية لأن الدولة فى حالة طوارئ وحرب.. الحكومة التى لا تعترف بالقصاص من الخونة الذين يقتلون الجنود ويدمرون اقتصاد مصر وأمنها وشعبها ومازالت تنادى بالمصالحة ولكأننا فى نزهة أو فى جلسة محبة مع خونة وارهابيين تقطر أيديهم دمًا وتنزف إرهابًا..
حكومة غير واضحة الاتجاه لأنها لم تبدأ فى الاصلاح والتطهير والتطور الاقتصادى وإنما مازالت تترك الارهابيين يجتمعون فى السجون مرة والنقابات مرة ليخططوا للقتل والحرق والتدمير وأموالهم تشترى النفوس والسلاح والضمائر.. أين القانون وأين الطوارئ وأين حقوق الانسان المصرى المسالم المواطن؟ أين الثورة فلم نخرج ليعود هؤلاء المجرمون لحكمنا مرة أخرى.. لكن تلك الحكومة لا تدرك الخيط الرفيع بين صبر الشعب وبين ثورته.. لن نصبر على تلك الحكومة والادارة لأننا نريد أن نتوحد مرة أخرى وسوف نلملم أشلاء الوطن ونبعث فيه الحياة.. كما فعلت جدتى ايزيس منذ آلاف السنين.. ستعود مصر مصرية.. وسيبقى الخيط الرفيع لنهر النيل شريان الحب والحياة لكل المصريين.