رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تهاني الجبالي.. امرأة وتاريخ

قفي صلبة شامخة رافعة رأسك عالية مثل اشجار النخيل لا تهتز لريح ولا تعصف بها أنواء ترمي بحجر وأحجار فتلقى بأطيب الثمر.. المستشارة الجليلة تهاني الجبالي تلك المرأة المصرية التي تكمل بمواقفها صناعة تاريخ نساء مصر

بداية من أول ملكة مصرية حتشبسوت التي بنت مدينة للفنون في طيبة وشيدت أجمل وأعظم المعابد في البر الغربي وجلست على كرسي العرش وبدأت التجارة مع الحبشة وبلاد بونت الى أسطورة النساء ايزيس التي رفضت الظلم والقهر ووهبت حياتها وعمرها تجوب أرجاء الوادي لتلملم اشلاء زوجها ومليكها وحبيبها أوزوريس فتنتصر الارادة والحق وتجمع الأشلاء ويعود الحق والخير الى أهله أسطورة الحياة والوفاء من أجل الوطن ومثال العزيمة والاصرار من قبل تلك المرأة الاسطورة مصرية المنشأ والهوية.
وتأتي كليوباترا الفرعونية البطلمية فتعطي أروع أمثلة الوطنية لبلادها مصر فها هى تقف في مواجهة أعتى الامبراطوريات آنذاك وتهادن قيصر روما وتقع في غرام القائد أنطونيو وتجعله يتحول الى محارب لأهله وبلده وتشن الحرب ضد الرومان وقائدهم أوكتافيوس وعندما تتأكد من الهزيمة ترفض أن تظل تحكم وطناً أسيراً أو مهزوماً ولا هى عبدة ولا هى أسيرة فتواجه مصيرها وتقتل روحها وجسدها فداء للوطن ولمصر التي ذابت في هواها وتشبهت بأهلها وأصرت على انتمائها لمصر ولتاريخها وعظمتها.
وتوالت على مصر المحن والفتن والغزاة فجاء الفاطميون ففي عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي والذي اشتهر بالجنون والجنوح ظهرت أخته «ست الملك» التي كانت ذات حكمة ورجاحة عقل ورفضت ممارسات الأخ الغريبة والشاذة والتي وصلت الى حد منع خروج النساء المصريات من بيوتهن لمدة سبع سنوات باستثناء الأرامل والمطلقات ممن ينشدن البيع والشراء فثارت أخته ست الملك وتآمرت عليه وقد تكون قتلته وأمسكت بالحكم من بعده وصارت مثالاً للقوة والصلابة والقدرة على إدارة شئون مصر وصية على اخيها الصغير حتى مماتها جنبت مصر الحرب والدمار، وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن المرأة المصرية قادرة على مواجهة أفظع أنواع الديكتاتورية بحنكة وذكاء ومقدرة نسائية مصرية وشجاعة في عصور الظلام ومحاولات قتل الحريات والانسانيات.
أما العظيمة شجرة الدر الشهيرة بموقعة القبقاب فانها أحد رموز السياسة والحكم في مصر المحروسة فبعد أن كانت جارية للسلطان نجم الدين أيوب صارت ملكة على عرش مصر ووقفت أمام الحروب الصليبية واستطاعت أن تخفي خبر وفاة السلطان وتجلس على العرش لمدة ثمانين يوماً ثم تتنازل عن العرش لزوجها عز الدين أيبك المملوكي وتحمي الوطن من الهزيمة خلال الحملة الصليبية ومعركة المنصورة، هذه المرأة على الرغم من شخصيتها الجدلية ما بين مؤيد لمكرها وعنفها وبين رافض وكاره إلا أنها أثبتت القوة والسياسة والقدرة على الحفاظ على مصر المحروسة وحريتها ومكانتها وضحت بكل شىء من أجل هذه الأرض التي منعتها السلطنة والحرية والمكانة والرفعة من جارية الى ملكة وسياسية.
ويأتي العصر الحديث لتضرب أم المصريين السيدة صفية زغلول مثالاً يحتذى عن الزوجة السياسية التي تجمع المصريين في بيتها بيت زعيم الأمة سعد باشا زغلول وحتى في منفاه لم تهدأ ولم تكف عن النضال والكفاح ووقفت في مواجهة مع البلاط الملكي ومع الاحتلال البريطاني وجمعت الوطنيين وكانت أماً لجموع المصريين فبعد خروجها في ثورة 19 حملت لواء الثورة حتى رجوع زوجها وحتى بعد رحيله استمرت في النضال السياسي ولم تتوقف بل زادت اصراراً وقوة وأعطت الأمل لنساء مصر مثل هدى شعراوي في العمل بالمجال السياسي والتعبير عن الهوية بكشف الوجه واثبات الذات والدخول الى معترك السياسة والعمل الوطني والاجتماعي وأن المرأة المصرية ليست مجرد وعاء للرجل أو رحم لأولاده وإنما هى شريك في الاقتصاد والمجتمع والرأي والسياسة.. شريك فعال وقوى لا يستهان بها ولا بمكانتها وقدرتها مثلما أثبتت نساء مصر حين خرجن يوم الاستفتاء على الدستور في تظاهرات حاشدة وطوابير غفيرة ممتدة تجمع كل الأشكال والصور والأعمار والفئات ليعبرن عن خوفهن من الإقصاء ومن الرجوع الى الماضي وليؤكدن انهن قادرات على الصمود والتحدي فهن مثل القطة حين تشهر مخالبها في وجه أي محاولة للتعدي على صغارها وصغار النساء هن مستقبل أولادهن وبناتهن ومجتمعهن الذي يحاول وتحاول قوى الظلام أن تفرض عليه قواعدها وحركاتها المتطرفة الضاربة في الجهل والتخلف..
تهاني الجبالي المستشارة التي تكمل دائرة التاريخ البطولي للمرأة المصرية وتقف ونقف جميعاً بجوارها وخلفها وأمامها نحوطها بالعزم والثقة في تحد لكل من يتناولها بسوء سواء كتائب اليكترونية أو أقلاماً مشوهة أو قرارات متعسفة أو تحديات ديكتاتورية أو اقصاء جائراً أو أي تعد على شخصها وفكرها ومواقفها فهى امرأة العام وسيدة المواقف الصعبة والكلمة الحرة الجريئة والنظرة الأبية الشريفة في زمن عزت فيها الأقوال والرجال..
فيا سيدة مصر على منصة القضاء تماسكي ورابطي ونحن معك مرابطون متماسكون.