رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تعلموا من وزير التموين

سألني أحدهم: هل الحكومة الموجودة تصلح لمصر في هذه الأوقات الحرجة ؟ أجبته بالطبع لا، لأن الحرب التي تواجهها مصر تحتاج لعقول تفكر بشكل غير نمطي وتضع حلولا غير تقليدية لا تحمل الأمن وحده كل العبء وإنما تعمل معه جنبا إلى جنب إيمانا من هذه الحكومة بأن هناك سبلا مختلفة – بالإضافة للأمن – قادرة على دفع مصر نحو الاتجاه الصحيح، سألني : وهل كل وزراء هذه الحكومة نمطيو القرارات محدودو الأفق عاجزون عن التفكير المنهجي؟

رددت: من الظلم الحكم على جميع هؤلاء الوزراء بالفشل، خاصة أن القليل منهم تركوا بصمة حقيقية في إدارة وزارتهم، منهم: وزير الأوقاف صاحب القرارات الجريئة في إعادة أهل الدعوة للمنابر ومحاربة أئمة التطرف والمنظم الحقيقي لفوضى الخطباء التي ابتليت بها مصر في الآونة الأخيرة، وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أول من كان سيدفع ثمن الإرهاب وأول من تصدى لمحاربته ومحاولة القضاء عليه، وهو الآن في الميدان بنفسه لدعم الجيش من أجل القضاء على المتطرفين الإرهابيين في سيناء، وزير التموين الدكتور خالد حنفي أهم وزراء هذه الحكومة بفكره المتميز ورؤيته الثاقبة وحسه المتفرد بالشعب، لأنه عندما قبل بتحمل المسئولية لم يبد امتعاضا تجاهها ولم يتعلل بصعوبتها وبأنه ورث تركة ثقيلة عن سابقيه قد يبرر بها عجزه عن أداء مهامه – إن عجز لا قدر الله – ومع ذلك كان «أدها وأدود» كما يقول المثل الشعبي، حيث نجح في التصدي لأكبر المشكلات المستعصية وتمكن من حلها، والانحياز للناس فقيرهم قبل غنيهم وضعيفهم قبل قويهم، هذا الرجل هو صاحب منظومة الخبز التي عكرت صفو حياة وزراء كثيرين قبله ومع ذلك تصدى لها وعالجها من جذورها عندما جعل تحسين الرغيف ضمن أهم أولياته وخلق منافسة بين أصحاب المخابز على إرضاء المواطن وحرر سعر الدقيق وجعله بالسعر العالمي وجعل الدعم لرغيف العيش بعد أن كان لصاحب المخبز، ولأول مرة يختفي تهريب الدقيق نهائيا من مصر ولأول مرة يأكل الناس رغيفا محترما لائقا بإنسانيتهم ولأول مرة لا يسقط شهداء فى طوابير العيش ويتقلص الزحام على الأفران، هذا الرجل هو صاحب منظومة التموين الجديدة التي حولت عن طريق البطاقة الذكية بقالات التموين من سبوبة لتجار السوق السوداء إلى بقالات تعمل وفق ضوابط وبناء على آليات تضمن وصول السلع المدعومة إلى مستحقيها وتقدم أفضلها من حيث النوع والكم بعد أن كان مكتوباً على المواطن المصري الغلبان سلعا من الدرجة العاشرة ومقتصرة على

الأرز والزيت والسكر وأسوأ أنواع الشاي، هذا الرجل هو صاحب فكرة استبدال زيت التموين المستعمل في البيوت بزيت تموين جديد بحيث يستخدم الزيت المستعمل في صناعة السولار، هذا الرجل يتحمل الآن المسئولية عن بناء أكبر مشروع عالمي لوجستي للحبوب في الشرق الأوسط وقد أقامه على مساحة لا تقل عن 2 مليون متر مربع فى دمياط من أجل مصر لكى تكون محط أنظار أكبر بورصة حبوب وأهم المشاريع المتعلقة بها، هذا الرجل لا يزال أمامه فعل الكثير والكثير وهو مستعد لكل هذا الكثير، لذلك تجد الناس تدعو له صباح مساء وتتمنى له طول عمره وأن يكثر من أمثاله ويكفيه شر الحاقدين والحاسدين وأولاد الأبالسة من أعداء النجاح، وبمنتهى الأمانة لو أن وزراء هذه الحكومة الحالية اتخذوه قدوة وانتهجوا منهجه وحذوا حذوه وأخلصوا مثل إخلاصه لانتقلت مصر نقلة نوعية ومهمة في فترة زمنية محدودة، يا سادة إن التغيير ممكن طالما توفرت إرادة التغيير وكسب احترام الناس وحبهم ممكن طالما كان المسئول محترماً وجادا في أن يقدم نفسه للناس بوصفه حريصا عليهم أمينا على مصالحهم قويا في مواجهة من يهدد استقرارهم وعلى أية حال أناشدكم يا وزراء مصر أن تسألوا الرجل كي تستفيدوا منه: كيف يفكر؟ كيف يخطط؟ كيف يختار معاونيه؟ كيف يتخذ قراراته كيف أصبح فارس اللحظة وموضع اهتمام الكبير والصغير اسألوه: كيف انتصر لمصلحة الجماعة على أنانية الفرد؟ كيف غض الطرف عن الإعلام فأجبر الإعلام على الالتفات إليه ولمشاريعه وقراراته غير المرتعشة؟ اسألوه: كيف يتقبل الانتقادات حتى حولها إلى مميزات جعلت منه وزيرا مثاليا في حكومة معظمها طلقوا مصالح الناس بالثلاثة.