رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

غدا تشرق الشمس

هل نحن الجيل الضائع ما بين شباب ثائر متمرد رافض شجاع مصمم وبين جيل من الكبار خائف عنيد متوائم مستسلم متأقلم متوحد راض بالوضع بالظلم بالفساد متمسك بالبقاء.. إننا جيل ما بين ثورتين وحربين وثلاثة عصور ورؤساء لم نختر أياً منهما ولم نعرف معني الديمقراطية

والحرية والقدرة الحقيقية علي التمرد والمشاركة في صنع المستقبل ولكن بكل أسف المستقبل بالنسبة لجيلي وجيل الكثير ممن علي الساحة الثقافية والإعلامية هو مستقبل قصير وحاضر غريب أسرعنا مع الكبار في صنعه على هذه الشاكلة وذلك النحو وتلك الصورة.. صفوف الناخبين تنم عن الصورة واللوحة الإنسانية التي تعيشها مصر الآن فمعظم الناخبين في المدن أو في القري هم من جيل الوسط وجيل الكبار دون الدخول في تفاصيل المرأة ونسبة تواجدها علي الساحة الانتخابية ولكن غياب الشباب هو السمة الملاحظة والواضحة والجلية للجميع ذلك لأن الشباب لم يعرف قيمة هذا الوطن كما عرفناه ولأنه مصر علي آرائه المتمردة ولرفضه فكرة أن يفرض عليه أي قانون أو أي فرد أو أي رئيس إلا أن يكون باختيارهم ووفق توقعاتهم وأهوائهم من خلال دوائرهم الإلكترونية وشبكاتهم الاجتماعية وفضائهم الافتراضي الخيالي الممتد عبر الأثير دون حدود أو قيود ففي فضائهم هم الرؤساء والوزراء والحكماء وهم المنظرون والسياسيون والإعلاميون، في هذا الفضاء يستطيع الشباب أن يكذب ولا يفصح عن هويته ويتخفي خلف أسماء وصور وهمية كما يستطيع أن يعبر ليس فقط عن رأيه ولكن عن غضبه وسخطه وكل هواجسه البشرية ونوازعه الإنسانية المباح وغير المباح فإذا بالحياة عبر تلك الآلة الجهنمية السحرية حياة تشبه حياة الظلام والحانات في أحيان وفي أخري كما لو كانت غرفة في عيادة طبيب أمراض نفسية أو إحدي قاعات المحاكم القضائية أو ميدان ثائر أو شط بحر هادر مليء بالمخاوف والأمواج والدوامات التي قد تؤدي الي الغرق والضياع للأبد فالقضية ليست دائما ما أريد ولكن ما هو متاح وكيف أقدر أن أقتنصه لصالحي وصالح الجميع.
الشباب لم يشارك ولن يشارك في الحياة المستقرة المنضبطة لأنه يريد تلك الحياة الافتراضية وهذه الحرية غير المحكومة وغير المسئولة ولأننا مع جيل الكبار خذلناه ما بين خوف وعناد وما بين تنظير وتفكير وتخبط ولأننا لم نمنحهم الوقت الكافي للمعرفة الحقيقية وللتجربة وللأمل في أن تتحول النظريات السياسية الي واقع اجتماعي فلا عدالة اجتماعية تحققت ولا مشروع صناعي أو زراعي تم انطلاقه ولا تغيير في المناهج وطرق التدريس ولا مركز شباب تطور واستعد لاستقبالهم ولا قصر ثقافة فتح أبوابه للهواة من الشعراء والأدباء والموسيقيين والكتاب ولا جامعة ومدرسة استعدت للصيف لتكون حصنا تربويا وثقافيا وترفيهيا للشباب ولا وزارة واحدة قررت أن تمنح الشباب فرص عمل لإصلاح ما أفسده

الماضي وما حرق من أقسام ومحاكم وشوارع وأرصفة ومبان هي ملك لنا جميعا لذا فـإن هؤلاء الشباب لم يشاركوا ولن يشاركوا وسيظلون مثل القنبلة الموقوتة التي تريد الانفجار والاشتعال لأن الوطن لا يشكل لديها سوي مأوي مؤقت لم يوفر له ما يطمح فيه وما يصبو إليه.
ومازلنا نحن الجيل الضائع ننتظر أن تشرق الشمس ونشهد تغييرا لذا فلقد اندفعنا مع الكبار لنشارك لأول مرة في بناء مجتمعنا ونصبح مسئولين وشركاء حقيقيين فى كتابة تاريخ مصر الجديدة وهي حالة لم نعرفها ولم نذق حلاوتها أو مرارتها من قبل، لا يهم من الرئيس لأن أي رئيس قادم ما هو إلا شريك في الحكم إذا أخطأ اعترضنا وحاسبنا وإذا أصاب فرحنا وأثنينا، إذا قتل أو عذب أو سجن كنا جزءاً من أخطائه ومن جرائمه وإذا بني وشيد وأصلح كنا أعوانه وفريقه وشركاءه، هذا هو مفهومنا نحن الجيل الضائع في معني مشاركتنا بقوة وعزيمة وأمل في الانتخابات حيث إننا نعيش الواقع، أما الفضاء الافتراضى والعالم الإلكترونى فهو لا يشغل إلا جزءاً صغيراً من حياتنا لأننا لم نشب ونكبر خلاله ولأننا نعلم أن علينا أن نبدأ مهما تأخر الوقت وأن الباقى ثمين وأن الوقت غالى وأن الحياة قصيرة وأن مصر عظيمة وغالية وكبيرة أكبر من اختياراتنا وأكبر من أحلامنا ورغباتنا وتمسكنا بأفراد أو معان أو حتى شعارات تتغير وتتحور وتتحول البعض يستوردها والبعض يرددها والبعض يتصور أنها حقيقة بينما الحقيقة متغيرة ولها أكثر من وجه وأكثر من جانب وأكثر من اتجاه.. لا حقيقة سوي أن الشمس سوف تشرق غداً وقد نكون هنا لنراها وقد لا نكون أو قد تكون العيون عليها غشاوة والقلوب كلها قساوة فلا تبصر الضوء ولا تستمتع بالدفء ومع هذا فستظل الشمس تشرق غداً وكل غد.