عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أين.. مستشارو الرئيس؟!

أين هيئة مستشاري رئيس الجمهورية فيما يحدث في بر مصر بداية من الجمعية التأسيسية للدستور إلي خطاب الرئيس في ستاد القاهرة يوم 6 أكتوبر احتفالاً بالنصر وعبور خط بارليف واستعادة سيناء ورفع العلم المصري علي الأرض المصرية بعد انكسار وهزيمة 1967؟

مستشارو الرئيس في المجال السياسي لا يؤدون أي دور في التقريب بين الرئيس والحركات السياسية والائتلافات الثورية والأحزاب الجديدة بحيث يصب الحراك السياسي في مصلحة الوطن ومن أجل إنشاء ديمقراطية حزبية سياسية جديدة تتنافس فيها الأحزاب ولا يهيمن حزب علي السلطة، ولكن بكل أسف نجد أن السادة مستشارو الرئيس، أغلبهم من حزب الحرية والعدالة والنور وأعضاء في التأسيسية، وبالتالي فإن الصوت الواحد يغرد في أرجاء مؤسسة الرئاسة ولا يستمع لأحد بل يعتبر الآخرين أعداء وفلولاً وليبراليين وعلمانيين وشيوعيين يسعون لهدم الوطن ولا مانع من سياسة فرق تسد وسياسة الاستمالة الفردية حتي يظهر الوطن في صورة الفرقاء وليسوا الشركاء، ودليل ذلك ما حدث في حزب النور وما يحدث في حركة 6 أبريل ومحاولة ترغيب بعض الشخصيات العامة ووعدها بالشراكة في الحكم وهو أمر لم ولن يحدث.
لجنة الدستور: لا يوجد تصريح لأي مستشار للرئيس أو لمساعديه يتعلق بما يجري داخل لجنة الصياغة ولا نقرأ أو نسمع عن جلسات استماع يعلن عنها للنقابات وللهيئات والأفراد المعنيين بالدستور ونصوصه وإنما نسير في طريق الصياغة بصورة عشوائية غير منهجية أو منظمة، فمن الحكمة أن يختص كل وزير مع المستشار الرئاسي أو المساعد في عقد ندوات عامة وخاصة معلنة للجمهور لمناقشة الدستور والإدلاء بالرأي وتسجيل الملاحظات والمقترحات وإعادة عرضها علي اللجنة، وعلي الإعلام للوقوف علي الحقائق بشفافية وموضوعية وعدم انحياز، لكن ما يجري علي أرض الواقع هو تخبط سياسي متعمد لطمس الحقيقة وإغفال المستقبل السياسي لمصر المخطوفة سياسياً وفكرياً.
ممنوع بأمر الوزير: أما خطاب الرئيس في الاستاد فإن مستشاري الرئيس من المثقفين والإعلاميين وكذلك وزير إعلامه قد جانبوه الصواب وظلموه وأساءوا إليه.. سواء عن عمد أو عن عدم دراية، وإما أنهم ليس لهم كلمة أو وظيفة والرأي رأي الرئيس منفرداً أو رأي الجماعة والسياسة علي طريقة الانتخابات البرلمانية والرئاسية لأن ما حدث هو ضرب لكل تقاليد الخطب الرئاسية في احتفالية قومية ذات طابع وطني سياسي دولي، لذا فإن كل كلمة وكل حركة وكل بادرة تهم المصريين وأيضاً العالم وحتي الأعداء فإنهم يستقبلون تلك الخطبة في هذه المناسبة بالتحليل والدراسة ووضع الخطط الاستراتيجية، اختيار المكان والحضور لا يدل علي علم أو حنكة إعلامية وثقافية وسياسية، فدلالة المكان تعني أنه خاص بالكرة والرياضة والحضور يحملون أعلاماً يحملها صغار المدارس والضيوف، جنود شرطة وأمن مركزي وشباب الإخوان، أما الضيوف من رجال الدولة

فإنهم لا يمثلون إلا تيار الإسلام السياسي وكل مهادن وقريب من الجماعة أو الأحزاب الدينية، والأخطر هو دعوة متهمين ومتورطين في قتل قائد المعركة والنصر أنور السادات، وعدم دعوة المشير وعنان والعديد من أعضاء المجلس السابق للقوات المسلحة، أما مضمون الخطاب فهذا أمر محزن ويجب أن يعيد الرئيس تشكيل مكتبه الرئاسي، فلا يمكن أن يكون نصر أكتوبر دون ذكر السادات وأن يكون نصر أكتوبر لتقييم أداء الـ 100 يوم الرئاسي وتصبح إنجازات الرئيس هي إنجازات جهاز الشرطة وعدد العربات المسروقة والتعدي علي أراضي الدولة، حتي نصل إلي أنبوبة البوتاجاز والقبضاي!
أخيراً في هذا الخطاب تم طرح المشاكل دون حلول أو رؤية للرئيس وحزبه وجماعته ومستشاريه وحكومته إلا التلويح بإلغاء الدعم وهو أمر في منتهي الخطورة سياسياً ودولياً.. أما الاحتفالات التي صاحبت موكب دخول الرئيس إلي أرض الاستاد فإنها مصطنعة، ليس الاحتفال بالرئيس وليس الاحتفال بالنصر وبالجيش وبالسيادة المصرية علي أرض سيناء التي لم يذكرها الرئيس أنها أرض ووطن وعرض وكرامة لكل المصريين.. وحتي تكتمل الصورة الإعلامية فإن السيد وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود قد أصدر قائمة تضم عدداً من الشخصيات الإعلامية والسياسية غير المصرح بظهورها علي شاشة التليفزيون الملاكي الإخواني حتي لا يصدر عن هؤلاء القامات العالية أي نقد أو اعتراض أو معارضة للسيد الرئيس وحزبه وجماعته وهذه القائمة تم استلامها من قبل رؤساء القنوات والقطاع الإخباري بالتليفزيون المصري، وصرح السيد الوزير بأنه لم يسمح بأي تجاوز ضد الرئيس، وكأن التليفزيون المصري قد أصبح ملكية خاصة لسيادته وسيادة رئيس الجمهورية، وبالقطع سكت السادة رؤساء الصحف القومية لأن اختيارهم تم بموافقة الوزير وحزبه وجماعته ومن يخرج عن السرب فالويل له.. هذه هي الثورة وهذه هي الحرية في عهد الإخوان الذين فاقوا الحزب الوطني ومستشاريه وفلوله.