عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحلي من الشرف!!

هل مازال المصري يعرف معني تلك الكلمة ودلالتها أم انه أراح واستراح وردد مع الراحل توفيق الدقن «أحلي من الشرف مافيش»... واكتفي بأن يعتبر أن الشرف هو عود الكبريت الذي لا يشتعل ولا يولع إلا مرة و احدة وأن الشرف في عرفه وفكره وعقيدته بل وتفسيره الديني هو المتعلق بالمرأة وجسدها وما دون ذلك ليس له أي علاقة من قريب أو بعيد بهذه الكلمة

الشريفة العفيفة الطاهرة البريئة، لهذا فان جريمة الأقصر البشعة والتي راح ضحيتها أم وبناتها بعد أن اتهمهن الأهل و الأقارب وأصدروا الحكم  ونفذوه بأيدي عشرة  من رجال الأسرة والقرية مع سبق الإصرار  والترصد وألقوا بأرواح ثلاث نساء في النيل معلنين الكرامة والشرف بعد أن غسلوا عارهم وقتلوا وأزهقوا أرواح ثلاث نساء فرطن في شرفهن الجسدي وفق المحكمة التي أقاموها والنيابة التي نصبوها والشرطة التي توهموها ونفذوا الحكم بأيديهم في نشوة انتصار للشرف الذبيح.
ولنسأل أولاً أين شرف هؤلاء الذي يهدر  يومياً  في سرقة آثار أو تعد علي أراض زراعية أو قطع طريق وتعطيل مصالح وحياة البشر وأين الشرف في كم السرقات والانتهاكات اليومية في الصعيد وتسرب الفتيات من التعليم  وزواج القاصرات وزواج البنات أو بيعهن للمتعة لكبار الشيوخ من العرب والأثرياء، وهل الشرف لا يعني الاتجار في المخدرات أو  تداولها أو تعاطيها، أم أن الشرف بعيد عن تجارة السلاح وتهريب الآثار وتلويث مياه النيل جهاراً بياناً، لكن الشرف في عرف وفكر هؤلاء ماهو إلا عود الكبريت النسائي..
ثانياً: الشرف الذي حول وطن إلي غابة لا قانون فيها سوي قانون الأيدي، حيث الكل يتعامل من منطلق البقاء للأقوي وسياسة الأمر الواقع وقانون البلطجة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمرورية وكله بالأيدي، ضباط شرطة ملتحون يبحثون عن اطلاق لحاهم ولا يؤدون دورهم  وإنما  يتظاهرن ويعتصمون ويستحلون مالاً ورواتب لم يبذلوا أي جهد في تحصيلها وكل همهم هو اللحية وهذا هو الشرف الأمني، أما المواطنون فهم كل الشرف حيث الباعة الجائلون يعتدون علي حق المواطن في الحركة  والسير والمرور الآمن وحق التجار وأصحاب المحال دافعي الضرائب والمياه والكهرباء والمرافق ولكن شرف الباعة الجائلين في أنهم لديهم قوة المطواة والسلاح والتجمع والصوت العالي ولا مانع من إضراب أو اعتصام أو قطع طريق أو مهاجمة الشرطة بالأسلحة والتجمهر.. شرف القضاة وخاصة ذلك القاضي الذي ضحك علي الشعب المصري في لجنة الانتخابات وأظهر النزاهة والحيادية و التزم شرف المنصة وشرف المهنة والعدل وميزان الصدق وتحري الدقة والحكمة في مصير أمة، هذا القاضي وأقرانه من تيارات قضائية لها أهواء سياسية ودينية ودولية وحزبية وجماعية لم يسأل أحد عن مفهوم الشرف لديهم وهل له معني أو قيمة أو مضمون أم أن الشرف ليس للكملة ولا للفعل ولا للعدل ولا للوطن ولا للأرض والأهل  والقيم والحق، ذلك الشرف المستباح المباح الذبيح الجريح علي أيدي من يحملون ميزان العدالة ويحكمون ويطبقون القانون علي الجميع بالتساوي والمساواة ومع هذا فان الشرف لديهم لم يعد سوي شعارات دعائية اعلامية وعظية يرددونها ويقحمونها دون أن يعملوا بها..
شرف الجندية المصرية بعد أن ذبح جنودنا في رمضان الماضي علي أرض مصرية وتمت مهاجمة أكثر من دورية وعربة أمن مركزي وقسم شرطة

وقتل واختطف جنود مصريون آخرهم سبعة في مقابل صفقة  الافراج عن ارهابيين قتلة أطفال ورجال ونساء وابرياء ومهاجمة مؤسسات أمنية في الدولة المصرية والتخابر والتجسس ومع هذا يخرج الجنود المخطوفون ولا نسمع أو نقرأ عن شرف هؤلاء والصفقة  التي تمت بكلمة شرف وعقد شرف وجلسة شرف وخطاب شرف وحملة شرف حتي إن شرف المختطفين المجرمين الارهابيين صار مثالاً للشرف بعد أن حرروا الجنود دون إراقة الدماء وضاع شرف الأرض والكرامة والمصريين وبقي شرف الإرهاب والتطرف ولم تستكمل العمليات العسكرية علي أرض الوطن في سيناء حفاظا علي شرف الجماعات الجهادية والعصابات الدولية والقبائل البدوية فكلهم شرف أما مصرنا وجندنا وعرضنا فأحلي من الشرف مافيش!!!
ثالثا: شرف الكاذبين المخادعين من السياسين و الاعلاميين وشباب ممن  ادعوا الثورة والحمية وقسموا الوطن وهددوا الأمن وقبضوا الثمن من الخارج والداخل وعصروا الليمون وقاطعوا الشوري  وهتفوا ضد العسكر وأهانوا الشرطة واقتحموا الأمن وحاصروا القضاء والاعلام وادعوا الحرية الديمقراطية.. والعدالة وكسروا وحطموا الرموز والكبار والشيوخ والأساتذة  وأطلقوا الحملات وهددوا إما النجاح أو الفوضي» إما القصاص أو الالتراس إما التعيين أو الاعتصام  والترهيب والتكسير والتحطيم، إما الاقالة أو الحجارة والمولوتوف إما الداخلية أو الميليشيا، إما  سينا أو العسكر إما القناة أو الافلاس إما حماس أو قطع الكهرباء إما الصندوق أو تمرد وتجرد وتهور وتعيط... القتل والسحل والاغتصاب والضرب وتلفيق التهم والانتقاء  في النيابة وترويج الإشاعات والسب والقذف والتعرض للأهل والأبناء كلها تقع تحت طائلة قانون الشرف المصري العصري الحصري الذي خرج ولم يعد إلا في صورة المرأة حين تخطئ أما الرجل  فانه منزه عن الخطأ والشرف بالنسبة له بعض حروف يقسم بها حين تضيق به السبل فيصرخ وشرفي.. وشرف أمي... ثم يصمت للأبد لأن قانونه لا يعترف إلا  بالقوة والغلبة والسطوة وثقافة الأيدي والحناجر والأمر الواقع وفخر الرجولة التي منحته قانون الشرف علي صك أبدي يقضي بمقتضاه في أمر الحياة ويقرر أن الشرف صنعة ذكورية وأنه من يمنحها أو يمنعها عن المرأة الأنثي، عشرة قتلوا ثلاث نساء وآلاف الرجال قد فقدوا شرفهم ومازالوا يدعون الفضيلة.. ويستخدمون الولاعة لا الكبريت...