رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإرهاب الإعلامي

قبل الثورة البيضاء الشبابية النقية كانت الشرطة وأجهزتها الأمنية تطارد «المسجل خطر» من المجرمين والبلطجية وكان  أمر الضبط والإحضار من نصيب تجار المخدرات أو السلاح أو الهاربين من الضرائب وغيرهم من أصحاب السوابق والجرائم المخلة بالشرف أو التي تهدد الأمن العام أو أمن الوطن وسلامته ولكن بعد الثورة إذا بالنظام الجديد الديمقراطي الذي يرفع شعار نحن حراس الثورة وحماة أهدافها من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية إذا بهذا النظام يعتبر أن الإعلام هو الطابور الخامس وهو الفلول وهو من أعداء الثورة وأن الإعلاميين هم من يعوقون النهضة وهم من يحركون المعارضة والشارع وهم من يتسببون في كل أشكال الاضطرابات والإضرابات لأنهم يفعلون الآتي:

1ـ الإعلام ممول من الفلول ومن النظام السابق ولهذا فأن القنوات الفضائية المملوكة لرجال الأعمال المصريين الذين يستثمرون أموالهم وجهدهم في مصر والذين لديهم مشروعات اقتصادية وسياحية وصناعية وتكنولوجية وتعليمية والذين يعمل لديهم آلاف بل مئات الآلاف من المصريين وتتبعهم عدة خدمات وأعمال تسهم في الاستثمار وفي مكافحة البطالة وتشغيل الأيدي العاملة وضخ العملات الأجنبية في خزانة الدولة وتدعم الاقتصاد المصري محلياً وعالمياً هؤلاء المستثمرون ورجال الصناعة والتجارة المصريون يهددون مسيرة الديمقراطية والثورة وينفثون سمومهم من خلال تلك القنوات الخاصة المملوكة لهم وهؤلاء الإعلاميون الذين يعملون لديهم وينفذون أوامرهم ومخططاتهم الخبيثة التي تدمر النظام وتعطل النهضة ومشروعها العملاق.
2ـ الإعلام فاسد ويجب تطهيره خاصة بعد أن تم تسييس التليفزيون المصري وتهذيبه وتطهيره وتكميم أفواه المعارضين وتحديد هوية وهوي الضيوف ووقف إعلاميين والتحقيق مع مخرجين ومعدين ومذيعين ونقل رؤساء قنوات وتعيين آخرين وتحويل إذاعة عريقة مثل إذاعة القرآن الكريم إلي إذاعة سياسية تدعو للنظام ولرئيس الدولة وتعتبر المعارضين علمانيين كفرة لا دين لهم ولا عقيدة ومن هنا أصبح ماسبيرو إعلاماً رسمياً مسيساً أكثر مائة مرة من أيام النظام السابق وصار المعدون يسألون الضيف قبل البرنامج ويحددون الأسئلة وحدود الأجوبة ويرسلون له رسائل صريحة عن أن حدود حريتهم قد صارت محدودة ومقيدة بالنظام الحالي.
3ـ الإعلام الخاص هو الإعلام الذي تسير إليه الحشود وتجيش الميليشيات ويخطب في ثواره الشيخ حازم مؤكداً أن محاصرته وفضحه وكشفه وضربه وسحله وتحطيمه هي مهمة الثورة التي يجب أن تستكمل المشوار بتطهير ذلك الإعلام الفاسد المشوه الذي لا يحمل إلا الدمار لهذا الوطن وتلك الثورة لأنه إعلام لا يقدم الحقيقة وإنما يشوه الواقع ويظهر السلبيات فقط دون الإيجابيات ولهذا فإن محاصرة مدينة الانتاج الإعلامي واجب وشرف وجهاد في سبيل الله وفي سبيل الثورة والنهضة أما منع الإعلاميين والضيوف والاعتداء علي المعارضين وإرهاب العاملين فإن هذا هو استكمال للثورة وللحرية وللعدالة الاجتماعية وعلي الحكومة والشرطة أن تقفا علي مسافة واحدة بين المعتدي والمعتدي عليه وعلي رئيس الحكومة أن يسكت ويصمت ولا يدين أو يشجب أو يطلب من وزيره الإعلامي أو الأمني أن يحرم ويؤثم ويحاسب من دعا إلي محاصرة المدينة وتهديد الإعلاميين والضيوف والعاملين لكن الواقع أن النظام يرحب ويسعد بما يحدث بل ويهييء الرأي العام للقادم.
4ـ الإعلام يتعرض لإرهاب منظم ومخطط لدرجة أن النيابة العامة والنائب العام تركوا كل مشاكل الوطن والأمن الخاص والعام والقومي والتفتوا إلي أهم قضية تهدد مشروع النهضة

والثورة الطاهرة النقية الشبابية إلا وهو ضبط وإحضار مجموعة من الإعلاميين الذين مع اختلافنا معهم واعتراضنا علي أسلوبهم أو عرضهم للأحداث إلا أن هؤلاء الإعلاميين لهم مكانة وجماهيرية وشعبية علي المستويين المحلي والعربي بل والعالمي لتفردهم بأسلوب إعلامي يتأرجح بين الصدامي والساخر أو الثوري أو التهكمي أو الجريء أو الشعبي أو التعليلي أو الشبابي فلكل إعلامي نكهة وأسلوب وشخصية وتوجهه ينفرد به يقدم من خلاله الأحداث الموثقة ويستضيف الضيوف الخبراء ويتدخل الإعلامي كل بشخصيته وفكره للتعليق أو التحليل أو إبداء الرأي والموقف من الأحداث التي هي مصر وحالها ووضعها ومستقبلها الغامض... لكن النيابة والأمن لا هم لهما اليوم إلا أن يفتحا ملفات قضايا تدين الإعلاميين وترهبهم واحداً تلو الآخر فيتسرب الخبر عبر وسائل الإعلام عن طلب ضبط وإحضار هؤلاء الإعلاميين الذين عليهم المثول أمام القضاء وكأنهم قد أجرموا وارتكبوا جناية أو جريمة تستوجب العقاب والمحاسبة وقد يصل الأمر إلي الحبس أو الكفالة لحين البت في الجريمة أو الجرائم التي ارتكبوها.. إنه الإرهاب الذي أصاب توفيق عكاشة وباسم يوسف وينتظر إبراهيم عيسي ولميس الحديدي وعمرو أديب ووائل الإبراشي ومن هنا يفكر كل إعلامي مائة مرة قبل أن ينطق أو يكتب أو يفكر أو يعارض أو يهاجم،
5ـ أخيراً إن حرية التعبير اليوم هي علي المحك بل وعلي وشك أن نصبح دولة ديكتاتورية خاصة بعد محاولات قطع كابل الانترنت وغلق قنوات وتحويل أصحابها إلي الكسب غير المشروع أو إهدار المال العام أو التهرب من الضرائب وتهديد الإعلاميين وضبطهم وإحضارهم في قضايا إهانة الرئيس وازدراء الأديان وإثارة الرأي العام وإشعال الفتن وتهديد السلم الاجتماعي وغيرها من سلسلة طويلة من الاتهامات التي سوف تكمل دائرة الحصار للإعلام والإرهاب للفكر وللحرية فإذا تم ضرب المربوط خاف السايب وإذا طارت رأس الذئب طارت كل الرؤوس وصار الوطن  سجناً كبيراً قضبانه خوف وجدرانه عنف وسجانه يمسك دستوراً وقانوناً كتب لكل معارض ومخالف ومبدع وثائر واليوم أصبح للإرهاب عنوان بابه خنق ووأد ودفن الكلمات أو الهمسات والضحكات استعداداً لقتل كل نفس يخرج دون أن يسبح بحمد الجماعات والتيارات المتأسلمة...