رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصاصو الدماء

هل ارتاحت قلوبكم الان ؟ هل سكنت نفوسكم بعد أن ارتوت بمناظر الدماء وهي تتساقط من رؤوس القتلى وقلوبهم، وعيون المصابين وأقدامهم ووجوههم ؟ هل بتم ليلتكم مطمئنين على أن المخطط يسير كما دبرتم ؟ هل فكرتم كيف تخططون لمواجهات أخرى أكثر دموية ووحشية؟ هل هانت عليكم مصر إلى هذه الدرجة؟

وكيف أضحت أطماعم وشهواتكم في الحكم هي التي تتحكم فيكم، وتسيطر على أفعالكم ؟ كيف غيبت عقولكم ؟ أليس فيكم رجل رشيد يدرك أن هذا وطن للجميع، وليس حكرا على جماعة أو تيار اسلامي أو ليبرالي ؟
كيف نمت ليلتك سيدي الرئيس؟ كيف وضعت رأسك على وسادة ناعمة، وأبناء من أهلك وعشيرتك يقتلون بعضهم البعض أمام قصرك الرئاسي، وعلى بعد خطوات قليلة من مكتبك ومقر عملك ؟ هل كنت تتابع شاشات التلفزيون مثلنا ، وتنتقل بين قناة وأخرى غير مصدق لما يجري؟ هل ذرفت عيناك بالدموع سيدي الرئيس ؟ هل توجعت مثلنا واعتصر قلبك الالم والحزن ؟ هل هاتفك أبنائك وأسرتك للاطمئنان عليك خوفا مما يحدث أمام مكتبك؟ هل تذكرت حينها أسر هؤلاء الذين يقتلون بعضهم بعضا ، كيف يعيشون هذه اللحظات المفجعة، وكل منهم ينتظر أن يأتيه خبر ابنه أو ابنته؟ كيف هانت عليك أرواح المصريين سيدي الرئيس المدني المنتخب، والساعات تمر على حرب الشوارع الدائرة من حولك ، وفي كل لحظة يسقط قتيل أو جريح ؟ هل لازلت لا تملك صلاحيات كافية تنفذ بها ما تريد؟ دعمناك وقوينا شوكتك لتأخذ كل الصلاحيات التي تريد وأكثر، حتى صرت الحاكم بأمره فينا، فماذا فعلت لتنقذ أرواح زهقت بسبب سياستك ؟ هل لاتزال تذكر قولتك الشهيرة " لن أخون الله فيكم " ؟ لقد خنت الله في شعبك سيدي الرئيس حين تركت جماعة من مؤيديك

ومعارضيك يتصارعون من أجلك ولأجلك .. ارجع إلى سيرتك الاولى سيدي الرئيس .. راجع وعودك الانتخابية، وحواراتك التلفزيونية حين كنت تبحث عن أصوات انتخابية .. هل لاتزال ورقة اتفاق فيرمونت في جيبك الايسر أم أنك غيرت البذلة والمحل وصاحبه؟ عد سيدي الرئيس، حتى يعود الناس إليك.
أعزائي قادة المعارضة .. هل تحقق ما تريدون بعد هذه المواجهة الدامية؟ هل بات الكرسي الكبير في الاتحادية قريب من أحدكم الان؟ هل فكرتم فيما سوف يحدث وانتم تحشدون الحشود نحو القصر للضغط على الرئيس؟ هل تذكرون .. لقد سقط مبارك حين نزل الشعب الى الميادين في ربوع المحافظات، لم يكن الذهاب الى قصر العروبة حينها هو من أسقط مبارك .. ثم أين كنتم وسط هذه الحشود ؟ هل ذهبتم إلى القصر أم تركتم الانصار يواجهون الموت وحدهم ، ورجعتم إلى فضائياتكم وتويتاتكم تملون شروطكم المسبقة بلهجة عنترية، ليس فيها ذرة من وعي بمصلحة هذا الوطن.
لا أحد فيكم يتقي الله في هذا الشعب الطيب .. كم شهيدا وجريحا يجب أن يسقط قبل أن تفيقوا، وتعوا أن الله ينظر إليكم ، ويعلم ما في قلوبكم ، وأن التاريخ والشعب لن يرحمكم .