عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة إلى الكاذب الصحفى

تحيرت كثيرا في حديثي إليك، هل أستهله بعزيزي الكاتب الصحفي أو صديقي الكاتب الصحفي أو أخي الكاتب الصحفي؟! وبعد تفكير طويل استقر رأيي على أنك لست صديقا ولا عزيزا ولا أخا ولا تستحق أن يطلق عليك وصف: «الكاتب الصحفي» لأنك لا تكتب صحافة ولا علاقة لك بالصحافة وكل ما تنشره مجرد من المهنية والمصداقية

ولا يمت للواقع بأي صلة بينما هو من صنعك أنت ومن إنتاج خيالك أنت تضلل به من وثقوا فيك واستأمنوك إلا أنك اتخذت قرارا ببيعهم وخداعهم إما خدمة لثري مصري أو عربي أو منظمة أو هيئة أو دولة استأجرتك أو اشترتك أو وظفتك دعما لمصالحها السياسية والاقتصادية مقابل منحها إياك حفنة من الجنيهات أو الامتيازات التي تصورتها – على المدى القريب – سوف تنتشلك من العوز أو الفقر وربما ستضعك على خريطة الإعلام دون أن تدرك أنها على المدى البعيد قد تخرب بيتك وبيت أهلك وناسك ووطنك كما قد تؤدي إلى كوارث وفتن لا تحمد عقباها، لذلك آثرت أن أستهل رسالتي إليك بما يليق بك «أيها الكاذب الصحفي» لا تحية إليك ولا سلام ولا تقدير لك ولا احترام ولا أمنيات تستحقها إلا أن تحصد جزاء ما تزرع، أما بعد فأنا على يقين بأن ما أكتبه إليك قد لا يصلك لأنك لا تقرأ وإن وصلك فربما لا يؤثر فيك لأن ضميرك في أجازة وإن كان لا يزال في داخلك بقية ضمير فأرجوك راجع حساباتك واسأل نفسك: ما هي النهاية المنطقية لما تقوم به من تضليل للرأي العام ونشر الشائعات وإثارة البلبلة وفضح البعض لحساب البعض؟ ما الذي سوف تجنيه من تخويفك للناس وإغراقك لهم في التوتر والقلق والرعب؟ ما معنى كل هذه التناقضات واللخبطة في الأولويات وتقديمك لقضايا كان أولى بها التأخير أو تأخيرك لقضايا كان أولى بها التقديم؟.
أحيانا أراك تتظاهر بالشجاعة والشهامة والفروسية والرجولة في تصديك لنشر بعض المفاسد وكشف اللثام عنها، باسم أنك راغب في تعريف الناس بالحقيقة ثم يتضح لي بعد قليل – عندما تعرض عليك قضايا أكثر خطورة وأكثر إفسادا – بأنك جبان وخواف وانتقائي بحيث تتصدى للقضايا والمشكلات حسب قربك وبعدك ممن تدافع عنهم أو تفضحهم فإن كانوا من المقربين ثم أفسدوا أو أخطأوا فإذ بك ستر عليهم وغطاء لهم، بل ربما مدافع عنهم إما حرصا منك على روابط خاصة بينك وبينهم أو لكونهم يعرفون الكثير عن بلاويك وتخاف أن يكشفوا حقيقتك ويعروك أمام الناس، إما إن كانوا من الأبعدين ممن لا تربطك بهم أية مصالح مشتركة وليس بإمكانهم الإضرار بحاضرك أو التأثير على مستقبلك فأنت في

مواجهتهم بطل مغوار وأسد الأسود « ولا عنترة ابن شداد في زمانه « فتدعو للحق وتنادي المناصرين عن الحق كي يتصدوا للفساد والمفسدين وبهذا تكون أكبر مروج لثقافة الانتهازية إذ ترتدي ثوب الحق وقتما تريد وتغض طرفك عن الحق وقتما تريد ومما زاد الطين بلة أن القنوات الفضائية رعتك واحتضنتك وأغدقت عليك الأموال وفتحت لك أبوابها فزادتك قوة وزخما وأعطتك مساحة من الوقت – كان من الممكن أن تجبرك على مراجعة نفسك واستعادة موضوعيتك في تقييم الأخبار والموضوعات ثم نشرها كما ينبغي أن تنشر لا كما ينبغي أن تريدها أنت لكنك وللمرة الثانية تلفق وتزور وتلوي عنق الحقائق إلى درجة أنك تكسب من الكذب تعاطف البسطاء معك بإيهامك إياهم بأنك نصيرهم وحاميهم من الظلم والظالمين.
فيا أيها الكاذب الصحفي الحق أحق أن يتبع وإذا كان الكذب ينجي فالصدق أولى وأنا وغيري من عموم المصريين كشفنا أمرك ولم نعد نتحمل كذبك ونطالبك بأن تتقي الله في نفسك وفينا وتحترم قدسية عملك ودورك وتخلع عنك ثوب الزيف والتضليل وتعي أنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح ولن يحترم إلا المحترم ولن يكون الجزاء إلا من جنس العمل وأقسم لك أنك بقدر ما تعطي سوف تأخذ وبقدر ما ستضع الناس في حساباتك سيضعونك في حساباتهم وبقدر ما ستفيدهم ستربحهم فالمصريون – بحكم ذكائهم والطبول التي دقت فوق رؤوسهم – باتوا قادرين على التمييز بين الصالح والطالح، بين الأصيل والمزيف، بين الثمين والرث، وختاما أسأل الله أن يردك لصوابك ويوقظ ضميرك من أجل أن تسترد نفسك وتدرك أن آخر الحكاية ليس ببعيد ثم أسألك مراعاة مهنتك وشرف مهنتك حتى تستحق أن يطلق عليك وعن جدارة وصف «الكاتب الصحفي» بدلا من «الكاذب الصحفي».