رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تصفيق حاد

فى نهاية أى عمل فنى نجد الجمهور يصفق استحساناً أو يصفر استهجاناً ورفضاً ، فالإبداع والخيال الفنى دوماً ما يبحث عن ضلعه الثانى فى صورة المتلقى الذى يكمل مع الناقد دائرة الإبداع، فالعمل الفنى له ثلاثة أعمدة أو أضلاع تبدأ بالمبدع ثم المتلقى وتنتهى بالناقد،

لكن أهم ضلع هو الجمهور الذى يعطى العمل الخلود ويمنحه صك النجاح ويصعد به إلى سماء النجومية، وما تمر به مصر اليوم أشبه بالمسرحية الهزلية التى يتصارع على كتابة فصولها مجموعة من الكتاب بعضهم مبدع وبعضهم يدعى وبعضهم يقتبس والشعب المصرى أو الجمهور لم يعد ذلك المتلقى السلبى الذى يجلس فى الصفوف والكراسى ينتظر إسدال الستار ولكنه أصبح جمهوراً وشعباً إيجابياً يرفض الموقف السلبى ويتفاعل مع الإبداع ويقرر مع المبدع أن يكتب هو ذاته تلك المسرحية الفنية الهزلية الساخرة التى تترجم حياة أمة مصرية عاشت سنوات فى قهر وظلم وفساد فقررت فى لحظة غير عادية أن تخرج من مسرح الظلام إلى ساحات الحرية والكرامة وتكتب لذاتها نصاً درامياً مأساوياً اختلطت فيه الدموع والآهات مع الدماء وطلقات الرصاص حتى انتزع المصريون حريتهم وامتلكوا إرادتهم وأسقطوا نظاماً ديكتاتورياً فاسداً لكن فجأة اعتلى خشبة المسرح مجموعة من المصريين عانوا فى الماضى من التجاهل وقد لعبوا أدوار الكومبارس وهم يظنون أنهم أولى بأدوار البطولة فى كل المجالات وأن احتجابهم خلف الستار كان لتميزهم ولقدرتهم ولموهبتهم غير العادية ومن ثم فحين سنحت الفرصة قرروا أن يكتبوا ويخرجوا وينتجوا ويمثلوا فوق خشبة المسرح أى نص يتراءى لهم دون دراية أو تدريب ولكن المهم أن يمتلكوا الخشبة ويحددوا ويقرروا ماذا يشاهد الجمهور من المصريين، وانتظر المصريون نصاً وعملاً ومسرحاً مختلفاً، مسرحاً يتفاعلون معه ويعبر عن آمالهم الجديدة وأمانيهم المرتقبة ويمنحهم الأمل والسعادة ويكفكف دموعهم ويخفف آلامهم.. وينتظر الجمهور فإذا بالنص مقتبس من أعمال قديمة لا تناسب الزمن أو العصر وإذا بالمخرج ينسى الجمهور ويخرج النص لمجموعته من الكومبارس المظلومين، حتى الأدوات المسرحية والتقنيات الفنية متخلفة ومتكسرة غير متناسقة الأشكال والألوان والإضاءة خافتة والكهرباء منقطعة والملابس والديكور فقير يعود بنا إلى الوراء لا يعبر عن الجمهور الثائر الغاضب ما بين رافض وبين مترقب وبين راض لأنه لا يجد نفسه فى صورة هؤلاء الكومبارس المظلوم والمقهور فى السابق.. ومازال الجمهور المصرى ينظر إلى المسرح ولم يقتحمه حتى الآن. على المخرج أن يدرك أن المسرحية ونصها والكومبارس وأدواتها لا تصلح ولا ترقى لمستوى المسرح الذى يشاهده ويتابعه الجمهور، فهؤلاء الذين يظنون أنهم قد امتلكوا خشبة المسرح وأنهم قد صاروا أبطالاً واهمون وغافلون لأن العرض المقدم فاشل وردىء

لا يمنح الأمل ولا التطهر ولا يبعث على التفاؤل وإنما هو عرض لمجموعة من المدعين الذين عاشوا سنوات يعملون خلف الستار ويرضون بأدوار الكومبارس ولم يتعلموا الفن والتعامل مع الجمهور وحين حانت لحظة الإبداع لم يبدعوا ولم يبتكروا وإنما تمسكوا بالماضى وبأعمال عفا عليها الدهر وتوهموا البطولة فى إعادة تاريخ عصور قديمة سحيقة وظنوا أن الاقتباس والعنعنة مدخل لأمجاد ضائعة خادعة فلم يكن يوماً للعرب مجد مسرحي أو سياسي وإنما فتن وحروب وخوارج بداية من مقتل عمر بن الخطاب إلى عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب والحسين سيد الشهداء إلى أبى العباس الأسود ودويلات متناحرة كان لها المجد والعزة على أسنة الرماح والسيوف وبقية تقية من أخلاق النبوة والصحابة الأوائل الذين تسامحوا ونشروا الدين والعلم وأناروا القلوب والعقول.. أما هؤلاء الأبطال الجدد فإن مسرحهم فقير منعدم لن يخدع الجمهور كثيراً، فالمصريون وعوا الدرس وأدركوا أنه لا بطولة فردية ولا انتظار لبطل يأتى لينقذ المظلومين المقهورين ولا لزعيم يجمع الفرقاء، فالبطولة جماعية والبطل هو الشعب المصرى وإرادته القوية التى لن تظل تنتظر قراراً دستورياً خانت جموع المحاصرين ولا شرطة تقاعست عن حماية المتظاهرين ولا قضاء انقسم ونسى ميزان العدل والحق ونصرة المظلومين ولا جيش تقبل الاعتداء والإرهاب والتطاول والخيانة وادعى حماية الوطن وأمنه القومى.

المسرحية ستكتب من جديد بأيدى الجمهور المصرى الذى سيصنع مأساته وملهاته ودراما حياته وكوميديا مستقبله وحاضره.. تصفيق حاد لجمهور عظيم وشعب عظيم وبطل حقيقى أكبر من كل الأقزام التى تحيطه فهو البطل الذى بنى الأهرامات وحفر قناة السويس وشيد السد العالى وعبر قناة السويس وأشعل ثورة مازالت تتحرك إلى قمة المجد والانتصار مهما طال عهد الكومبارس.

وهؤلاء الأبطال الذين هم من ورق...