رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

احترس من هؤلاء يا سيادة الرئيس

عزيزي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي المهموم بتطلعات الناس وأمانيهم التي يرتفع سقفها كل يوم والإنسان والرجل الجدع ابن الحي الشعبي

المعطر بأجمل ما في وجدان المصريين من قيم، تحيتي إليك وتقديري لك ودعائي بأن يوفقك الله لما فيه خير هذا البلد، أما بعد، أعلم مثل غيري كثيرين أنك اخترت الطريق الصعب وقبلت بتحمل مسئولية تنأى عن حملها الجبال وتسلمت أمانة حكم البلاد راضيا مرضيا ولم يعد أمامك لكي تتجاوز بمصرنا الغالية الرياح والأمواج والعواصف إلى بر النجاة سوى خيار من خيارين: إما النجاح أو النجاح، لأن النقيض لا قدر الله لن يجر البلاد لثورة كتلك التي أطاحت بمبارك أو بمرسي بل سيدفع بها دفعا للانفجار الشعبي الذي سيستمد وقوده من إحباط ويأس الجماهير وفقدان الثقة في كل من سيفكر أن يتصدر مقدمة المشهد السياسي مرة أخرى.
إن أخطر شىء نعيشه الآن، هو الصراع بين الحاصل والمرجو، بين اليأس والأمل، بين الدوران في المحل والتحرر من عنق الزجاجة بحثا عن مستقبل أفضل، سيادة الرئيس لقد ذاق الناس الأمرين ولم يعد بوسعهم احتمال المزيد خاصة بعد أن أفقروا بفعل فاعل ودمرت عقولهم بفعل فاعل، وحرموا من الصحة والتعليم والسكن الآدمي والمياه النظيفة بفعل فاعل وأكرهوا على اليأس والبؤس والاختيار ما بين المر والأمر بفعل فاعل، وهذا الفاعل هو الذي ينبغي أن تحذره وتتقيه، لأنه سيكون خطرا عليك مثلما كان خطرا على عموم المصريين، هذا الفاعل كان المسئول الأول والأخير عن حرمان مصر الريادة والقيادة ثم جرها جرا للتراجع والتبعية والخمول وانحسار التنمية وإهدار الموارد البشرية والطبيعية، هذا الفاعل ملتوٍ ومتشعب، ظاهر ومستتر، متصل ومنفصل، وعلى كل لون:
أولا: قد تجده يا سيادة الرئيس مرتديا ثوب الإعلامي الذي لن يبخل عليك بأروع الصفات وأعظمها وأرقاها فيجعل منك البطل والمخلص والحكيم والعالم الذي لا يأتيه الخطأ من بين يديه ولا من خلفه، ثم ينقلب عليك إذا ما سقطت – لا قدر الله – ودعني أذكر سيادتك بهذا النموذج الإعلامي البشع الذي راح ينفخ في الملك فاروق ويصوره للرأي العام على أنه الملك العادل التقي الورع الزاهد خليفة المؤمنين وإذا به بعد ثورة يوليو وعلى يد نفس النموذج يتحول إلى: «زير النساء، النهم للملاذ الحسية والجنسية، الأكول، الفاسد المرتشي المتهم الرئيس في حريق القاهرة وصاحب صفقة الأسلحة الفاسدة للجنود والضباط المصريين في حرب 1948.
ثانيا: قد تجده ضمن المقربين منك في الفريق الرئاسي مثلا أو في الحكومة أو واحد من المنتمين لمؤسسة فاعلة ومؤثرة في صنع القرار وخطورة مثل هذا النموذج يا سيدي الرئيس تكمن في أنه مصدق دون غيره ومسموح له بما لا يسمح به لغيره ومستشار دائم لكن استشاراته – كما تعرف – غالبا ما تفصل على مقاس المتربع على عرش السلطة وعلى مزاجه وهواه وليس بحسب ما تقتضيه المصالح العليا للوطن، وقد ورط هذا النموذج الرئيس الراحل عبد الناصر في الدخول

إلى حرب لم يكن مستعدا لها على الإطلاق وكانت النتيجة هي نكسة 1967 كما أشار على السادات بالانفتاح الاقتصادي وينقلب بتلك المشورة الفاسدة الهرم الاجتماعي رأسا على عقب ويتحول السادات من رب العائلة المصرية وصاحب قرار العبور والقائد المؤمن إلى رب الانفتاح سداح مداح وكذلك أشار على مبارك بالخصخصة بزعم الاقتصاد الحر وأن يريح رأسه ويترك لمن حوله من أهل الثقة هم إدارة البلاد فاستراح الرجل لما عرض عليه وترك كل شيء لشلة الأنس التي كانت تعبث وتلهو وتتحكم في مقدرات الناس وتعتبر نفسها وصية عليهم بلا ضوابط ولا روابط ودفع مبارك الثمن غاليا، وغني عن البيان ما فعله هذا النموذج بمرسي عندما أقنعه بحتمية أخونة الدولة والتعامل معها بوصفها عزبة للأهل والعشيرة واستبدال الشرطة بالميليشيات والعفو عن الإرهابيين كي يكونوا سلاحه في مواجهة كل من يحاول معارضته والإطاحة به ولأنه لم يستوعب الدرس سقط ثم سجن ثم حوكم وفي انتظار جزاء ما فعله.
ثالثا: قد تجده في ثوب رجل أعمال من أولئك اللاعبين بالبيضة والحجر والآكلين على كل الموائد والانتهازيين لكل الفرص يكلمك عن الوطن بينما يعمل ضد مصالح الوطن ويتظاهر بحبك ولا يستحى من أن يطعنك من الخلف طالما وجد فى هذا الطعن مكسباً له.
رابعا: قد تجده شيخا من المشايخ المتكالبين على الدنيا كل همه المتاجرة بالدين وتسخيره في خدمة المطامح الدنيوية والخضوع للحاكم ولو كان على حساب الرعية وتفصيل الفتاوي وفق المزاج والهوى.
سيادة الرئيس أمثال هؤلاء كثيرون يعشقون التربح من الوهم ويدينون بالمصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة ويتزايد جشعهم كلما لمحوا في الحاكم صديقا لهم أو انشغالا عنهم، لذلك ومع ختام رسالتي إليك وبقدر تقديري لك أقول: «احترس من هؤلاء الراقصين على كل الحبال ولا تمكنهم منك ولا تعطهم الفرصة لظلم الناس مرة أخرى فهم كالورم السرطاني الذي لا سلامة لمصر دون استئصاله وهم الخطيئة التي ينبغي تطهير مصر منها فورا».