رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مطلوب رئيس لوطن عظيم

لم ينته الدرس الثورى بعد ومازال المصريون يتعلمون ويعانون ويقاسون من جراء أخطائهم جميعاً دون استثناء من جراء ثورة قاموا بها لإسقاط نظام متصورين أن النظام فرد أو رئيس أو وزارة ولم يعرفوا أن النظام يعنى أنفسهم ومؤسساتهم وأبناءهم وآباءهم وأن الجميع يعانى من الأنانية والانتهازية

من المعارضة الليبرالية إلى التيارات الدينية السياسية على اختلاف ألوانها وتوجهاتها، فالمصريون حين حطموا رأس السمكة الفاسدة تصارعوا فيما بينهم على امتلاك السمكة وأكلها وهم يعلمون أنها فاسدة وأنها قد تصيبهم بالموت والسم ولم يتخلصوا منها ويبحثوا عن صيد جديد وسمكة أخرى سليمة طيبة صالحة للاستخدام الآدمى.. الشعب المصرى قام بثورة لأن من يحكمونه سرقوا أمواله وثرواته وحرموه من الحلم بالتوريث وأسكنوه المقابر والعشوائيات وأصابوه بالأمراض من الأغذية المسرطنة والمياه الملوثة وظلموه فى القوانين التى تمنع التمرد والتجمهر وعذبوه فى الأقسام وحبسوه فى السجون ولهذا خرج المصرى وشبابه المتنور المتعلم ليقوم بثورة ضد الفساد والظلم والديكتاتورية ونجح فى أن يجبر رئيس الدولة على الرحيل وسجن رموز الفساد والوزراء ورجال الأعمال والحمد لله جاء إلى الحكم أول رئيس مدنى منتخب من خلال صناديقه الشفافة الهفافة والتى حماها وصانها المجلس العسكرى وقواته والقضاء ورجاله ولجنته العامة وباركته أمريكا بأموالها ودعمها وتخطيطها الداخلى والخارجى ومولته قطر وشيوخها وأعلامها فكانت النتيجة هى أن ركب تيار الإسلام السياسى الحكم وامتلك زمام الأمور ووعد المصريين بالنهضة والأمان والرخاء ومرت الأيام ليكتشف المصرى الثائر أنه استبدل الفاسد السارق الديكتاتور بمجموعة من الجهاديين والمجاهدين والقتلة الذين قتلوا الأبرياء واغتالوا الكلمات ووأدوا الحريات وكفروا الناس وحرفوا كل ما أحل الله وفق عقيدتهم ومذهبهم واشتركوا جميعاً فى أن تتحول مصر إلى ما هى عليه الآن من:
1 ــ ضياع أرض سيناء وانحسار السياحة وقتل الجنود وخطفهم وتهريب الأسلحة والمخدرات والسولار والبنزين عبر الأنفاق غير القانونية فى تحد سافر للسيادة المصرية على أرضها وتحول الحكم على أرض سيناء إلى جلسات وقبائل وجماعات وميليشيات تحت مرأى ومسمع الدولة المصرية التى توشك أن تضيع إلى الأبد.
2 ـ حصار مدن القناة بعد أحداث مذبحة استاد بورسعيد وما تلاها من أحداث عقب أحكام الإعدام ثم البراءة على الذين شاركوا فى المذبحة وتدخل الألتراس وتمويل الجماعة وظهور الميليشيات وتحول مدن القناة فى ظل قانون الطوارئ إلى مدن معزولة عن الوطن المصرى اجتماعياً واقتصادياً تمهيداً لتطبيق مشروع إقليم قناة السويس الذى سوف يقتطع ذلك الجزء الحيوى من جسد الوطن باسم مشروعات تنموية يمتلكها أجانب وعرب وإسرائيليون وصهاينة فى سابقة ليست وطنية لأن الموانئ هم صمام الأمن القومى والسياسى والسيادى للدول.
3 ـ تقديم حلايب وشلاتين فى جنوب مصر على حدود السودان هدية إلى شمال السودان تعبيراً عن المودة والأخوة بين الجماعة فى مصر والسودان على طريقة تقديم سيناء لأهل غزة ومطروح لأهل الجهاد فى ليبيا والقناة لأهل قطر وإسرائيل لأن الدولة المصرية غائبة والإمارة والخلافة الإسلامية حاضرة وهى التى سوف يعلنها الإسلاميون يوم 30 يونيو إذا تم اقتحام قصر الاتحادية أو حتى مجرد محاصرته كما صرح بهذا مجاهدو التيار السياسى الإسلامى

ورموز الجماعة وقادة الرأى بها.
4 ــ لا مياه ولا نور ولا سولار ولا بنزين ولا دولار ولا سياحة ولا مصانع ولا استيراد ولا تصدير ولا مشروعات ولا مستثمرون ولا باليه ولا كتاب ولا حرية ولا إبداع ولا ثوار ولا معارضة ولا إعلام ولا احترام ولا مرور ولا مواصلات ولا طرق ممهدة ولا أمن ولا أمان ولا شرطة ولا نيابة ولا أحكام قضاء تنفذ ولا انتخابات شعب ولا مجلس شورى شرعى ولا دستور يطبق ولا تعليم ولا صحة ولا دواء ولا طريق مفتوح ولا قطارات سليمة ولا مخابرات تعمل ولا أخلاق ولا مودة ولا محبة ولا إنسانية ولا دين حقيقى وإيمان صادق ولا وطنية ولا نخوة ولا سيادة مصرية ولا معارضة مخلصة ولا نخبة مؤثرة ولا شباب واعٍ لا يعاند أو يكابر ولا قضاة لم يخترقوا ويستقلوا ويهادنوا ويقبضوا الثمن ولا نائب ينصاع إلى أحكام القانون ولا تلميذ يذاكر بدلاً من أن يغش ويكسر ويدمر ولا أستاذ يعلم ويربى بدلاً من أن يقهر ويتكبر ولا شيخ يتقى الله فى كلمته بدلاً من أن يكفر ويحرض ولا شىء بقى فيك يا مصر إلا السخط والغضب والعنف والأنانية حين غابت الدولة وتاه القانون وصار القبح والفوضى شعار المصرى بعد الثورة التى كسرت كل الحواجز وبعد الحكم الذى أهان كل القوانين والمؤسسات وحاصرها ودمرها باسم الصندوق.
5 ــ «تمرد» هى الحقيقة الباقية وهى حركة شعبية ترفض وتتمرد على الوضع الحالى، تطالب برحيل الرئيس ولكنها لم تطرح أى بديل ولم يساندها أى من الأحزاب أو رموز المعارضة أو المثقفين والنخبة والسياسيين والشباب الثوريين فى أن نعرف ماذا بعد 30 يونيو؟ ماذا بعد الرحيل؟ ما هو السيناريو القادم؟ هل نعيد الأحداث ذاتها؟ هل هى الفوضي؟ الحرب الأهلية؟ الحكم العسكري؟ السلفيون؟ الإخوان مرة أخري؟ سقوط الدولة؟ سقوط المؤسسات؟ ضياع الوطن؟ لماذا لا نطرح إعلاناً فى الصحف وعلى الفضائيات نطلب رئيساً.. وظائف خالية وإعلانات مبوبة على ظهر ورقة «تمرد» «مطلوب رئيس» لوطن عظيم وشعب عزيز أذلته نوائب الدهر.