رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اكتب يا تاريخ

مصر يا أم الدنيا يا ست أخواتها يا أرض أجدادي وآبائي لماذا أصبحت ضيقة على أبنائك صعبة على أحبائك؟ ولماذا ضاقت بنا السبل وتفرقت بنا الطرق فإذا المصريون بعد ثورة من أجل الحرية والعدالة والكرامة قد أصبحوا شيعاً وفرقاً فظهرت مصطلحات جديدة كالفلول والليبراليين والعلمانيين والاخوان والسلفيين والمتأسلمين والثوار والبلطجية والعسكر

والشرطة والقضاء وكل الفئات والأسماء التي تفرق المصريين وتحولهم ما بين تحرير واتحادية وبين رافض ومؤيد وبين أنصار ومعارضين مسلمين ومتأسلمين الكل لم يعد واحداً واليد الواحدة تمزقت الى اشلاء وقطع متناثرة تضرب بعضها البعض، وصرنا متعصبين متشنجين نتبادل الاتهامات واللكمات والكلمات وقد نصل الى القتال والاقتتال والخوف من لحظة نقف جميعاً أمام مشهد مأساوي لمصر وقد تحولت الى عراق جديد أو لبنان آخر أو سودان شمالي وجنوبي أو سوريا وقتال السنة والشعية أو الى فلسطين في حكومتين في رام الله وأخرى في غزة، فهذا هو المراد وهذا هو السيناريو العظيم الذي كتبته كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية في عهد جورج بوش الابن وكانت مقولتها الشهيرة عن الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الكبير.. إنها فوضى خلقناها بأيدينا وبتمويل من خونة بالداخل والخارج وبأشقاء عرب الى جوارنا يعملون لصالح ماما أمريكا دولة الظلم والتعصب وليس دولة الحرية والعدالة، أمريكا تلك الدولة التي قامت بعد اكتشاف الرحالة كريستوفر كولومبس في أواخر القرن الخامس عشر 1492 وهاجر إليها آلاف الأوروبيين والمسجونين والمجرمين الذين ذبحوا أهلها الأصليين من الهنود الحمر ليبنوا دولة الظلم على الاشلاء وعلى اجساد عبيد أفريقيا الذين تم خطفهم وشحنهم في سفن كالحيوانات ليرسوا على شواطئ القارة الجديدة يعملون في سخرة غير آدمية ليمكنوا البيض من استزراع الأراضي والمناجم وبناء المصانع والوصول بذلك الوطن الجديد الى الحضارة والعالم والتكنولوجيا والسيطرة على العالم القديم.. وبدلا من الاستعمار عن طريق الجيوش والحروب قررت أمريكا أن يكون الاستعمار الجديد هو استعمار الشعوب بالجهل والفقر والفساد ومساندة الأنظمة الدكتاتورية التي تقهر شعوب العالم الثالث في أفريقيا وامريكا اللاتينية والدول العربية تلك الأنظمة الفاسدة تعمل لصالح أمريكا وتخدم أهدافها فيظل الشرق شرقاً والغرب غرباً وتظل سوقاً لمنتجات الغرب ومورداً لخاماته وأيدي عاملة فقيرة لصناعاته وقبل كل شىء عبيداً لأطماعه ومنفذاً لمخططاته نهدم وحدتنا بأيدينا ونمزق وطننا بمعاول الهدم والتدمير التي سلموها لنا من

خلال إعلامهم وثقافتهم وشعاراتهم ومنظماتهم المدنية والحقوقية.
وفي كل مرة تفاجئ مصر العالم بأنها دولة قوية صعبة المراس تغلب خطط الأعداء وتقف في وجه المخططات الأمريكية والصهيونية عن الفوضى الخلاقة، فبعد الثورة لم نتمزق ولم نقع في الحرب الأهلية وتجاوزنا الفتنة الطائفية ولكن حين جاءت لحظة الحسم وشعر المصريون أن وطنهم وتاريخه العريق يتعرض للخطف ولفقد الهوية والعودة بنا الى عصر الظلام بمسميات الشريعة والدين والحلال والحرام، في تلك اللحظة وقف المصريون في مفترق الطرق الأخ أمام أخيه والابن أمام أبيه والأم أمام ابنائها وقد يكون جيرانها وأهلها، انقسم الكل وانفرط العقد فإذا المجتمع المصري في صراع والكل يتصور أنه يملك الحقيقة، من شق الصف وحول المصريين الذين وحدهم «مينا» منذ آلاف السنين الى فصيلين أو عدة فصائل وفرق وشيع وقوى؟ فإذا بالصراع ليس صراعاً سياسياً واجتماعياً ولكنه صراع عقائدي أيديولوجي.. بين الدولة المدنية والدولة الديكتاتورية الدينية بين الدولة الجديدة الحديثة دولة الحريات والانسانية وبين دولة الاستبداد والعودة الى الوراء والتحكم في مصائر البشر وعدم الالتفات إلى الاقباط والمرأة شركاء الوطن والحياة.. اكتب يا تاريخ أن مصر تكتب تاريخها بدماء أبنائها بأيدي أولادها..
كلنا غاضبون..
نساء مصر وصغارها
أقباط مصر وشيوخها
شباب مصر.. وقضاتها
محاميو مصر وفنانوها
نيل مصر وأهرامها..
الكل غاضب.. مما يحدث لها.. اكتب يا تاريخ مصر تقرر مصيرها وستكتب دستورها رغم أنف كوندي وباترسون ونولاند وجاسم وجميع أعدائها.. ولن يمر ذلك الدستور المعيب إلا على أجساد أحرار ذلك الوطن الواحد الشامخ مصر.. كما يقولون ياما دقت على الراس طبول!!