رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تمردوا ... ودكوا الجبـل

تمرد الشباب والشعب المصري في حملة وحركة تمرد الثورية أمر إيجابي يخلق حالة من الحراك الفعال والحقيقي داخل المجتمع المصري ويثبت أن روح الشباب الثائرة لم تزل تنعم بالأمل والإصرار علي التغيير السلمي وإن كانت تلك الحركة المتمردة يجب أن يجمع كل القوي والطوائف السياسية المصرية وتكف عن التقسيم الإخواني للمصريين وادعاء الفلول

والليبراليين والعسكر والشرطة والقضاء لأن نجاح الثورة القادمة عليه أن يبني بفكر وتوجه جديد من تصالح وتحالف جميع التوجهات وبداية جادة للمصالحة الوطنية علي أرض الواقع وليس في الغرف المغلقة ودوائر السياسة الكاذبة وأمام شاشات الفضائيات العالمية ولن تشتعل أي ثورة مرة أخري إذا أصر الشباب علي التقسيم والتصنيف وتكرار أخطاء المرحلة الانتقالية والإخوانية فهذا الفخ قد نصبه تيار الإسلام السياسي اليميني المتطرف بعد أن استطاع أن يضرب وحدة الصف ويشتت الشمل ويشكك في جميع المؤسسات التي ترتكز عليها الدولة المصرية فتم ضرب جهاز الشرطة والأمن والمخابرات والقضاء والإعلام الرسمي وحتي المجلس العسكري والجيش المصري ناله ما ناله من اعتداءات لفظية أما حزب الكنبة أو من يشكلون الجانب الأكبر من قوة الشعب الناعمة فإنهم أهينوا وطالتهم ألسنة التخوين والتهميش والسلبية والضعف وبعضهم وصف بالفلول والفساد وأنهم يفضلون النظام السابق ليعيشوا كالعبيد الأذلاء أو أنهم من المستفيدين من الماضي.
القضية في «تمرد» كحركة شعبية هي تغيير بوصلة الاتجاه وألا تنزلق مرة أخري في صراعات جانبية لتشتيت الشمل نحو الهدف الرئيسي والأساسي ألا وهو تحرير الوطن المصري من هذا الاحتلال الإخواني الجهادي السلفي الذي يقوض الدولة ليبني إمارة جديدة علي أنقاض حضارة سبعة آلاف سنة من أعظم حضارات الإنسانية وإن لم ينتبه الشباب ومن يقودهم من الكبار أن المصريين جميعا شركاء في بناء هذا الوطن من جديد وليس هناك مجال للإقصاء ورفض أي وطني مصري مخلص وما يحدث من ضرب للداخلية وإهانة للجنود واعتداء علي الوزراء والقضاء والتشكيك في الجيش وقادته ومحاولة إعادة سيناريو رفض حكم العسكر كل هذا سوف يفشل أي محاولة للتغيير وللتحرير من هذا الاحتلال الفكري والسياسي الذي يعتمد علي وحدة صنوف جماعاته وانصياعهم للأوامر وتعظيم دور كبارهم بل وتقبيل أيدي المرشد ونائبه وشيوخ الحركة الإسلامية والجماعة الجهادية ووصل الأمر الي حد أن يكون التسلسل الهرمي في تلك الجماعات اليمينية المتطرفة الي حد الطاعة العمياء لأوامر الأمير والمرشد باعتبارهم ممثلين للحكم الإلهي علي الأرض ولا يخفي علي أحد أنرئيس الجمهورية السلطة العليا في الوطن له سلطة عليا أخري وهي مكتب الإرشاد وهذا ما يؤكد أن ترابط الجماعة وأعضائها وتوقيرهم لكبارهم وطاعتهم لهم هو ما أدي الي أن وصلوا الي كرسي الحكم والرئاسة وها هم علي وشك تحقيق الإمارة الموعودة.
لكن أخطر تمرد حدث هو ما أصاب جنودا وضباطا مصريين علي معبر رفح حيث أغلقوا المعبر بعد اختطاف سبعة من الجنوب المصريين وهي حالة من العصيان العسكري وإن استقبلها السياسيون والمصريون بفرح وتفاخروا بالكرامة والعزة المصرية وأن هذا أقل حقوق هؤلاء الذين فقدوا أصدقاءهم وزملاءهم علي الحدود في رمضان الماضي وآخرين في عدة حوادث مدبرة لعربات الأمن المركزي والاعتداءات علي قسم شرطة العريش ورفح علي الضباط والجنود في سيناء إلا أن الواقع العسكري يعني بداية مرحلة في منتهي الخطورة ونذير شؤم

علي الوطن فقد يتطور الأمر الي انقسامات داخلية في جسد ذلك الكيان العسكري المصري وهي بداية تتشابه مع ما حدث في ليبيا واليمن وسوريا عندما يبدأ تمرد داخل صفوف القوات النظامية وفق أي تداعيات أو مسميات أو تبريرات سياسية أو وطنية فهذا هو الخراب والدمار وشرارة الانهيار الفعلي لتلك المؤسسة الشامخة آخر معاقل الجيوش في المنطقة العربية.
ولكن فإنني لا أجد أي مبرر لأن يقف القادة العسكريون موقف المتابعة لهذه العملية الإرهابية الإجرامية بل ونسمع عن تفاوض مع القتلة والجهاديين الذين قتلوا وحرقوا وخطفوا وأشاعوا الرعب وأفسدوا في الأرض ومع هذا نجد المؤسسة الرئاسية تطالب بحمايتهم وحفظ دمائهم وتتفاوض معهم ولكأننا نعيش أحد أفلام الماڤيا العالمية أو أننا في كابول أوعلي حدود لبنان والعراق والصومال حيث لا دولة ولا قانون وإنما فصائل مسلحة تتناحر وتتصارع وفق قانون الغاب والإرهاب مما قد يستدعي تدخلا دوليا في القضية وعلي الأرض والسيادة المصرية التي تضيع من بين أيدي قادة الجيش الذين أقسموا علي حماية العرض والأرض وكل حبة تراب وكل نفس مصرية لكنهم صاروا يلعبونها سياسة وينصاعون للإرادة السياسية الرئاسية في مقابل الإرادة الوطنية الشعبية وهنا فإن تمرد الجنود والضباط علي المعبر وإن عبر عن تمرد الشعب المصري من الفلول الي حزب الكنبة ومن الليبراليين الي بعض السلفيين فإنه تمرد خطير قد يدفع بالوطن بأكمله الي حافة الهاوية إن لم ينتفض قادة القوات المسلحة لرد العدوان علي أرض مصر وجنودها واستعادة السيادة المصرية والكرامة وتحرير الوطن من هؤلاء الإرهابيين وشركائهم في الحكم إلا إذا عادوا الي صوابهم ورشدهم وليس مرشدهم وغلبوا مصلحة الوطن وسيادته فوق مصالحهم وأحلامهم وأطماعهم ومخططاتهم الدولية.
كفانا فضائح عن التفاوض مع الجناة الإرهابيين فهذا خزي وعار وخيانة للوطن ويكفي أن أحد آباء المختطفين من الجنود طالب بمحاربة الجناة حتي وإن كان دم ابنه فداء لكرامة الأرض والوطن فهذا هو المصري الأصيل الذي يتمرد لأنه يرفض أن يموت ذليلا علي أرض محتلة أو أن يعيش جبانا علي أرض مغتصبة.. تمردوا تصحوا ولكن اجتمعوا لا تتفرقوا فالتمرد في وحدة هو الخلاص أما تمرد الفرقة والانقسام فإنه النهاية والخراب.