رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذهب العسكر وجاء المرشد

في حدث غير تقليدي وغير معهود وبعيداً تماماً عن كل الأعراف الدولية والمحلية تم تأدية اليمين الدستورية ثلاث مرات في ثلاثة مواقع بثلاثة طرق مختلفة،

وهو أمر جد خطير يثير المخاوف والقلق على مستقبل الدولة المصرية، فكيف لرئيس مصر الحديثة د. محمد مرسي المنتخب من قبل 51.7٪ من المصريين الذين لهم حق الانتخاب أن يبدأ تاريخه السياسي في ادارة الدولة والسير بها نحو تحقيق مبادئ وأهداف ثورة 25 يناير والتي راح ضحيتها ليس فقط شهداء التحرير ولكن العديد من الضحايا سواء من الشباب الثائر أو رجال وجنود الشرطة والجيش هذا غير حالة الفوضى والانفلات الأمني والأخلاقي والاقتصادي التي دفع المصريون فيها الغالي والرخيص من ممتلكاتهم وأحلامهم وآمالهم وأعصابهم بعد أن تحولت حياة معظم المصريين الى كابوس ينتظر ضوء الصبح لينفرج وأمل الجميع أن يأتي رئيس منتخب يحقق له الأمن ويمنحه الأمل في عودة الحياة الاجتماعية والانسانية الى حالة الهدوء ليستطيع المرء أن يعمل ويبني مستقبلاً أفضل لأبنائه وأحفاده.
لكن قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وليس معنى هذا أن نتائج الانتخابات هي الرياح لأن من مزايا الرئيس د. محمد مرسي أنه استاذ جامعي متخصص في علم دقيق وحاصل على درجة الدكتوراه من الخارج ولديه أبحاث وإسهامات في مجاله العملي، وأنه قد علم ودرس وحاضر لمئات وآلاف من الطلاب وهى سابقة رئاسية في تاريخ مصر الحديث أن يأتي رئيس يعرف معني العلم والتعليم ومكانة المعلم والأستاذ، ومن هنا فإن د. مرسي في ذاته قد يكون خير رئيس قادم لمصر الحديثة ولكن بكل أسف فإن رئيسنا الجديد عليه استحقاقات لجماعته وحزبه وتيار الاسلام السياسي الذي أتى به الى كرسي الرئاسة، ومن ثم فإن عليه أن يؤدي تلك الاستحقاقات لهؤلاء الذين ساعدوه وآزروه وقدموه بديلاً عن مرشح أول لجماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة ثم بذلوا الغالي والنفيس حتى يصل د. محمد مرسي الى سدة الحكم، ومن ثم يصلوا معه الى مناصب ومراكز في السلطة التنفيذية سواء الحكومة أو السلطة التشريعية في مجلسي الشعب والشورى وأيضاً السلطة القضائية من خلال اللجنة التأسيسية ومشروع الدستور وأيضاً مشروع إعادة هيكلة القضاء المصري بما يحقق المكاسب والمغانم لجماعة الاخوان وكل التيارات الاسلامية السياسية.
لقد أدى الرئيس اليمين الدستورية في الميدان ولكأنه مازال ناشطاً سياسياً أو ثائراً أو مرشحاً رئاسياً وليس رئيساً لدولة مصر العريقة ولكنها استحقاقات الثوار من جماعاته التي تم حشدها من مختلف المحافظات لتؤكد على انتمائه لدولتهم وليس لدولة القانون والدستور تلك الدولة المدنية الظالمة كما يرونها.. ثم أدى الرئيس اليمين الدستورية بعد جدال وسجال أمام المحكمة الدستورية العليا وجمعيتها الموقرة واطلع على القانون الخاص بحل مجلس الشعب وعدم صحة انتخاباته دستورياً ومع

هذا حضر الى جامعة القاهرة قاعة الاحتفالات الكبرى في حشد من جماعة الاخوان ورموز السلفيين ليتبوأوا المقاعد الأولى ويقتحموا طرقات الجامعة بعرباتهم الفارهة وحراسهم الأشداء محاطين بهالة من الفخامة والتألق والتميز تعيد صورة رجالات الحزب الوطني السابق الذي قامت ثورة 25 يناير لتقضي عليه وتطالب بعزل كل من انتمي اليه ولكنها الأيام دول.
وقف الرئيس ليؤدي اليمين مع تعالي بعض أصوات من شباب وأقارب وجيران الشهداء منددين بسقوط حكم العسكر لحظة دخول المشير وعنان وقادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة ولكن الحضور بأكمله رفض ذلك السلوك وهذا الهتاف في حرم الجامعة وتعالى الهتاف من النخبة الحضور مرددين «إيد واحدة في مواجهة أي محاولات لسقوط الدولة المصرية دولة القانون والدستور».
وبعد ذلك اليمين الثالثة بالجامعة خطب الرئيس خطبة تستحق الاشادة والتقدير لأنها تحمل آمال القادم المنير والجديد لكنه مرة أخرى ألمح بعودة المؤسسات المنتخبة لممارسة دورها التشريعي وعلا صوت بعض النواب السابقين مهللين فرحين ولكأن دولة القانون والدستور سوف تخضع لهذه الأصوات وتلك الجماعات التي ترى في القانون الوضعي ردة عن الاسلام الصحيح وتبغي أن تقيم دولة الشرع والشريعة الاسلامية ولكأننا نخالف شرع الله منذ يوم خلقنا وهم حراس السماء وسدنة خزائن الغفران أو جلادو الحدود ومن لهم الحق بأن يضعوا الدستور القادم ليبني دولتهم التي حلموا منذ 1928 بإقامتها وقدموا الشهداء والسجناء على مدار ثمانين عاماً داخل وخارج مصر، وها قد حان وقت قطف الثمار ووصل مرشحهم الى كرسي الحكم لمصر المحروسة، وها هو يعترف أن مزاجه وهواه وانتماءه الفكري سيظل مرتبطاً بالجماعة، لهذا فإن الصراع سوف يصبح اليوم مع دولة المرشد العام وليس مع العسكر ومن ثم فإننا سنبدأ بتزويد شعار الثوار إن وجدوا.. يسقط حكم المرشد ولتحيا مصر الجديدة بالرئيس الجديد مستقلاً ليكون لكل المصريين..