رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أم الدنيا وست أخواتها

عظيمة يا مصر بشعبك وبناسك وبأهلك الذين يجتمعون عند المحن ويقفون صفاً كالبنيان المرصوص بحب وشجاعة وكبرياء وذكاء فطري غير عادي، ذكاء سبعة آلاف سنة من التاريخ والحضارة وتراكم خبرات السنين، سني العطاء والرخاء وسني الألم والشقاء،

هذا الشعب المبهر الذي يخيف الجميع لأنه يتحرك دون سابق إنذار يهدأ ويستسلم في صبر وسكون ويصبر علي الظلم والظالم حتي يظن الديكتاتور أو المستعمر أنه قد استسلم وصار خانعاً وطيعاً لا يحرك ساكنا إذا به يهب في ثورة غضب ويخلع ويطرد ويحاسب ويحاكم ويهدد ويتوعد بالثأر لكل من أصابه وأذله وأدمي قلبه وسرق قوته وعمره وفرحته وحرمه الحلم والأمل وقتل أبناءه وهتك عرض أحبائه ودمر اقتصاده وسلبه كرامته وحريته، هذا الشعب العظيم استطاع أن يحقق ما لم يحققه أي شعب آخر في ثورته السلمية التي أسقطت أعتي الأنظمة الديكتاتورية في 18 يوماً من الإضراب والاعتصام في ميدان التحرير.
وكان لنا أن نفرح وأن نحتفل بهذا النصر وهذا الإنجاز وتلك الثورة التي خلصت المصري من القهر ومنحته الحرية والكرامة، ولكن دعوات الاعتصام والعصيان المدني التي دعت إليها حركات شبابية وثورية بدعوي استكمال مسيرة الثورة، تلك الدعوات للعصيان المدني أثارت حالة من الخوف والرعب داخل نفوس المصريين الذين استشعروا الخطر الداهم والزحف القادم لهدم الدولة المصرية وتعطيل عجلة الإنتاج وتدمير الباقي من الاقتصاد، ومن المثير للدهشة والعجب والرفض ذلك الإعلام الذي حرَّض علي العصيان، بل ودفع وروج له من خلال الشاشات واللقاءات والمداخلات والحوارات حول أهمية استكمال الثورة وتحقيق المكاسب وتسليم السلطة ومحاكمة النظام البائد والحالي لدرجة أن يصل الأمر إلي تحريض طلاب المدارس بعدم الذهاب إلي مدارسهم وطلاب الجامعات بعدم حضور محاضراتهم وتلقي علومهم وتلك هي الخطورة والكارثة، لأن هؤلاء الصغار والشباب هم الأمل وهم الغد وهم مستقبل مصر القادم، فنحن إلي زوال وهم القادمون، هم من سوف يبني الوطن بالعلم والعمل والإصرار وليس بالتكاسل والتخاذل وعدم احترام الأساتذة والمدرسين وقيمة العمل، لأن كل لحظة تضيع منهم هي من عمر الوطن ومن تقدمه واستقراره، كيف لمذيع يدعي الثورة وحب الوطن أن يطلب من ابنائه أن يتوقفوا عن العلم والدراسة في تلك الظروف وألا يلتفتوا إلي دعوات الأزهر والمفتي والكنيسة ورجال السياسة والفكر وإلي صوت الشعب البسيط وإلي تقارير الاقتصاد وحالة الموازنة ورصيد البنك المركزي ووضع مصر في طلب المعونة من البنك الدولي وصندوق النقد ومناشدة الأخوات العرب من الدول التي شربت من نيل مصر واستظلت بعطفها وحمايتها واطمأنت بجيشها في حروب الخليج الأولي والثانية وحفر الباطن واليمن وفلسطين ومع هذا لا تمد لها يد العون والمساعدة.
أم الدنيا وست أخواتها في حالة ألم وحزن وعوز واحتياج إلي كل لحظة عمل وإلي كل قطرة عرق وإلي كل ساعد وكل يد تعمل

بجد وصدق لتنقذ الوطن وتبني المستقبل وليس إلي شعارات وسياسات تدفع بالشباب والصغار إلي ثورات واضرابات واعتصامات قد تؤدي إلي مصادمات وجروح ودماء وشهداء.. ذلك الشعب العظيم الفطن أدرك بحكمة السنين أن وطنه يواجه حرباً خفية وأنه قد أصبح في مرمي الأهداف والسهام التي تنطلق من الداخل لتصيبه في مقتل، سواء فتنة دينية أو فتنة بين محافظة وأخري أو فصيل وآخر أو بينه وبين أبناء وطنه من جنود وضباط أمن أو جيش أو أهل فكر أو سياسة، ولكأن الجميع في حالة تخوين وعداء لا أخوة ولا محبة ولا تسامح ولا قبول لآخر ولا ديمقراطية ولا حرية ولا استقرار وإنما هيمنة استعمارية تستهدف هدم المؤسسات والدولة حتي تعم الفوضي، وحتي تركع مصر وتطلب المعونة وتستجدي العون وتجوع وتضيع هيبتها ويسقط جيشها كما ضاع جيش العراق وليبيا ولبنان وسوريا وفلسطين، فهنيئاً لإسرائيل وأعوانها ويا فرحة أمريكا وأذنابها.
إذا كان الإعلام والتعليم الحر يمنحان طلبة الجامعة الأمريكية القدرة علي التعرض لجيش مصر والمجلس العسكري في حملة تسمي «كاذبون» فأرجو من الجامعة الأمريكية أن تساعد طلبتها علي أن يبدأوا حملة علي الجيش الأمريكي تسمي «متوحشون وهمجيون» علي أن تنطلق تلك الحملة من مصر وأمريكا في آن واحد، ودعنا نري ماذا ستفعل أمريكا ووزارة الدفاع تجاه أي مصري في بلادها يشن تلك الحملة عليها وعلي عساكرها من المرتزقة، وعندها سوف نقسم بالثلاثة أن الجامعة الأمريكية وطلابها ينتمون إلي ثقافة بلاد الحرية والديمقراطية!! وذلك قبل أن يذهبوا في رحلة إلي جوانتاينامو وياليتنا نردد أغنية حبيت بلدي وعلشان بلدي أنا عايزك تكبر يا ولدي واشوفك بتعمر فيها مش بتولع فيها وبتضرب بالطوب أهاليها وبترمي مولوتوف علي ضباطها وبتفقرها وتدمر فيها.. آه منك يا ولدي.. وعظيمة يا مصر يا أم الدنيا وست أخواتها فشعبك العظيم رفض الاعتصام وبدأ البناء.