عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

النكسة.. الثغرة.. رابعة

ثلاثة أحداث فاصلة في تاريخ مصر الحديث عاصرتها طفلة صغيرة ارتعدت من كلمة هزيمة وحرب وقتل جنود وأطفال وبكاء رجال وعويل نساء وحرب استنزاف وأقارب شهداء وأسري وحياة قاسية مظلمة بلون أزرق وأخبار مفجعة ويأس  وإحباط ومع بدايات الادراك

تابعت مظاهرات الشباب والطلبة  والعمال من أجل حسم الصراع واستعادة الأرض والعرض والكبرياء وسمعت في صباي أجمل خبروأحلي كلمات عن عبور ورفع علم مصر علي أرض سيناء وشاهدت أهلي يصلون وهم يناجون المولي برجوع الأحباب فما من بيت في وطني لم يكن به جندي علي خط النار وحين حدثت الثغرة تم أسر ابن عمي الكبير وخالي ومضت بنا ساعات وأيام في مأتم وحزن وخوف علي فلذات الأكباد وعلي مستقبل النصر وحسم المعركة بين الصهاينة وأمريكا وبين مصر وأشقائها العرب الذين وقفوا معنا وساندونا بمنع تدفق البترول إلي أمريكا وأوروبا كقوة ضغط علي الغرب  ليعترف بنصرنا وهزيمة اسرائيل ونعيد رسم الحدود ونستعيد القناة ومدنها ونعمر سيناء ونرفع علم مصر من طابا  حتي السلوم...
ومع ثورة يناير تجدد الأمل في أن تعود مصر إلي ريادة الوطن العربي  وتتقدم إلي العالم الحديث لكن سرعان ما تبخر الأمل بعد أن بدأت  جحافل المتأسلمين ترتع في ميدان التحرير تخون وتكفر وتقصي وتعزل وتقسم هذا الوطن إلي طوائف وتفرق وتشعل الفتن وخرج علينا ناشطون سياسيون من حركات وائتلافات ممولة ممنهجة وسياسيون مفوهون يشرحون ويحللون ويضعون السم في العسل وتقوض الدولة وأركانها وتعم الفوضي باسم الحرية  وتنهار الأخلاق والمبادئ علي حساب الأهداف والغايات ويتحول الشارع المصري والمعترك السياسي إلي حلبة صراع فكري وعقائدي وسلوك مشين بذئء لا خلاق له ولا إنسانيات في الحوار وحتي ما تسمي القنوات الدينية إذا بها حلبة صراع وتناحر وتكفير واتهام في العرض والشرف ولا دعوة ولا رحمة ولا نور ولا فكر ولا تفسير معتدلا وسطيا سمحا ووصل بنا الأمر الي حد إهانة الأزهر والمفتي وشيوخ  أجلاء وأساتذة وقضاة وجيش وشرطة وشعب كله بما لا يخالف شرع الله وعندما تعلق يتحدثون عن الحريات والدين!
الاستعمار الغربي الجديد تحكم في الشارع المصري عبر جناحين الأول  التطرف الديني والارهاب وربط السياسة الاستعمارية بالدين في صورة جماعة الاخوان وأذرعها الجهادية والسلفية وتم التمويل بالمال والسلاح من أجل السيطرة علي البسطاء الذين تصوروا أن شرع الله وشريعته في قطع يد السارق واقامة حد الزنا ومنع الخمر والربا وزواج الصغيرات وضرب النساء  ومنع الأغاني والحياة في التجهم والعبوس  علنا  والرذيلة المحللة والتقية سراً وكان المال عفياً قوياً في مشروعات خدمات صحية بدائية واستهلاكية رديئة ودور نشر لكتب غير موثقة دينيا وفكرياً ومعسكراً للتدريب علي قتال المصريين الكفرة، وفي ذات الوقت تزويج الشباب والفتيات وامدادهم بأموال بسيطة حتي يظلوا يدورون في فلك هؤلاء الممولين من الخارج ويحققوا التقسيم والاستعمار الغربي بصورة عصرية تناسب القرن الواحد والعشرين فلماذا يقتل الغربي الأمريكي بذاته ويفقد صورته ومكانته وشبابه، فليكن أن يقتل العربي المسلم أخاه العربي المسلم المختلف في المذهب أو الفكر أو الرأي ولا مانع من الطائفية والعرقية ما بين مسلم وقبطي ودرزي ومسيحي وشيعي وسني ونوبي وبدوي وهلم جرا..
أما القطب أو  الجناح الثاني للاستعمار فكان عبر نشطاء وشباب يتم تكوينهم في حركات وائتلافات يدربون في الخارج ويمولون ويساندهم  مجموعة من السياسيين وأساتذة الجامعة فينشرون أفكاراً عن الحرية والديمقراطية والبرلمانية  الرئاسية والتكنوقراطية والعسكر وحكم مدني ورئيس منتخب وصناديق والتجارب الشيلية والبرازيلية والأوكرانية  وفكرة الفوضي وهدم أجهزة الدولة الفاسدة لبناء أجهزة جديدة وهؤلاء الساسة وتلاميذهم من الشباب يحركون المثقفين والطبقة الوسطي العليا في المجتمع  تلك الطبقة التي لا تشتري بالمال ولديها توجه غربي أو ليبرالي وقدرة علي النقد والحوار فتجد في تلك

النماذج الغاية والمظهر المطلوب والقالب الغربي المتقدم الذي سوف يساعد مصر في أن تحارب الجهل  والتطرف الديني ونكتشف في لحظة سقوط الأقنعة عن الجميع أن الجناح الأول للجماعات الدينية  ماهو إلا الجناح الثاني للجماعات العلمانية الليبرالية الغربية كلاهما لطائر النهضة الديمقراطية التي تم تشكيلها بحرفية الصهيونية العالمية والتي هي جزء  أصيل في الفكر المسيحي الغربي، ذلك الفكر الاستعماري الحديث عن طريق الدين من جهة والاعلام الثقافي السياسي من جهة أخري أحدهما يمول الفقراء ليضمن تغييب العقول وتطرفها والآخر يمول النشطاء العملاء ليتحكم في النخبة ومدعي الثقافة والعلم والفكر والشباب حتي يضمن ولاءها للغرب وأفكاره الخادعة ويدمر الأخلاق والمبادئ بحجة أن الأهداف أهم من المشاعر والعواطف والعادات والتقاليد وحكاية الأبوة والأخوة وكل هذه المهاترات وما يدعي الدولة العميقة  والغميقة والمؤسسات النيابية الفاسدة التي عليهم هدمها وتقويضها حتي يذوب الوطن في صراعات وتقسيمات وأحقاد لا تنتهي...
ولكن شعب مصر فاجأ كل هؤلاء بأن خرج في 30 يونية يوم المعجزة الكبري والعبور الثاني للشعب المصري خرجت الطبقة الوسطي وحزب الكنبة والمهمشون البسطاء والأطفال والنساء والعواجيز والكبار لم يتقاعس عن الخروج  إلا من لم يعطه الله صحة وقوة لهذا لكن متن الجسد المصري الأصيل خرج ليكسر تلك الأجنحة المتطرفة يميناً ويساراً وليعبر عن هويته المصرية وأصالة حضارة 7000 سنة من التجارب والنجاحات  والاخفاقات وعصارة التجربة الانسانية التي تؤكد  للعالم أن مصر بشعبها هي حارسة الحضارة وحامية الانسانية لكن ثغرة رابعة ونكسة النهضة لوثتا مياه نهر الفرحة بتلك القطرات الدموية الارهابية التي تستهدف مصر الأم والحصن والعرض... من يسكنون كهوف الماضي ويحتمون  بدروع الغرب وأمواله ويظنون أن مصر سترضخ للاستعمار  وتعود تطير بجناح الارهاب الديني والديمقراطية الغربية الملوثة فإنهم واهمون...
رابعة والنهضة دمل مليء بالتقيحات والصديد في جسد مصر الشابة العفية رغم السنين والمآسي والآلام وجيش مصر وشعبها قادر علي تنظيف هذا التقيح وتطهير الجسد من المرض ولكنها ضريبة الحرية الحقيقية وليست حرية كوندي وباترسون وأشتون وميركل وأوباما... أن مصر في حالة حرب علي حدودها الشرقية وداخل مدنها المدينة الآهلة بالسكان وحتي علي حدودها الغربية ودماء المصريين الشرفاء دين في رقاب كل مصري لا يؤمن بهذا الوطن ولا يري فيه سكناً وحصنا وأمنا ومأوي وحضنا لا يزول... حماك الله يامصر وحمي جندك الأبرار فأنت مصر الدولة العميقة بعبق التاريخ ومسك الايمان وروح التحدي والفيضان الذي سيطهر الحياة من رجس ودنس كل من يريد بمصر السوء...