رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفاتحة للسد العالى

نجاح أى ثورة لا يعنى وصول حزب أو تيار إلى الحكم والجلوس على كرسى الرئاسة أو تشكيل الحكومة وتعيين المحافظين والسفراء وحصد كل الأصوات للمجالس النيابية لأن هذا يعنى بكل بساطة تبديل دولة ديكتاتورية بأخرى أشد ديكتاتورية ولا يغفر لتلك الدولة أن تلبس عباءة الدين الحنيف وتدعى أن الإسلام علامة مسجلة وماركة روحانية تملكها جماعة دون الآخرين، فالمرشد السابق للجماعة مهدى عاكف صرح بكل هذا فى حوار تليفزيونى وكان فى منتهى العنف،

الذى وصل إلى حد الإساءة لكل من يختلف معه ومع جماعته ونسى أصول الديمقراطية من جانب والإعلام الحر المتوازن المنضبط، من جانب آخر، أما الأهم فإنه نسى آيات الذكر الحكيم الذى نزل على العالمين وللعالمين من كظم الغيظ والدعوة إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والأهم من كل هذا أمر الله لصفيه وحبيبه سيد الخلق أجمعين حين أمره بأن عليه البلاغ وعلى الله عز وجل الحساب؟! فكرة أو قضية أخونة الدولة وتحويلها إلى تيار الإسلام السياسى قضية سياسية نختلف ونتفق مع آلياتها ومقوماتها من منظور السياسة والاقتصاد ولا علاقة للدين والإيمان والإسلام بها لأن فى هذا تحويل الدولة المصرية إلى دولة دينية أى دولة قائمة على أساس الانتماء الدينى أو المذهبى وليس إلى دولة تقوم على أساس وطنى قومى مؤسس حديث كما كانت مصر وستظل إلى يوم الدين، فالدولة الإسرائيلية هى أول دولة أقيمت فى الشرق الأوسط على أساس الدين اليهودى ومن مصلحتها أن تكون الدويلات العربية المحيطة بها مقسمة هى الأخرى على أسس دينية وطائفية ومذهبية وهى والحمد لله فى طريقها للنجاح الباهر بنسبة 90٪ حتى الآن، فالعراق قسم إلى شيعة وسنة وأكراد ولبنان إلى شيعة وسنة ومارون وكاثوليك وأرمن أما اليمن فهى على خطى أولاد العم وسوريا تحارب جيش يموله الرايات السود وآيات إيران وجيش حر تحركه دول الخليج والسعودية بمرجعيتهم السنية حتى البحرين لم تسلم من التقسيم، أما فلسطين فالسلطة فى صدام مع حماس والمحروسة هى الأخرى دخلت دائرة الصراع للانقسام بين أهلها فكان الإخوان والسلفيون فى مواجهة الفلول والدولة العميقة كما يدعون وكذلك الأقباط والليبراليون والاشتراكيون، ومبروك للخطة الصهيونية العالمية التى أوشكت على الاكتمال.
ومع هذا فإن الثورة مرة أخرى لا تعنى مجرد الاستيلاء على مفاصل الدولة المتهالكة أو السلطة المطلقة، ولكن الثورة تعنى وجود مشروع حقيقى ينهض بالدولة.. ثورة 23 يوليو حققت نجاحات ومشاريع عدة بداية من الإقطاع وتوزيع الأراضى على الفلاحين إلى بناء

المصانع وتحويل مصر إلى دولة منتجة صناعياً والأهم من كل هذا مشروع السد العالى الذى صاحب أكبر حدث سياسى لتأميم قناة السويس وضمها للسيادة المصرية، فمشروع السد العالى نقل مصر إلى أبواب العالم الحديث لأن الطاقة والكهرباء هى عصب التقدم الصناعى والزراعى والاقتصادى، ولكن أن نأتى إلى القرن الواحد والعشرين ونعود أدراجنا إلى أيام الشموع والمصابيح الجاز ويخرج علينا رئيس وزراء ليطالبنا بالملابس القطنية والعيش فى غرفة واحدة ويهدد بأنه إذا كان انقطاع التيار اليوم اختيارياً فإنه سوف يصبح إجبارياً وبالقوة والعافية واللى مش عاجبه فليعتبر نفسه فلول وطرف ثالث وأجد أركان الدولة العميقة أو معارضاً زنديقاً كافراً يستوجب إقامة الحد عليه.
هل هذا هو مشروع النهضة بالأمة المصرية؟ وهل هذه خطة الحكومة الثورية الشبابية التكنوقراطية؟ وهل معارضة الحكومة تقع تحت طائلة ازدراء الرئاسة والتطاول على الجماعة والدين الإسلامي؟
إن الحكومات المتقدمة تطرح حلولاً للمشكلات وتقدم رؤى جديدة لمستقبل أفضل، فبدلاً من شد الحزام ولبس الملابس القطنية كان الأحرى بالوزير أو رئيس الوزراء إعلان مشروع ضخم للطاقة البديلة سواء الشمسية أو الرياح أو الذرة أو اليورانيوم حتى نتأكد أن الوزراء قد حصلوا على درجات الدكتوراة من بلاد العم سام، وأن هذه الأخونة للدولة سوف تأتى بالعلم والرفاهية للشعب لا أن تطلب من المواطنين أن يرشدوا الاستهلاك ويغمضوا أعينهم وآذانهم ثم يرفعوا أيديهم بالدعاء فى العشر الأواخر لنصرة السيد الرئيس وجماعته وحكومته، ففى هذا صلاح الأمة ونجاتها، كما دعا السيد المرشد الحالى، لقد نسوا العمل الذى سوف يراه الله ورسوله والمؤمنون.. لهذا فلنقرأ الفاتحة على السد العالى وعدية يس على اللى فى بالى.