رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنتم العنف

من المشاهد الساخرة الضاحكة الباكية مشهد الجموع التي خرجت في الجمعة الماضية أمام تمثال نهضة مصر بمنطقة جامعة القاهرة تنادي بنبذ العنف ورفض الارهاب وتطالب الرئيس بأن يضرب بيد من حديد لكل معارض ولكل ثائر ولكل رافض لحكم التيار الاسلامي سواء الإخوان أو السلفين أو الجهاديون،

هؤلاء الذين سارت في ركابهم عربات الاسعاف والإطفاء وشركات المياه واتوبيسات سياحية فاخرة اقلتهم من المحافظات وتم تسخير كل أجهزة الدولة لخدمتهم ورعايتهم والاعلان عن وقفتهم ومليونيتهم المرتبة المنظمة التي لم نر أو نسمع أو نقرأ فيها عن أي مولوتوف أو حجارة أو تحرش طبعاً لغياب النساء والفتيات ولم تنطلق رصاصة أو خرطوش أو غاز مسيل للدموع ولم تكن هناك حرائق أو مصادمات أو مناوشات أو اعتداء علي السفارة الإسرائيلية أو السعودية القريبتين من موقع التظاهرة السلمية الناصعة البيضاء المليئة بالحب والولاء والامتنان للرئيس وجماعته وفريقه وتياره السياسي المتأسلم المسالم جداً جداً جداً!!
روعة المشهد الدرامي الساخر أن هؤلاء الذين يرفضون العنف وينبذونه يقودهم قادة الجماعات الجهادية والارهابية التي شاركت في قتل الرئيس الزعيم بطل الحرب والسلام محمد أنور السادات وأيضاً في قتل الجنود المصريين سواء من الشرطة والامن المركزي أو الجنود علي الحدود هذا غير العشرات من المصريين الابرياء في حوادث الارهاب في اواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات بما فيها حوادث السائحين والكرنك التي منعت السياحة اليابانية من القدوم إلي مصر لأكثر من عشر سنوات والغريب والعجيب أن قادة التظاهرة البريئة الوديعة السلمية كانوا يحملون لافتات لأسامة بن لادن كرمز الكفاح والجهاد والسلام والمحبة والرحمة، وهو ما يدعو إلي السخرية والضحك الباكي فزعيم الارهاب الدولي العالمي هو الرمز وهو المثل وهو ايقونة السلام لتظاهرة الاسلاميين ضد العنف الأحمق الذي يمارسه شباب ثائر غاضب لا يحمل سلاحاً وليس لديه تنظيم دولي ولا يمول من قبل منظمات ودول عالمية وعربية ولا يعرف ذلك الشباب البريء المليء بالحماس وبالرغبة في التغيير وبناء وطن جديد لا يعرف ذلك الشباب أن معني العنف لدي هؤلاء الرحماء المتدينين الجهاديين المسلمين المدربين ما هو إلا القتل والحرق وضرب المدنيين الأبرياء وتعذيب كل من يختلف معهم أو يعارضهم بداية من السحل لحمادة صابر إلي تعذيب وقتل محمد الجندي هذا غير التحرش والتعدي وانتهاك الحرمات للبنات والسيدات المصريات مع التأكيد الدائم علي أن الخرطوش والرصاص الذي يقتل الشباب والصغار هو من طرف ثالث لا يظهر في تظاهرات الاسلاميين السلميين الذين يرفضون العنف وينادون الرئيس ويطالبونه بأن يضرب بيد من حديد كل هؤلاء المعارضين الثائرين الذين يلقون بالحجارة والمولوتوف ويصرخون علي صفحات الفيس بوك وتويتر من الألم والقهر والظلم واليأس والاحباط.
العنف الذي يرفضه هؤلاء المؤيدون للنظام والذي هو نظام الإخوان والجماعات الاسلامية هو عنف لم تعرفه مصر إلا علي أيديهم وبأيديهم فهم أول من امتلك اسلحة وهم أول من قتل معارضين

وهم أول من ربط بين الاسلام وبين تكفير المعارضين واستباحة دمائهم،وهم أول من قتل مفكرين مثل فرج فودة وحاولوا قتل نجيب محفوظ لابداعه المختلف والجريء، وهذا العنف الذي بدأوه هو عنف مهاجمة أقسام الشرطة وحرقها وتدمير مقرات أمن الدولة وحرق ملفاتها وملفاتهم، العنف الذي اقتحم سجوناً بعينها وأخرج إرهاربيين وسياسيين وقتلة ومجرمين يحملون أسلحة وأطلقهم في ربوع مصر لترويع الآمنين.
العنف الذي يعتبر كل من قتل أبرياء وزعماء شهيداً مثلما يدعون أن خالد الإسلامبولي بطل مغوار لقتلة الزعيم أنور السادات.. هذا العنف الذي يعتبر القتل والارهاب والترويع لكل معارض أو مخالف هو بطولة وجهاداً وكفاحاً من أجل الشريعة والاسلام ثم يطالبون الشباب بأن ينبذوا العنف المتمثل في تويتة أو بوست أو صورة أو هتاف أو طوبة أو مسيرة أو صرخة صدق في زمن الخداع والكذب والنفاق الأشر.. من يتصور أن هناك خلافاً وصراعاً بين جماعة الإخوان والجماعات السلفية والجهادية فإنهم سذج غافلون، المد المتأسلم السياسي الجهادي هو تيار واحد: له هدف واحد وفكر واحد وطريق واحد ألا وهو القضاء علي ذلك المجتمع المصري وبناء مجتمعهم الجديد، المجتمع الإسلامي المتعصب الذي يعتبر كل من يختلف أو كل من لا ينتمي إليه كافراً خارجاً علي الدين وعلي الجماعة لهذا فإن ذلك التيار يخطط لتدمير الشرطة واستبدالها بشرطة الجماعات وهدم دولة القانون لاقامة دولة الشريعة وأخيراً ضرب الجيش النظامي لاحلال الجيش الاسلامي الجهادي الذي ينشئ الإمارة الاسلامية علي انقاض الدولة المصرية المدنية الحديثة التي امتد عمرها الحضاري عبر آلاف السنين ولأنهم ينبذون العنف فإنهم يمنعون الغناء والفن والجمال والابداع ويسدلون النقاب الاسود علي وجه تمثال أم كلثوم ويخنقون الاحلام ويهددون البنات ويقتلون الصغار ويتوعدون الشباب ويؤدبون الكبار باسم الصندوق والثورة والدين والاستقرار..
يامن ابتدعتم العنف وفتحتم طريقه وأوغلتم في دروبه لا تلبسوا اقنعة البراءة وأيديكم ملطخة بدماء آلاف الابرياء.. فأنتم العنف والارهاب أنتم..