رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

درس في حب مصر

"مصر هي أم بلاد الدنيا وأم المجاهدين والعباد، هي صاحبة الفضائل على سائر ربوع العالم، لها تاريخ مجيد منذ أن وطأتها أقدام الأنبياء الطاهرين، ومشت عليها أقدام المرسلين المكرمين والصحابة المجاهدين .. إن النبى محمد أوصى الأمة كلها بأن من يتعامل مع المصريين أن يحسن إليهم وأن يكرمهم، وأن يعرف قدرهم وأن يقف معهم عند حاجتهم وأن ينصرهم عندما يؤذن"

هذا قليل من كثير ذكره الداعية السعودي الشهير الدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي عن مصر وأهلها فى محاضرة ألقاها بجامع البواردى بالرياض.. وبحسب معلوماتي، هذه ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها دعاة ورجال دين سعوديين لمصر بالحديث عن أفضالها وتاريخها أو بالدعاء لها للخروج من محنتها .. تحدث من قبل اعلاميين وصحافيين وسياسيين سعوديين يدركون حجم مصر، ويعرفون قيمتها ، ويحفظون قدرها ومكانتها ، ويعلمون كما يعلم الشيخ العريفي أنه " إذا ذكرت مصر ذكرت كسوة الكعبة المشرفة والبيت الحرام، حيث كان يرسل عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى عامله فى مصر أن يصنع كسوة للكعبة، وظلت منذ ذلك التاريخ ترسل من مصر إلى مكة ولم يتوقف ذلك إلا منذ عدة عقود سابقة.. وأن البعثة الطبية المصرية كانت ملجأ وقبلة الحجاج من كل مكان في موسم الحج لسنوات طويلة، وانها كانت أبرز ما ينفع الحجاج في حجهم "
كان العريفي، الشيخ الجليل، يوجه حديثه للعرب جميعا، وليس مريديه من السعوديين وغيرهم في أرض الحرمين، وهو يقول لهم " انه لا يوجد بيت في العالم العربي إلا و كان فيه من تعلم على يد مصري أو استقى العلم والحديث والتلاوة من مصري , وأن من أراد القرآن وتجويده ، فعليه بالالتفات إلى أهل مصر ، وأن من أراد البحث عن حلاوة اللسان، فلينظر إلى أهل مصر".
لم يردد العريفي كما يردد البعض للأسف الشديد، بأن ما فعلته مصر من غابر الزمان، تقاضت عليه الاجر، وحصلت على المقابل .. هؤلاء لا يدركون أن ما قدمته مصر هي

" أشياء لا تشترى " ، قدمتها عن طيب خاطر، وعن وعي كامل بحقيقة وتأثير دورها التاريخي الرائد في حياة الدول والشعوب العربية، لم تكن مصر تريد عن ذلك جزاء ولا شكورا، كانت تفعل ما تفعل من منطلق واجبها نحو وطنها الاكبر .. " فمصر هي بلاد العز والحضارة التي دافعت عن فلسطين قديما وحديثا" هكذا كان العريفي قاطعا وواضحا وهو يتحدث عن مصر " موطن الأنبياء ابراهيم ويعقوب ويوسف و موسى وهارون ويوشع بن نون وايوب والخضر واشعيا وارميا عليهم جميعا السلام"
هذا الشيخ السعودي الشاب ذو الثالثة والاربعين ربيعا، أعطى درسا للجميع وفي مقدمتهم المصريين، وهو يقدم شهادته للأمة العربية والتاريخ ، علمهم من هي مصر رجالا ونساء " فمنها أرق نساء الدنيا، منها ام موسى عليه السلام ، وآسيا امرأة فرعون، وهاجر والدة سيدنا اسماعيل .. وفيهن قال الامام الشافعي" من لم يتزوج مصرية لم يكمل احصانه .“
كان العريفي يريد أن يقول لنا أن الله يحفظ هذا البلد واهله، وأن العرب مهما جرى بينهم، فهم لن ينسوا مصر وما فعلت، ولكن قبل ذلك على أهل مصر وشعبها أن يحفظوها ويراعوا الله فيها، ويقوها شر الفتن.
حقا يا عريفي "انها شهادة في بيت الانبياء ومسكن العلماء وام البلاد كريمة التراب" .. حفظها الله من كل سوء.