عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زينة وريهام ووجع قلب مصر

سحابة كثيفة من الحزن تكاد تغطي مصر كلها والقلوب من فرط تمزقها لم تعد قادرة على احتمال المزيد من الألم والبؤس، والدموع في العيون كادت تجف من البكاء على زهور يغتالها شياطين الإنس على أعتاب أيامنا الحزينة، والخير يكشف عن نفسه على استحياء، ما كل هذا الكره؟

ومن أين نبت؟ ولماذا يطل بوجهه القبيح بجرأة غير مسبوقة وكأنه صاحب البيت؟ هل مصر التي أعيش فيها الآن هي مصر التي كنت أعرفها وأحتمي بها؟ مشاعر كثيرة وأسئلة متضاربة استولت عليَّ وحاصرتني وأنا اقلب في القنوات الفضائية بين كارثة هنا وحادثة هناك وعمليات اغتيال وحرق وتخريب لم تعهدها أرضنا الطيبة، مرة : ضابط أمن دولة تغتاله يد الغدر وثانية : قنبلة يدوية تلقَى على كمين شرطة بعبود وتصيب أربعة،  وثالثة : الإرهاب الأسود يحصد أرواح 11 ويصيب 37 جندياً من جنودنا البواسل في رفح ورابعة : طلاب المدينة الجامعية بالأزهر يحرقون أحد المباني فيها وخامسة وسادسة وسابعة... إلخ أخبار كثيرة أحلاها أمَر من طعم الصبار وفجأة يستوقفني صوت ريهام سعيد المجروح دائماً بأنات المظلومين في برنامجها المتفرد «صبايا الخير» وهي تحاول كعادتها استثارة النخوة في قلوب مشاهديها عندما كانت تحكي حكاية طفلة بريئة لم تأت إلى الدنيا إلا لتؤنس أهلها بضحكاتها الحلوة مدة لم تتجاوز 5 سنوات ثم جاء شيطانان وخطفاها ثم اغتصباها ثم قتلاها، الطفلة هي زينة ابنة بورسعيد، حورية كان مكانها الجنة لكن قدرها ساقها لتعيش بيننا جحيم هذه الدنيا، زينة كانت أمام شقة أسرتها تمرح وتلهو بشعرها الأسود وعينيها الساحرتين وصوتها النابض بالبراءة والنبل في الوقت الذي كانت فيه أمها منشغلة عنها باستقبال أحد مدرسي بناتها وفجأة وفي بضع ثوانٍ تختفي زينة، لكن أين ذهبت ؟! لا أحد يعرف، قلق وتوتر وبحث شارك فيه كل سكان العمارة لكن دون جدوى كأن الأرض قد انشقت وابتلعتها إلا أنه في النهاية اكتشفت الكارثة عندما اتضح أن ذئبين بشريين أو بالأحرى شيطانين أخطر من شياطين الأساطير قد استسلما لغريزتيهما الشاذة واختطفا الطفلة ثم انفردا بها أعلى سطح العمارة ثم اغتصباها ثم سارعا للإلقاء بها من الطابق العاشر إلى مسقط العمارة خوفاً من أن يُفتَضح أمرهما، وتفارق زينة دنيانا الظالمة وتعود للجنة التي كان ينبغي أن تكون فيها ويُلقى القبض على المجرمين.
كنت أسمع الحكاية بتفاصيلها من أم الطفلة وهي منهارة وشبه فاقدة للوعي لا تكاد تصدق أن براءة ابنتها وجسدها الطاهر قد استبيحا بهذه الطريقة ووراءها في الخلفية صوت ناي حزين يبدو وكأنه قادم من بعيد من الفضاء الذي حلقت فيه روح

زينة الطاهرة، أما ريهام سعيد والتي فضحت ببرنامجها هذا، إعلام التفاهات تؤكد أن الغوص في مشكلات الناس هو الذي يضمن لها مكاناً في قلوبهم، ريهام لم تركب الموجة مثل غيرها وتخوتنا بالدستور ونصوص الدستور ومَن أيَّف الدستور ومَن الرابح من هذا الدستور والمتوقع بعد إقرار الدستور، ريهام لم تخوتنا بالخبير الأمني والخبير الاستراتيجي والخبير الإعلامي والخبير السياسي إلى غير ذلك من هؤلاء الخبراء ممن لا نسمع لهم صوتاً ولا نرى لهم سحنة إلا على شاشات التليفزيون، ريهام لم تخوتنا بحزب الكنبة وحزب الكرسي وحزب الأهل والعشيرة وحزب العفاريت الزرق، كل ما فعلته ريهام أنها فهمت اللحظة وما تحتاجه اللحظة، فهمت أن الانشغال فقط بأحاديث السياسة عن مشاكل الناس كالنفخ في القربة المقطوعة لذلك لمست بحكاياتها وموضوعاتها وجعاً في قلب مصر وحركت مشاعر ناس مصر وكانت بحق صادقة وهي تساند من خاب أملهم في النظام السياسي ولم يعد لهم ملاذ إلا رحمة الله ثم رحمة القادرين ثم وقفة برنامج صبايا الخير لإنقاذ مريض ومساعدة محتاج وفضح فساد وكشف لص والإبلاغ عن مجرم ... إلخ .
زينة وريهام سعيد كشفتا المستور، زينا دقت جرس إنذار بأن هناك آلافاً أمثالها فقدوا حياتهم وآلافاً آخرين قد يفقدونها، إذا لم يكن هناك ردع لكل من يتجرأ على آمنين ويمس حياتهم أو يعرضها للخطر، وريهام سعيد أثبتت أن المرأة بنجاحها قد تقوم بما يقوم به ألف رجل وأن العبرة ليست في السبق الإعلامي وبكثرة الظهور على شاشات التليفزيون لكن العبرة في جدية المحتوى الذي يعد الفيصل بين الإعلام المهني وممتهني الإعلام وفي الختام لم يبق سوى وجع قلب مصر، اللهم اشفها منه واكفها شر أولاد الحرام، أرجوكم قولوا معي آمين

.