رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المفتي في رحاب القدس

شجاعة وإقدام وإخلاص نية عالم جليل دفعت الدكتور «علي جمعة» مفتي الديار المصرية أن يخرج ويشد الرحال الي المسجد الأقصي أولي القبلتين وثاني الحرمين في مرحلة تاريخية صعبة علي الأمة الإسلامية وعلي المقدسيين، أهل القدس من المسلمين والمسيحيين العرب، وكذلك في ظل نيران الثورة المصرية

وطلقات المتشددين من التيارات الإسلامية السلفية والإخوانية التي تهاجم الأزهر والمفتي وترغب في طمس الوسطية الإسلامية المصرية وفرض الإسلام بالأسلوب والفكر الصحراوي أو السلفي أو الإخواني حتي لا تكون هناك هوية للمصريين، ولا صوت يعلو فوق صوت الإسلام السياسي الممول، والذي بكل أسف لم يحم القدس والمسلمين في فلسطين من حملات التهويد التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين العرب الذين يعيشون أسوأ أيام الإسلام ولا يجدون من ينصرهم ويمنع عنهم الذل والهوان والأذي بل ويمحو هويتهم ودينهم ويحول المسجد الأقصي الي جزء من هيكل سليمان ومن ثم تضيع القضية الفلسطينية.
القضية أخطر وأكبر من مجرد زيارة لفضيلة المفتي بجواز سفر مصري وتصريح دخول من الأردن وختم إسرائيلي يسمح له بالمرور الي مدينة القدس، لأن من يهاجمون المفتي ويدعون أن هذا تطبيع مع العدو فإنهم قد تناسوا أن العديد من البلدان العربية وحكامها يتعاملون مع إسرائيل رسميا في التجارة، وبعضهم لديه قصور في إسرائيل وتل أبيب، والآخر يملك من الأموال والسلطان في داخل الوطن العربي وخارجه في بنوك أوروبا وأمريكا ما يجعله يحمي مدينة القدس والمقدسيين من هجمات اليهود المتعصبين وهيمنة الصهاينة الإسرائيليين بكل الطرق والوسائل، وأبسطها هو المصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس» لتقوية السلطة الفلسطينية أو الوحدة العربية الحقيقية والجادة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا بدلا من ذلك الشتات العربي الذي أودي بالوطن العربي الي السقوط في براثن الخطة الصهيونية الأمريكية للشرق الأوسط الكبير، حيث لا هوية عربية، وإنما دويلات متفرقة علي أساس عرقي وديني وطائفي، ففي العراق شتات الأكراد والشيعة والسنة وفي سوريا العلويون والشيعة والقاعدة والسنة وفي السودان جنوب وشمال، وليبيا دويلات وفرق وعشائر، وتونس ليبراليون وإسلاميون مثلها مثل الجزائر، أما مصر فها هي علي وشك التقاط الطعم وإقامة الدولة الإسلامية والقضاء علي حكم العسكر أو الجيش الذي يهاجم ليل نهار ولكأنه جيش الصهاينة أو الانجليز.
المفتي هو كبش الفداء الذي

سوف يذبحه الثوار والليبراليون علي مذبح التطبيع وأكذوبة التعامل مع إسرائيل، وفي الواقع أن الإسلاميين السياسيين يعدون لتلك المحاكمة منذ أمد حتي يتسني لهم تقلد منصب المفتي والاستيلاء علي دار الافتاء لتخرج من دائرة التنوير والوسطية لتقع في بئر التشدد والرجعية وتحظي بفتاوي مثل إرضاع الكبير ومضاجعة الوداع والمتعة وحور العين وما ملكت أيمانهم.
القضية إن أهل المقدس ورجال الدين بالقدس يرحبون بالزيارة ويطالبون جموع المسلمين ورجال الدين الإسلامي بمؤازرتهم وزيارة القدس و التواجد المستمر حتي لا تضيع هوية البلدة وحتي نفضح الكيان الصهيوني ويظهر للعالم أجمع علي حقيقته فإما أن يسمح بالزيارات الإسلامية للمدينة والمسجد وبهذا يفك الحصار السياسي والديني عن البلدة، وإما أن يرفض وبالتالي تتأكد عنصرية ذلك الكيان الاستعماري الذي لا يرعي حرمة الأديان أو حقوق الإنسان أمام المجتمع الدولي، وبالتالي يستطيع المسلمون والعرب الاحتفاظ بالمسجد الأقصي وباستقلالية القدس عن كيان دولة إسرائيل وتنجح مساعي الدول الإسلامية في أن تصبح القدس مدينة دولية لا تتبع أي كيان سياسي، فيتمتع الجميع بالشعائر الدينية والطقوس، بداية من اليهودية الي المسيحية والإسلام في تساو إنساني وروحاني وعقائدي.
إذا كان البابا رفض زيارة الأقباط بيت المقدس في ظل الاحتلال الصهيوني فإن تهويد القدس يستوجب تكاتف المسلمين والأقباط لتأكيد الهوية العربية والحفاظ علي المسجد والكيان الإسلامي.. أجرك علي الله يا فضيلة المفتي وسنصلي من أجلك ومن أجل إعلاء كلمة الله في الأرض.. هنا وفي القدس، فالأقصي قبلتنا والمهد والمسري..