رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رسالة إلى أعظم امرأة فى الكون

حبيبتي ونور عيني وضميري، يا وطني وسكني وأمني وأماني وزماني ومكاني وكل شيء بالنسبة لي، يا أعظم كتاب قرأته وأعرق مدرسة تعلمت فيها يا قبلة السماء على جبين الأرض وعزائى فى حزنى ورجائي

عند يأسي وقوتي متى استشعرت ضعفي يا أعظم امرأة في الكون يا أمي، أبعث إليك بباقة حب في يوم عيدك آملاً أن يعيده الله عليك دائما وأنت عفية قوية مكتفية بنفسك عن كل الناس حتى أنا، أما بعد، فإني مدين لك بكل ما وصلت إليه وما أرجو أن أصل إليه واعلمي يا حبيبتي أنه مهما وصفت مشاعري لكِ فلن أستطيع أن أوفيك حقك فقد ولدتِني وأرضعتني وربيتني وعلمتني وحميتني من نفسي وأصدقائي وأعدائي والدنيا كلها، حتى بلغتِ بي بر الأمان وهبتني الحياة والأمل ورويتني من نبع حنانك وأنرت لي دربي وكنتِ ولا تزالين بلسم جروحي وأعطيِتني دون مقابل كمن يزرع أرضاً ويرعاها دون أن ينتظر منها حصاداً، اختلف الناس في كل شيء إلا أنت واتفقوا في أنكِ أعظم شيء في الكون، جاء عنك في المثل الروسي: «الأم تصنع الأمة»، وفي المثل الهندي: «قلب الأم كعود المسك كلما احترق فاح شذاه» وقال عنكِ شكسبير: «ليس هناك في العالم وسادة أنعم من حضن الأم» وقال سقراط: «لم أطمئن قط إلا وأنا في حجر أمي» وقال بيتهوفين: «إن أرق الألحان وأعذب النغمات لا يعزفها إلا قلب الأم» وقال فيكتور هوجو: «إذا صغر العالم كله فالأم تبقى كبيرة» ومن قبل هؤلاء وأولئك أوصانا رب العزة بكِ وحثنا رسوله الكريم على إرضائك وحسن صحابتك فقال سبحانه وتعالى فى سورة لقمان «وَوَصَّيْنَا الْإنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» وقال جل شأنه فى سورة الإسراء «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا» وعندما سُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم: «يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك». رواه البخاري» ومن شعر العرب نُسِجَت أبيات بقيت مع مرور الزمن معطرة بسيرتك و بأخلاقك العظيمة، ومن منا ينسى قول رهين المحبسين

أبي العلاء المعري: العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْـرِمْ وَالِدَيْـكَ بِـه.. والأُمُّ أَوْلَـى بِـإِكْـرَامٍ وَإِحْـسَـانِ، ومن منا ينسى قول شاعر النيل حافظ إبراهيم: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، إذن أنت يا حبيبتي مُكَرَّمة في السماء والأرض، ليست الجنة تحت أقدامك فحسب بل أنتِ الجنة لي ولمن وعى مقدارك وتعلم على يديك الرحمة أنت بريق هذا الكون ومفتاح بقائه، أنتِ أقدس معاني الإنسانية وقيثارة الوجود وملحمة الأرض، بكِ لا أبالي غدر الزمان وتقلبات الأيام و أتزود بصبري على الشدائد والمِحَن وأقرأ تاريخي و أدرك أبعاد نفسي، آه لو تعود عجلة الزمن للوراء لما أضعت لحظة واحدة في إغضابك وإيلامك، آه لو تعود عجلة الزمن للوراء لقضيت عمري كله في طاعتك واستنشاق عطر صدقك والتوسل إلى الله كي يكون دعاؤك لي مستجاباً، عطاؤك اللامحدود يغمرني ويأسرني ويفتح أمامي نوافذ العالم على أجمل معاني الحب لا تفهمين إلا أن تكوني معي فتحبين من يحبني وتبغضين من يبغضني لأنكِ اليد التي تمتد لي بالرحمة والمودة فاسمحي لي أن أقبل يديك ورأسك وأستجدي رضاك وأسكب دموع ضعفي فوق صدرك، دعيني أؤكد لك أنه لو كان العالم في كافة وأنت في كافة لاخترتك أنت ولو خسرت العالم، دعينى أنحني لكِ عرفاناً منى بما بذلتِه من أجلي، دعيني أنظر في وجهك لأتعلم من صبرك وأنظر لعينيك لأستكشف عظيم حلمك وقوة تحملك، دعيني ألمس يديك لأنعم بحنانك ماذا أقدم لك اليوم لأعتذر عن تقصيري في حقك؟ أمي كلمة تملأ خاطري، كل عام وأنت بخير يا أعظم امرأة في الكون وفي الختام لكِ مني السلام.