رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السكوت علامة الرضا

فى الزواج أعراف وعادات وتقاليد ترسخ مفهوم القهر والديكتاتورية عندما يفرض الأهل زوجًا على الفتاة أو حتى المرأة رغم أنفها وضد رغبتها فيكون السكوت والصمت علامة على رضاها وقبولها ذلك الأمر المفروض قسرًا عليها وفى الواقع أنها ليست خجلى وليست فى حالة حياء أنثوى وإنما هى فى حالة رعب انسانى من منظومة اجتماعية شرسة ومخيفة تفرض على البنت قوانينها المتعسفة بدعوى أن الأهل أدرى بمصلحتها وأعلم بمن

يصلح شريكًا وزوجًا لها ذلك لأنها كائن قاصر عقليًا ومندفع عاطفيًا ولاتملك حكمة ورزانة وأيضًا لأنه ليس من حقها المشروع التعبير صراحة عن ما يدور بداخلها أو التصريح علانية برغباتها وقراراتها ويكفيها فخرًا وزهوًا أن هناك رجلاً قد منحها شرف اختيارها للزواج ومن ثم فإن عليها أن تصمت وتسكت وتقبل برضا وسعادة من خلال أسوأ عبارة اجتماعية موروثة فى مجتمعاتنا الشرقية «السكوت علامة الرضا» والحقيقة أن الرضا عنها بعيد والسخط منها قريب وحبيب لكن ما باليد أى حيلة فى هذا الموروث الفلكلورى الشرقى ذى الصبغة الدينية والفتاوى الشرعية..
ولأن مصر كانت ومازالت المرأة والانسانة فى ذاكرة التاريخ الانسانى والحضارى والأدبى للمفكرين والكتاب فكل عبر عنها فى صورة امرأة بداية من «إيزيس» إلهة الحب والاخلاص إلى «إحسان» عند محفوظ فى القاهرة 30 تلك الفتاة الجميلة الفقيرة التي تبيع جمالها وشبابها للسلطة والمال مثلها مثل مصر التى تقف حائرة بين رأسمالية الاقطاع وحب الاشتراكيين الثوار واستغلال الموظفين البسطاء فتكون إحسان هى مصر المتمزقة بين هؤلاء جميعًا والذين يستغلون جمالها وشبابها وفقرها لتحقيق مصالحهم وأطماعهم فتضيع مصر أو إحسان بينهم جميعًا.
أما مصر فى عيون لطيفة الزيات فكانت «ليلى» المقهورة فى «الباب المفتوح» بين احتلال فكرى واستعمارى، وبين تحرر ثورى وشبابى وينتهى بها المطاف لاختيار الحرية والتمرد علي القيود الفكرية والسياسية ومحاربة كل أنواع الاستعمار السياسى والفكرى والهروب إلي الحب الثورى والكفاح والنضال.
وغير هذا من الكتابات والأعمال التى تناولت مصر كمرأة وأنثى حتى أعمال الكاريكاتير والنحت وتمثال نهضة مصر، كلها تؤكد هذا المعنى وتلك الرمزية السائدة فى دفتر أحوال الوطن، فمصر اليوم تعيش مرحلة السكوت المجبر والرضا الرافض الساخط سياسيًا وفكريًا فى ظل حكم الإخوان المسلمين وحكومتهم وأحزابهم ومجالسهم النيابية ودستورهم المفروض بالقوة الجبرية، وحتى قضية الصناديق والانتخابات والديمقراطية الكاذبة الخادعة المضللة للشعب من منطلق السكوت علامة الرضا.
فالصناديق والانتخابات الرئاسية تطرح عدة علامات استفهام وقضايا مسكوت عنها ولا يحقق فيها سواء المطابع الأميرية أو التمويل أو التزوير أو النسبة النهائية ومع هذا فإن مصر عليها أن تصمت ولو بنسبة 49.8٪ وهى علامة الرضا والقبول والامتثال للأمر الواقع، أما الدستور ولجنته التأسيسية فإن سكوت وصمت أكثر من 35 مليون مصرى ورفضهم المشاركة فى الاستفتاء هذا غير بقية الـ85 مليونًا فقراء 50 مليونًا آخرين ليس لهم حق التصويت اصلاً لأسباب عديدة هؤلاء أيضًا

صمتوا وسكتوا ولكن ليس عن رضا وقبول لهذا الدستور وإنما بالقطع وبكل تأكيد رفضًا وكرهًا لكنه الموروث الدائم أن السكوت الشعبى علامة الرضا والقبول والحبور والسعادة والرضوخ..
أما الحكومة والوزراء فإنه أمر واقع مفروض على الشعب دون حاجة لما يسمى ثورة أو ديمقراطية أو حوارًا مجتمعيًا أو توافقًا حزبيًا وائتلافًا سياسى بين كل القوى الثورية والوطنية ولكنه أمر مفروض بالقوة الجبرية بعد استشارة مكتب الارشاد وجماعة الإخوان التي تحولت من التوريث إلى التكويش فالقيادات والوزراء جميعهم أقارب وأصهار واخوان وأحباب ومقربون وإن ادعوا غير ذلك فلا يوجد إخوانى فى منصب قيادى إلا وينفى عن هويته وأنه عضو فى الجماعة وإن صرح بذلك فهو يؤكد استقلاليته عن التبعية المرشدية وأنه فى خدمة مصر التي عليها أن تقبل وتسكت وتصمت وترضى وتسعد بهذا الزواج القسرى الجبرى الذى هو فى واقعة اغتصاب مقنن بقوانين فصلت خصيصًا لارضاء المغتصب ومنحه صكوكًا للملكية وليست صكوكًا اسلامية تبيع الأراضى المصرية والهرم وقناة السويس وتمنح المغتصب حق الانتفاع مثل ما يحدث فى بيوت الدعارة حيث تبيع النساء أجسادهن ويمنحن المنعة الزائفة لمن يملك ويدفع وتبرر المرأة الساقطة ذلك بالحاجة والعوز والفقر والجوع ويبرر الرجل ذلك بأن هذا بالرضا وبالمال الحلال أو المتعة المباحة ولامانع من بعض الفتاوى عن نكاح الساعات وزواج اللحظات للمتعة أو المسيار.. وكلها مسميات لفعل مشين وفاضح ورذيل والسكوت عنه ليس رضا ولا وفاقًا ولا ديمقراطية ولا صندوقًا ولا انتخابًا وإنما هو عهر وفجر واغتصاب لدولة ولشعب يرفض أن يسكت أو أن يصمت حتى ولو كان المقابل هو الحبس والضرب والتصفية سواء الأدبية أو الجسدية.. يا مصر لا تصمتى ولا تسكتى ويا من تريدون اغتصاب مصر رسميًا أو عرفيًا أو مسياريًا فإن مصر لن تباع ولن تشترى لا بصك ولا بصندوق ولا بسيف أو بفتوى أو بقانون.. مصر حرة والمصريون أحرارً..